البطاطا المقلية... من الجسور الباريسية إلى العالم

الفرنسيون والبلجيكيون يتنافسون على ملكيتها

البطاطا المقلية... من الجسور الباريسية إلى العالم
TT

البطاطا المقلية... من الجسور الباريسية إلى العالم

البطاطا المقلية... من الجسور الباريسية إلى العالم

كم من مرة حاولت أن تمنع نفسك من تناول البطاطا المقلية المعروفة بـ«French fries» » ولم تتمكن من مقاومة طعمها المغري؟ وكم من مرة كان هذا الطبق الذي لا يزال الفرنسيون والبلجيكيون يتنازعون على أنهم أصحاب النسخة الأولى منه، استطاع أن ينتشلك من جوع مزمن في بلد لم تحب مطبخه فاخترته دون تردد؟ فطبق البطاطا المقلية الذي يندرج على لائحة الأكلات الأكثر رواجا في العالم ويرافق غالبية أطباق الـ«ديلفري» من الوجبات السريعة يجذب بطعمه الساخن والمقرمش الصغار والكبار إذ يعتبر «مفتاح الشهية» المفضل لدى كثيرين.
وتؤكل البطاطا المقلية على شكل عيدان رفيعة أو قطع سميكة ودوائر. وهي عادة ما تقدم في المطاعم مع أطباق أساسية مؤلفة من اللحوم على أنواعها كالسمك والدجاج ولحم البقر. أما في الوجبات السريعة فحضور البطاطا المقلية يكون ضروريا مع طبق الـ«هامبرغر» والـ«بيتزا» و«النقانق» وحتى مع الأكلات اللبنانية كالـ«تبولة» و«الفتوش» والمتبلات على أنواعها. ولمن يمتنع عن تناول هذا الطبق المعروف بانعكاساته السلبية على الصحة بشكل عام، فهناك خبر سار في هذا الصدد يؤكّده البروفسور البريطاني هارفارد إيريك ريما، إذ يشير بعد دراسة أجراها مؤخرا إلى أن تناول جزء صغير من هذه البطاطا لا تزيد على 6 شرائح في الأسبوع الواحد سيكون آمنا. كما أظهرت الدراسة بأن الذين يأكلونها مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع الواحد هم أكثر عرضة للمعاناة من السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.
وبالانتقال إلى تاريخ هذا الطبق اللذيذ الطعم فإن البلجيكيين ينسبونه إلى مطبخهم وبأنه وصلهم نحو عام 1735 ويعدونه تراثا وطنيا لا يستغنون عنه. فيما يؤكد الفرنسيون من جهتهم أنهم أول من استحدثوا هذا الطبق في عام 1789 في عز الثورة الفرنسية وكانوا يطلقون عليها اسم «بطاطا الجسر» لكون بيعها راج على الجسور الباريسية التي تربط شوارع المدينة ببعضها. يشتهر تناول البطاطا المقلية مع صلصة الـ«كاتشاب» اللذيذة وهي عادة ما ترافق هذا الطبق في أي زمان ومكان.
يمكن تحضير البطاطا المقلية بوصفات مختلفة، وقد اخترنا لك أشهرها.
- البطاطا المقلية على الطريقة البلجيكية يتم قليها على مرحلتين.
بعد أن تقومي بتقشير البطاطا قطعيها عيدانا رفيعة بسماكة سنتيمتر واحد، ثم نشفيها بواسطة فوط ورقية. وفي الوقت نفسه حضري وعاء الزيت على النار حتى الغليان وأضيفي فوقه نصف كمية البطاطا المقشرة والمقطعة واتركيها على النار لمدة 8 دقائق ثم عودي وارفعيها عنها وضعيها على ورق يمتص الزيت. وبعد أن تضيفي الكمية الثانية من البطاطا في وعاء الزيت الساخن قومي بالعملية الأولى نفسها. وعند وقت تقديمها على المائدة سخني الزيت من جديد وضعي قطع البطاطا فيه حتى تحمرّ. بعدها ضعيها على ورق يمتص الزيت الإضافي فيها، رشي الملح وقدميها ساخنة ومقرمشة.
بطاطا مقلية بالفرن مع الأعشاب
بعد تقشير البطاطا وتقطيعها عيدانا سميكة امزجيها في وعاء يحتوي على زيت الزيتون والثوم المهروس وخلطة أعشاب برية كالصعتر وإكليل الجبل أو أي أعشاب أخرى تتلاءم مع طعمها. وفي هذا الوقت سخني الفرن على درجة 230 مئوية. ومن ثم افرشي البطاطا المقطعة والمغمسة بالمزيج السابق واتركيها في الفرن لمدة 30 دقيقة بعد أن تغطيها بورق ألمنيوم وقومي بتقلبيها بين وقت وآخر. ثم ضعي الصينية في القسم الأعلى من الفرن كي يتم شيّها وتتحمر على مهل لمدة 5 دقائق فتصبح جاهزة للتقديم على المائدة.
بطاطا مقلية بالكمون والخردل
بعد تقشير نحو 4 رؤوس من البطاطا قطعيها إلى مربعات صغيرة وضعيها في علبة بلاستيكية تحتوي على ملعقتين كبيرتين من الخردل وواحدة من زيت الزيتون وملعقة صغيرة من الكمون ومثلها من الكزبراء وثالثة من عصير الليمون الحامض ورشة ملح وبهار. أقفليها بواسطة الغطاء خاصتها واحمليها بيديك وحركيها وهي مغلقة. بعدها ضعيها في الفرن على صينية مغطاة بورق الألمنيوم على درجة 200 مئوية لمدة 30 دقيقة ومن ثم قدميها ساخنة على المائدة.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

صحتك امرأة تشتري الخضراوات في إحدى الأسواق في هانوي بفيتنام (إ.ب.أ)

نظام غذائي يحسّن الذاكرة ويقلل خطر الإصابة بالخرف

أصبحت فوائد اتباع النظام الغذائي المتوسطي معروفة جيداً، وتضيف دراسة جديدة أدلة أساسية على أن تناول الطعام الطازج وزيت الزيتون يدعم صحة الدماغ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك خبراء يحذرون بأن الناس غالباً ما يختارون جودة الطعام على الكمية وهو ما قد لا يكون كافياً من الناحية التغذوية (رويترز)

دراسة: «الهوس بالأطعمة الصحية» قد يسبب اضطرابات الأكل والأمراض العقلية

حذر خبراء بأن «الهوس بالأكل الصحي» قد يؤدي إلى الإدمان واضطرابات الأكل.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
يوميات الشرق ألمانيا تشهد بيع أكثر من مليار شطيرة «دونر كباب» كل عام مما يجعل الوجبات السريعة أكثر شعبية من تلك المحلية (رويترز)

«الدونر الكباب» يشعل حرباً بين تركيا وألمانيا... ما القصة؟

قد تؤدي محاولة تركيا تأمين الحماية القانونية للشاورما الأصلية إلى التأثير على مستقبل الوجبات السريعة المفضلة في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة- برلين)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.