معرض قاهري يبرز عودة «البوب آرت»

بمشاركة 50 فناناً وفنانة في «غاليري لمسات»

المعرض يبرز إبداعات الشباب المصري  -   لوحة «بوب آرت» لسلمى شريف
المعرض يبرز إبداعات الشباب المصري - لوحة «بوب آرت» لسلمى شريف
TT

معرض قاهري يبرز عودة «البوب آرت»

المعرض يبرز إبداعات الشباب المصري  -   لوحة «بوب آرت» لسلمى شريف
المعرض يبرز إبداعات الشباب المصري - لوحة «بوب آرت» لسلمى شريف

ينظم «غاليري لمسات» بوسط القاهرة مهرجاناً فنياً بمشاركة 50 شاباً وشابة، مقدماً رصداً لاتجاهات الجيل الجديد من الفنانين المصريين الذين يمثلون مختلف المدارس الفنية. وكان من اللافت اهتمام عدد من الشباب المشاركين بفن «البوب آرت» الذي يعود للنصف الثاني من القرن العشرين، ومشاركتهم بلوحات تعكس الطبيعة الاستهلاكية للمجتمعات المعاصرة، بتقنيات مختلفة منها الكولاج والرسم.
يستقبلك المعرض بمنحوتة من البوليستر للفنانة نورهان أيمن، التي تجسد عبر تمثال نصفي لجسد امرأة مشاعر الألم والمعاناة، والتي قالت عن عملها الفني الأول في معرض جماعي لـ«الشرق الأوسط»، «أعتز كثيراً بهذه المشاركة، وقدمت فكرة اللوحة لتعبر عن المعاناة بشكل عام، وحاولت تجسيد تجربة حسية يمر بها جميع البشر». فيما تقابلها لوحة «بوب آرت» تجسد جمال وبهاء المرأة الأفريقية، للفنانة علياء عبد الرازق التي تقول: «أجد في الزي التقليدي للمرأة الأفريقية سحراً خاصاً، لذا قمت بعمل اللوحة من الأقمشة الملونة مع قصاصات الصحف ورسم البورتريه». كما تقف لوحة الفنانة منة فتحي معبرة عن ثقافة الاستهلاك لدى الشباب، تجسد فيها فتاة تدخن تبدو غير مبالية بمن حولها من أشخاص قامت الفنانة بتوزيعهم على فضاء اللوحة، وتدمج فيها الكولاج بالتلوين الزيتي، ويظهر تأثرها بفنان «البوب آرت» العالمي آندي وارهول.
في القاعة الثانية للغاليري، تنوعت الأعمال الفنية لتشمل التصوير الفوتوغرافي والخزف والرسم، ويبرز فيها عمل فني للشاب جون ناجي الذي برع فيه في رسم الفضاء بتقنية «رش الألوان» أو «الإسبراي»، لتبدو وكأنها صورة فوتوغرافية التقطتها «ناسا» للأرض والقمر والمجموعة الشمسية. يبث المعرض روحاً جديدة في الوسط الفني التشكيلي الذي يشهد بالفعل انتعاشاً ووهجاً في مصر، لدرجة أنك لن تتمكن من حضور جميع المعارض التشكيلية في القاهرة وحدها، فالأجندة التشكيلية عامرة يومياً بعدة معارض. وعن فكرة المعرض، تقول الفنانة نيرمين شمس، صاحبة «غاليري لمسات» لـ«الشرق الأوسط»، «كان هدفي أن يجتمع عدد من الفنانين الشباب الذين يخوضون مضمار الفن التشكيلي لأول مرة، جنباً إلى جنب مع عدد من الفنانين أصحاب الخبرة لتقديمهم للوسط التشكيلي، وتقديم الدعم الكامل لهم، لكن بشرط امتلاكهم الموهبة الكافية للعرض، فهناك 20 فناناً مشاركاً من غير الدارسين للفن التشكيلي».
وتضيف: «نحاول تقديم فنانين مجتهدين لهم بصمة خاصة، وتبرز لديهم توجهات تشكيلية، سواء في التصوير الزيتي، أو النحت، أو فن التصوير الجداري، أو الطباعة، وغيرها». وتلفت شمس: «كرمنا 9 فنانين من المشاركين ممن قدموا أعمالاً متميزة، وحرصنا على تكريم أمهات الفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض، لدورهن في دعم مواهب أبنائهن». وتختتم شمس حديثها: «أتمنى أن يكون لكل معرض هدف وفائدة للجمهور وللفنانين المشاركين».
يستمر المعرض حتى 26 من مارس (آذار) الحالي، وقد اختار الغاليري شعار «مهرجان الشباب للفن التشكيلي»، (ساعد قوي يرتفع لأعلى)، رمزاً للقوة والأمل اللتين يبثهما الفنانون الشباب عبر أعمالهم ووجودهم في سماء الفن التشكيلي.



حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
TT

حضور تشكيلي سعودي بارز في مهرجان «ضي للشباب العربي» بمصر

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)
عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

يُشكّل «مهرجان ضي للشباب العربي» الذي يُطلقه «أتيليه العرب للثقافة والفنون» في مصر كل عامين، تظاهرة ثقافية تحتفي بالمواهب العربية الشابة في الفنون التشكيلية، وتعكس عمق التعبير وتنوعه بين الفنانين المشاركين عن القضايا الجماعية والتجارب الذاتية.

وتشهد نسخته الخامسة التي انطلقت تحت شعار «بلا قيود»، وتستمر لشهر كامل في قاعات غاليري «ضي» بالقاهرة، مشاركة 320 فناناً من الشباب، يمثلون 11 دولة عربية هي مصر، والسعودية، والسودان، وسوريا، وفلسطين، والعراق، والأردن، واليمن، ولبنان، والعراق، وتونس.

تُقدم سلمى طلعت محروس لوحة بعنوان «روح» (الشرق الأوسط)

وبين أرجاء الغاليري وجدرانه تبرز مختلف أنواع الفنون البصرية، من الرسم والتصوير والحفر والطباعة والخزف والنحت. ومن خلال 500 عملٍ فني تتنوع موضوعاتها وتقنياتها وأساليبها واتجاهاتها.

ويحفل المهرجان في دورته الحالية بأعمال متنوعة ومميزة للشباب السعودي، تعكس إبداعهم في جميع ألوان الفن التشكيلي؛ ومنها عمل نحتي للفنان السعودي أنس حسن علوي عنوانه «السقوط».

«السقوط» عمل نحتي للتشكيلي السعودي أنس علوي (الشرق الأوسط)

يقول علوي لـ«الشرق الأوسط»: «استلهمت العمل من فكرة أن كلمَتي (حرام) و(حلال)، تبدآن بحرف الحاء، وهما كلمتان متضادتان، وبينهما مساحات شاسعة من الاختلاف».

ويتابع: «يُبرز العمل ما يقوم به الإنسان في وقتنا الراهن، فقد يُحرّم الحلال، ويُحلّل الحرام، من دون أن يكون مُدركاً أن ما يقوم به هو أمر خطير، وضد الدين».

ويضيف الفنان الشاب: «لكنه بعد الانتهاء من فعله هذا، قد يقع في دائرة الشكّ تجاه تصرّفه. وفي هذه المرحلة أردت أن أُجسّد تلك اللحظة التي يدخل إليها الإنسان في مرحلة التفكير والتشكيك في نفسه وفي أعماله، فيكون في مرحلة السقوط، أو مراجعة حكمه على الأمور».

وتأتي مشاركة الفنانة السعودية سمية سمير عشماوي في المهرجان من خلال لوحة تعبيرية من الأكريلك بعنوان «اجتماع العائلة»، لتعكس عبرها دفء المشاعر والروابط الأسرية في المجتمع السعودي.

عمل للتشكيلية السعودية سمية عشماوي (الشرق الأوسط)

وتقول سمية لـ«الشرق الأوسط»: «تُعدّ اللوحة تجسيداً لتجربة شخصية عزيزة على قلبي، وهي لقاء أسبوعي يجمع كل أفراد أسرتي، يلفّه الحب والمودة، ونحرص جميعاً على حضوره مهما كانت ظروف الدراسة والعمل، لنتبادل الأحاديث، ونتشاور في أمورنا، ونطمئن على بعضنا رغم انشغالنا».

ويُمثّل العمل النحتي «حزن» أول مشاركة للتشكيلية السعودية رويدا علي عبيد في معرض فني، والتمثال مصنوع من خامة البوليستر، ويستند على رخام. وعن العمل تقول لـ«الشرق الأوسط»: «يُعبّر التمثال عن لحظة حزن دفينة داخل الإنسان».

عمل نحتي للفنانة السعودية رويدا علي عبيد في الملتقى (الشرق الأوسط)

وتتابع رويدا: «لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام، وأن تستدرجك المواقف إلى البكاء، فتُخفي دموعك، وتبقى في حالة ثبات، هكذا يُعبّر عملي عن هذه الأحاسيس، وتلك اللحظات التي يعيشها المرء وحده، حتى يُشفى من ألمه وأوجاعه النفسية».

من جهته قال الناقد هشام قنديل، رئيس مجلس إدارة «أتيليه العرب للثقافة والفنون»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مهرجان الشباب العربي يمثّل خطوة مهمة في تشجيع الفنانين الشباب ودفعهم إلى الابتكار، وتقديم أفكارهم بلا قيود؛ وانطلاقاً من هذا الفكر قرّرت اللجنة المنظمة أن يكون موضوع المهرجان 2025 مفتوحاً من دون تحديد ثيمة معينة».

وأضاف قنديل: «اختارت لجنتا الفرز والتحكيم أكثر من ثلاثمائة عملٍ فني من بين ألفي عمل تقدّمت للمشاركة؛ لذا جاءت الأعمال حافلة بالتنوع والتميز، ووقع الاختيار على الإبداع الفني الأصيل والموهبة العالية».

ولفت قنديل إلى أن الجوائز ستُوزّع على فروع الفن التشكيلي من تصوير، ونحت، وغرافيك، وخزف، وتصوير فوتوغرافي وغيرها، وستُعلن خلال حفل خاص في موعد لاحق يحدده الأتيليه. مشيراً إلى أن هذه النسخة تتميّز بزخم كبير في المشاركة، وتطوّر مهم في المستوى الفني للشباب. ومن اللافت أيضاً في هذه النسخة، تناول الفنانين للقضية الفلسطينية ومعاناة سكان غزة من خلال أعمالهم، من دون اتفاق مسبق.

عمل للفنان مصطفى سنوسي (الشرق الأوسط)

وبرؤية رومانسية قدّمت الفنانة المصرية الشابة نورهان إبراهيم علاجاً لصراعات العالم وأزماته الطاحنة، وهي التمسك بالحب وتوفير الطفولة السعيدة للأبناء، وذلك من خلال لوحتها الزيتية المشاركة بها في المهرجان، التي تغلب عليها أجواء السحر والدهشة وعالم الطفولة.

وتقول نورهان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «براءة الأطفال هي بذرة الإبداع التي ستعالج العالم كله»، وتتابع: «أحب الأطفال، وأتعلم كثيراً منهم. وأدركت أن معظم المشكلات التي تواجه العالم اليوم من الجرائم الصغيرة إلى الحروب الكبيرة والإرهاب والسجون الممتلئة لدينا، إنما هي نتيجة أن صانعي هذه الأحداث كانوا ذات يومٍ أطفالاً سُرقت منهم طفولتهم».

«بين أنياب الأحزان» هو عنوان لوحة التشكيلي الشاب أدهم محمد السيد، الذي يبرز تأثر الإنسان بالأجواء المحيطة به، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «حين يشعر المرء بالحزن، يبدأ في الاندماج مع الطبيعة الصامتة، ويتحوّلان إلى كيان واحد حزين. وحين يسيطر الاكتئاب على الإنسان ينجح في إخفائه تدريجياً».

لوحة للتشكيلية المصرية مروة جمال (الشرق الأوسط)

وتقدم مروة جمال 4 لوحات من الوسائط المتعددة، من أبرزها لوحة لبناية قديمة في حي شعبي بالقاهرة، كما تشارك مارلين ميشيل فخري المُعيدة في المعهد العالي للفنون التطبيقية بعملٍ خزفي، وتشارك عنان حسني كمال بعمل نحت خزفي ملون، في حين تقدّم سلمى طلعت محروس لوحة عنوانها «روح» تناقش فلسفة الحياة والرحيل وفق رؤيتها.