التقاط صور غير مسبوقة لقلب الجنين داخل رحم الأم

(كنغز كوليدج - لندن)
(كنغز كوليدج - لندن)
TT

التقاط صور غير مسبوقة لقلب الجنين داخل رحم الأم

(كنغز كوليدج - لندن)
(كنغز كوليدج - لندن)

تمكن الباحثون من التقاط صور غير مسبوقة لقلب الجنين داخل رحم الأم.
وخضعت النساء الحوامل للفحص بجهاز الرنين المغناطيسي وتمكنت الحواسيب القوية من إنتاج نماذج ثلاثية الأبعاد للقلوب النابضة الصغيرة للأجنة، التي لم تولد بعد، داخل أرحام الأمهات.
وقالت فرق البحث الطبية في كينغز كوليج لندن ومعهد غاي ومعهد توماس، إن النتائج الجديدة سوف تحسن من أساليب رعاية الأجنة المصابين بأمراض القلب الخلقية.
وقال الباحثون إنه من السهل أن تعتمد المستشفيات على منهجهم البحثي.
وكانت الطفلة فيوليت - فيينا قد أصيبت بتغيرات غير طبيعية مهددة لحياتها في الأوعية الدموية حول قلبها، وهي لا تزال جنينا داخل رحم أمها.
وتم الكشف عن تلك المشاكل للمرة الأولى عندما خضعت كيربي ليا بيتيت لإجراء الفحوصات بالموجات فوق الصوتية بعد مرور 20 أسبوعا من بدء الحمل. ثم شاركت في الدراسة الطبية المشار إليها لفحص قلب طفلتها بمزيد من التفاصيل الواضحة.
وأظهرت الفحوصات وجود ضيق في الشريان الرئيسي القادم من القلب - الشريان الأورطي - الأمر الذي من شأنه حجب الوعاء الدموي بعد الولادة. كما كانت طفلتها مصابة بثقبين اثنين في قلبها. وقالت كيربي ليا بيتيت عن ذلك: «كان الأمر مروعا للغاية، لقد أصبت بصدمة شديدة جراء ذلك». ولكنها وافقت للأطباء على وضع خطة لإنقاذ حياة وليدتها فيوليت - فيينا بعد ولادتها. وقالت الأم أيضا: «لم يكن مسموحا لي بحملها، كان عليهم البدء فورا في رحلة العلاج لإبقاء الشريان الأورطي مفتوحا». ولقد خضعت الطفلة الوليدة لجراحة في القلب بعد أسبوع من ولادتها، ولكن بعد بداية عسيرة للغاية، بلغت الطفلة الآن الشهر الحادي عشر من عمرها.
يجري التقاط سلسلة من الصور ثنائية الأبعاد للقلب من مختلف الزوايا باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
لكن قلب الجنين متناهي الصغر، وينبض بسرعة فائقة، كما أن الجنين يتحرك داخل الرحم كثيرا مما يجعل صور القلب ضبابية ومشوشة. وهنا يأتي الجزء الذكي من التجربة.
يعمل أحد برامج الحاسوب المتطورة على جمع الصور بعضها ببعض، ويعمل على ضبطها اتساقا مع نبضات القلب، ثم يبني البرنامج صورا ثلاثية الأبعاد غير مسبوقة لقلب الجنين. مما يمنح الأطباء رؤية عالية الوضوح للمشاكل في قلوب الأجنة داخل أرحام الأمهات.
وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية في تقريرها أن أمراض القلب الخلقية تؤثر على ثماني حالات من أصل كل ألف حالة للأطفال المولودين في المملكة المتحدة. وقد يُصاب الأطفال بهذه الأمراض عن طريق العدوى وربما عن طريق تناول بعض العقاقير، كما يمكن أن ترجع لأسباب وراثية في العائلة.
أراد البروفسور رضا رضائي، مستشار أمراض القلب للأطفال، تحسين التشخيص الطبي لعيوب الميلاد الخلقية بعدما ولدت طفلته بأحدها، وقال عن ذلك: «اعتقدنا أننا سوف نفقدها، وكان ذلك من المحفزات القوية للعمل. ينبغي علينا الوقوف على المشكلة الحقيقية داخل الرحم».


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك تمارين النهوض بالرأس من التمارين المنزلية المعروفة لتقوية عضلات البطن

لماذا قد تُغير ممارسة التمارين الرياضية لساعتين في الأسبوع حياتك؟

نصح أستاذ أمراض قلب بجامعة ليدز البريطانية بممارسة التمارين الرياضية، حتى لو لفترات قصيرة، حيث أكدت الأبحاث أنه حتى الفترات الصغيرة لها تأثيرات قوية على الصحة

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

دراسة: عادات العمل قد تصيبك بالأرق

خلصت دراسة إلى أن عادات العمل قد تهدد نوم العاملين، حيث وجدت أن الأشخاص الذين تتطلب وظائفهم الجلوس لفترات طويلة يواجهون خطراً أعلى للإصابة بأعراض الأرق

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رجل يحضّر فنجانين من القهوة بمقهى في كولومبيا (أرشيفية - إ.ب.أ)

ما أفضل وقت لتناول القهوة لحياة أطول؟... دراسة تجيب

أشارت دراسة جديدة إلى أن تحديد توقيت تناول القهوة يومياً قد يؤثر بشكل كبير على فوائدها الصحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».