فرص متزايدة أمام المركزي المصري لخفض الفائدة في اجتماعه المقبل

البورصة تعود إلى المكاسب في بداية الأسبوع

حققت البورصة المصرية أمس مكاسب جيدة في بداية تعاملات الأسبوع (رويترز)
حققت البورصة المصرية أمس مكاسب جيدة في بداية تعاملات الأسبوع (رويترز)
TT

فرص متزايدة أمام المركزي المصري لخفض الفائدة في اجتماعه المقبل

حققت البورصة المصرية أمس مكاسب جيدة في بداية تعاملات الأسبوع (رويترز)
حققت البورصة المصرية أمس مكاسب جيدة في بداية تعاملات الأسبوع (رويترز)

قال بنك الاستثمار أرقام كابيتال إن هناك فرصا متزايدة لتخفيض أسعار الفائدة في مصر خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي نهاية هذا الأسبوع. ورجح أرقام، في تقرير أمس، أن تقرر لجنة السياسات النقدية بالمركزي المصري، في اجتماعها في 28 مارس (آذار)، تخفيض الفائدة بما يتراوح بين 50 إلى 100 نقطة أساس.
ورفع المركزي المصري أسعار الفائدة على عدة خطوات بعد تعويم عنيف للعملة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بمقدار سبعمائة نقطة أساس، لاحتواء التضخم المتفاقم نتيجة تحرير أسعار العملة، وخفضها مائتي نقطة أساس في فبراير (شباط) ومارس (آذار) 2018 مع اتجاه التضخم للتراجع.
لكن الضغوط التضخمية الناتجة عن عوامل مثل إجراءات تحرير أسعار الطاقة ورفع تكاليف المواصلات العامة ساهمت في إعاقة المركزي عن خفض الفائدة التي تؤثر على تكاليف النشاط الاستثماري وعجز الموازنة العامة.
وخفض البنك المركزي أسعار الفائدة الشهر الماضي، لأول مرة منذ مارس (آذار) 2018. لكن مجتمع الأعمال ما زال يعتبر تكاليف الاقتراض مرتفعة نسبيا.
وأرجع أرقام توقعاته إلى مراجعة بنك الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) لمخططاته بشكل أكثر حدة من المتوقع، وارتفاع الجنيه أمام الدولار بنحو 3.6 في المائة منذ نهاية يناير (كانون الثاني) واستمرار تدفقات الاستثمار الأجنبي على الأوراق المالية مع وصول حيازة الأجانب لأذون الخزانة المصرية إلى 15.8 مليار دولار بنهاية فبراير مقابل 13.4 مليار دولار بنهاية يناير (كانون الثاني)، علاوة على رفع مؤسسة فيتش لتصنيف البلاد الائتماني. وكان البنك المركزي الأميركي قرر قبل أيام تثبيت أسعار الفائدة وقال إنه سيتحلى بالصبر قبل أي زيادة جديدة في العائد. لكن أرقام لم يستبعد أيضا احتمالية تثبيت المركزي المصري لأسعار الفائدة في اجتماعه المقبل، وذلك في ظل ارتفاع الضغوط التضخمية مؤخرا، حيث وصل التضخم السنوي في فبراير (شباط) إلى 13.9 في المائة، بعد أن كانت ضغوط الأسعار قلت حدتها في يناير (كانون الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، متأثرة بارتفاع أسعار الغذاء.
كما يترقب المركزي ضغوطا تضخمية إضافية مع تخفيض دعم الطاقة قبل منتصف 2019. ويشير أرقام إلى أن المركزي المصري أمامه فرصة كبيرة لخفض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام الجاري. وفي غضون ذلك، سجلت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعاً جماعياً لدى إغلاق تعاملات أمس الأحد مستهل تداولات الأسبوع، وذلك بدعم من عمليات شراء من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار الأجنبية، فيما مالت تعاملات المستثمرين العرب والمصريين نحو البيع.
وربح رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة 2.5 مليار جنيه (نحو 145 مليون دولار) ليصل إلى 823.3 مليار جنيه (47.7 مليار دولار)، بعد تداولات كلية بلغت نحو 1.1 مليار جنيه (63.7 مليون دولار)، تضمنت تعاملات بسوق المتعاملين الرئيسيين وصفقات نقل ملكية.
وارتفع مؤشر البورصة الرئيسي «إيجي إكس 30» بنسبة 0.39 في المائة ليغلق عند مستوى 14840.9 نقطة، في حين ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70» بنسبة بلغت 0.12 في المائة ليسجل 686.34 نقطة... بينما سجل مؤشر «إيجي إكس 100» الأوسع نطاقاً مكاسب محدودة بلغت نحو 0.13 في المائة لينهي التعاملات عند مستوى 1743.02 نقطة.
وفي ختام التعاملات ارتفعت أسعار أسهم 75 شركة، فيما تراجعت أسعار أسهم 46 شركة، وحافظت 40 شركة على أسعار إغلاقاتها السابقة. ومن جهة أخرى، أصدرت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر أمس، قرارين، الأول خاص بضوابط المفاضلة بين المشروعات المتقدمة للحصول على الأراضي أو المباني داخل المناطق الحرة العامة، والثاني خاص بضوابط تجديد مدد تراخيص مزاولة النشاط داخل المناطق الحرة، وذلك في إطار تنفيذ قرار الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، بإصدار لائحة نظام إدارة المناطق الحرة. ووفقاً للقرار الأول، ستتم المفاضلة بين المشروعات المتقدمة للحصول على الأراضي أو المباني، وفقاً لعدد من عناصر التقييم، وهي: الشكل القانوني للشركة، ورأس المال، والتكاليف الاستثمارية، والتكنولوجيا المستخدمة، وفرص العمل، ومعدلات التصدير المُستهدفة، وغرض المشروع، ومكان التوسع. ونص القرار على التزام المشروع بعدم إجراء أي تعديلات على البيانات الواردة بطلب إقامة المشروع أو التوسع فيه، والتي على أساسها تمت المفاضلة، خلال أول سنتين من تاريخ الموافقة على التخصيص، مع جواز نظر الهيئة في تلك التعديلات وفقاً للمبررات التي يقدمها المشروع.
وستقوم إدارات المناطق بالتحديث المستمر للمناطق المتاحة للاستثمار وإبلاغ المستثمرين بقائمة الانتظار، حتى يتسنى لهم التقدم بطلب الحصول على الأراضي أو المباني، في مدة أقصاها 15 يوماً من تاريخ الإبلاغ، كما يتم تزامناً مع ذلك الإعلان عن هذه المساحات والفرص الاستثمارية على الموقع الإلكتروني للهيئة وجمعيات المستثمرين. كما تضمن القرار ضوابط التنازل بين المشروعات عن المباني والإنشاءات التي تخصها، حيث يلتزم المتنازل إليه بتقديم كافة البيانات والمستندات الدالة على جدية المشروع، على ألا يتنازل عن الموقع بما عليه من مبانٍ وإنشاءات إلا بعد مزاولة النشاط المرخص به لمدة لا تقل عن عامين، مع جواز نظر الهيئة في التنازل وفقاً للمبررات التي يقدمها المشروع. كما أصدرت الهيئة العامة للاستثمار قراراً بضوابط تجديد مدد تراخيص مزاولة النشاط داخل المناطق الحرة، ونص القرار على أن يكون تجديد مدة تراخيص المزاولة للمشروعات (الصناعية - التخزينية - الخدمية) لمدد مماثلة للمدة الأصلية للمشروع من خلال تقييم عدد من العناصر، وهي: مزاولة النشاط بصورة جدية ومنتظمة، ومدى الالتزام بنسب التصدير للمشروع، والالتزام بالنواحي المالية والتنظيمية مثل تقديم القوائم المالية والإيضاحات المتممة والبيانات التحليلية، وخطاب الضمان، وسداد المستحقات، وتقديم وثائق التأمين، وإجراء الجرد السنوي، وحجم العمالة المؤمن عليها، واستيفاء اشتراطات الحماية المدنية، واستكمال الإنشاءات، وعدم ارتكاب المخالفات.


مقالات ذات صلة

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

الاقتصاد مبانٍ تحت الإنشاء بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

انكماش القطاع الخاص في مصر خلال ديسمبر بسبب ضعف الجنيه

واصل القطاع الخاص غير النفطي بمصر انكماشه خلال ديسمبر في الوقت الذي تدهورت فيه ظروف التشغيل مع انخفاض الإنتاج والطلبيات الجديدة بأسرع معدل بثمانية أشهر

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مدبولي مترئساً اجتماعاً لمتابعة إجراءات طرح شركتَي «صافي» و«وطنية» (رئاسة الحكومة)

مدبولي: الحكومة المصرية ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال 2025

أعلن رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن الحكومة ستتابع إجراءات طرح 10 شركات خلال عام 2025، وتحديد البرنامج الزمني للطرح.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وسط القاهرة من بناية مرتفعة بوسط البلد (تصوير: عبد الفتاح فرج)

معدل نمو الاقتصاد المصري يرتفع إلى 3.5% في 3 أشهر

سجل الناتج المحلي الإجمالي في مصر نمواً 3.5 % في الربع الأول من السنة المالية 2024-2025، بارتفاع 0.8%، مقابل 2.7% في نفس الربع المقارن من العام السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أرشيفية لمواطن داخل أحد محلات الصرافة في القاهرة يستبدل الجنيه بالدولار (رويترز)

 «صندوق النقد» يتوصل لاتفاق مع مصر بشأن المراجعة الرابعة

توصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء بشأن المراجعة الرابعة بموجب اتفاق تسهيل ممدد مع مصر، وهو ما قد يتيح صرف 1.2 مليار دولار بموجب البرنامج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.