السياحة وتحويلات المصريين تعززان ارتفاعاً «غير مستدام» للجنيه أمام الدولار

السياحة مصدر مهم للدخل في مصر (رويترز)
السياحة مصدر مهم للدخل في مصر (رويترز)
TT

السياحة وتحويلات المصريين تعززان ارتفاعاً «غير مستدام» للجنيه أمام الدولار

السياحة مصدر مهم للدخل في مصر (رويترز)
السياحة مصدر مهم للدخل في مصر (رويترز)

أظهر الجنيه المصري مؤشرات على تعافيه في مواجهة الدولار، حيث تم تداوله نهاية الأسبوع الماضي عند مستوى 17.25 جنيه، بعد أن كانت عند مستوى 17.37 في مطلع الأسبوع، إلا أن محللين يرون أن هذا الصعود لن يكون مستداما.
وتقول منى سيف، محللة الاقتصاد الكلي ببنك الاستثمار برايم، لـ«الشرق الأوسط»، إن العملة المحلية في الوقت الراهن تأتي مدعومة بتعافي قطاع السياحة، الذي يبدو أنه سيعزز من النمو الاقتصادي في الأجل المنظور، بجانب تدفقات الاستثمار الأجنبي، مثل الاستثمار المباشر في قطاع البترول، وقوة تحويلات المصريين العاملين في الخارج.
وارتفعت إيرادات مصر من السياحة خلال الربع الأول من العام المالي الحالي إلى 3.9 مليار دولار، مقابل 2.6 مليار دولار في الربع نفسه من العام السابق، وفقا لبيانات البنك المركزي المصري.
ووصلت تحويلات المصريين في الخارج إلى 5.9 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، مقابل 5.8 مليار دولار في الربع نفسه من العام السابق.
ورفعت مؤسسة «فيتش» للتصنيف الائتماني قبل أيام تصنيف مصر إلى B+ مع «نظرة مستقبلية مستقرة» مقابل التصنيف السابق B، لكن المؤسسة نوهت إلى أن استمرار الأداء الصحي للتمويل الخارجي لمصر سيعتمد على مرونة العملة المحلية.
وقالت فيتش إن العملة المحلية شهدت ضعفا، ولكنه معتدل، خلال الفترة التي شهدت خروج الاستثمارات الأجنبية من الأوراق المالية بين منتصف أبريل (نيسان) ونهاية ديسمبر (كانون الأول)، حيث انخفض الجنيه بـ1.7 في المائة مقابل الدولار،
لكن الاستثمارات الأجنبية عادت أقوى في 2019. وهو ما ساعد الجنيه المصري على الارتفاع بـ3 في المائة بحلول منتصف مارس (آذار). إلا أن سيف ترى أن الأداء الحالي للجنيه غير مرشح للاستمرار، وتعلق بقولها إن الضغوط التي يواجهها العاملون في الخليج، في التوجه نحو توطين الوظائف في الخليج مع ضعف الإيرادات النفطية، علاوة على مخاطر الأسواق الناشئة، من المرجح أن تؤثر على العملة المحلية في الفترة المقبلة، كما تقول محللة برايم.
وتوضح سيف أن عملات الأسواق الناشئة قد تواجه ضغوطا مع تنظيم انتخابات في جنوب أفريقيا والأرجنتين، وهي الضغوط التي قد تنتقل إلى العملة المحلية في مصر بـ«أثر العدوى».
وتضيف: «لا أرى أن الجنيه القوي في صالح قطاع التصدير في الوقت الراهن، فهو يقلل من وضعه التنافسي، والقطاع يعاني بالفعل من أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الراهن».
وكان البنك المركزي المصري سمح بسعر صرف مرن للجنيه أمام الدولار في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، مما أفقده أكثر من نصف قيمته، وهو ما دفع البنك لزيادة سعر الفائدة بشكل تدريجي لاحتواء الآثار التضخمية لتعويم العملة.
وتوقعت فيتش أن تبلغ خدمة الدين الخارجي لمصر نحو 10 مليارات دولار في المتوسط خلال 2019 – 2020، ما يمثل نحو 12 في المائة من المتحصلات الخارجية الجارية للبلاد، وهو ما يتماشى مع متوسط الالتزامات المثيلة في البلاد الواقعة تحت تصنيف B.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
TT

مصر توقع اتفاقين بقيمة 600 مليون دولار لمشروع طاقة مع «إيميا باور» الإماراتية

منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)
منظر للعاصمة المصرية (الشرق الأوسط)

قال مجلس الوزراء المصري، في بيان، السبت، إن مصر وشركة «إيميا باور» الإماراتية وقعتا اتفاقين باستثمارات إجمالية 600 مليون دولار، لتنفيذ مشروع محطة رياح، بقدرة 500 ميغاواط في خليج السويس.

يأتي توقيع هذين الاتفاقين اللذين حصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز قدرات مصر في مجال الطاقة المتجددة؛ حيث يهدف المشروع إلى دعم استراتيجية مصر الوطنية للطاقة المتجددة، التي تستهدف تحقيق 42 في المائة من مزيج الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وفق البيان.

ويُعد هذا المشروع إضافة نوعية لقطاع الطاقة في مصر؛ حيث من المقرر أن يُسهم في تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير فرص عمل جديدة.

وعقب التوقيع، أوضح رئيس مجلس الوزراء أن الاستراتيجية الوطنية المصرية في قطاع الطاقة ترتكز على ضرورة العمل على زيادة حجم اعتماد مصادر الطاقة المتجددة، وزيادة إسهاماتها في مزيج الطاقة الكهربائية؛ حيث تنظر مصر إلى تطوير قطاع الطاقة المتجددة بها على أنه أولوية في أجندة العمل، خصوصاً مع ما يتوفر في مصر من إمكانات واعدة، وثروات طبيعية في هذا المجال.

وأشار وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، الدكتور محمود عصمت، إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة موسعة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام الدولة المصرية في توفير بيئة استثمارية مشجعة، وجذب الشركات العالمية للاستثمار في قطاعاتها الحيوية، بما يُعزز مكانتها بصفتها مركزاً إقليمياً للطاقة.

وأشاد ممثلو وزارة الكهرباء والشركة الإماراتية بالمشروع، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بين مصر والإمارات في مجالات التنمية المستدامة والطاقة النظيفة.