في مثل هذا اليوم في 22 مارس (آذار) قبل 3 سنوات، استيقظ البلجيكيون على أنباء تفجيرات إرهابية وقعت في محطة للقطارات الداخلية في مالبيك في بروكسل بالقرب من مقار الاتحاد الأوروبي وأيضاً في مطار العاصمة، مما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات. وسادت حالة من الذعر والارتباك في هذا البلد الصغير الذي كان يعيش قبل التفجيرات بأيام قليلة، فرحة القبض على صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من بين منفذي تفجيرات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 وخاصة أن الجميع كان يخشى أن يكون صلاح لايزال يحتفظ بالحزام الناسف الذي كان بحوزته في باريس ويمكن تفجيره في أي وقت. ولكن بعد ثلاثة أيام فقط من اعتقال صلاح عبد السلام في بلدية مولنبيك في بروكسل وقعت التفجيرات التي ضربت بلجيكا رغم كل الإجراءات الاحترازية التي جرى الإعلان عنها في أعقاب تفجيرات باريس التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
ومن المنتظر أن يقوم عدد من المسؤولين في الحكومة البلجيكية ويرافقهم عدد من ممثلي الدول والمؤسسات التابعة للاتحاد الأوروبي في بروكسل، بوضع إكليل من الزهور صباح الجمعة أمام النصب التذكاري لضحايا تفجيرات بروكسل بالقرب من مقر المفوضية الأوروبية.
ومع حلول الذكرى الثالثة لتفجيرات بروكسل، جرى الإعلان في العاصمة البلجيكية عن تشكيل مجموعة عمل مشتركة من أمن الدولة والاستخبارات العسكرية للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بهدف الاهتمام بكل المعلومات وتفادي فقدان أي جزء مهم منها.
وقد بدأ فريق العمل المشترك بممارسة عمله مطلع الشهر الجاري وخصص لها مكاناً داخل مبنى أمن الدولة البلجيكي.
وقال كلود فإن ديفورد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في تصريحات إذاعية: «نحن نريد أن نحافظ على قنوات اتصال قصيرة جداً وتمنع فقدان المعلومات وستبحث مجموعة العمل في كل شيء وتقوم بتجميع كل المعلومات وبالتالي تكون نقطة اتصال مركزية». وأضاف المسؤول الاستخباراتي العسكري بأنه من الآن فصاعداً سوف يتلقى المحللون في كلا الجهازين الاستخباريين بشكل منهجي جميع تقارير الإرهاب القادمة، وقد يشمل ذلك معلومات من وكلاء أو مخبرين وأيضاً من أجهزة استخبارات أجنبية.
واعترف فان ديفورد أن العمل المشترك في مجال جمع المعلومات لم يحقق النجاح المطلوب في الماضي وعلى سبيل المثال بالنسبة للهجمات التي ضربت باريس في نوفمبر 2015. كانت هناك معلومات هامة عن عبد الحميد أباعود الذي شارك في التخطيط للتفجيرات في فرنسا «ولم تتوفر هذه المعلومات لإحدى دوائر الاستخبارات، ولهذا علينا العمل بكفاءة أكبر والتأكد من أن جميع المعلومات تسير على ما يرام».
واختتم بالاعتراف بأن العلاقات بين جهاز الاستخبارات العسكري لم تكن مثالية مع أمن الدولة البلجيكي في الفترة الماضية وكان لا بد أن تختفي حالة عدم الثقة بين الخدمات ولكن ذلك يستغرق وقتاً».
وفي الأسبوع الأخير من الشهر الماضي، ورد في أحد التقارير الصادرة عن وزارة الدفاع البلجيكية، أن جندياً بلجيكياً كان يشارك في دورية عسكرية في مطار بروكسل في 5 مارس 2016. قال بأنه تعرف على خالد البكروي، المشتبه في أنه إرهابي، والذي ذهب بعد أيام ليفجر نفسه في انفجار في محطة مترو مالبيك في بروكسل، في 22 مارس من العام نفسه.
جاء هذا التقرير في رد من وزير الدفاع ديدييه رايندرز على سؤال خطي من السيناتور «ليونيل باجارت» من الحزب الليبرالي الفلاماني وتم نشر دوريات مسلحة في المطار رداً على الهجمات التي وقعت في باريس في نوفمبر 2015، وقد رافقها توزيع عناصر من الشرطة والجيش، بالإضافة إلى مجموعة من الصور الفوتوغرافية للإرهابيين المشتبه بهم أو المعروفين الذين قد يكونون على صلة بهذه الهجمات.
وتم رصد البكروي من قبل أحد أفراد الدورية، ونقلت المعلومات إلى الشرطة، لكنها لم تتمكن من العثور على الرجل. الجدير بالذكر أن أفراد الجيش أنفسهم ليس لديهم سلطة الاعتقال في مثل هذه الظروف.
وأشار السيناتور باجارت إلى التقرير السنوي لـ«اللجنة رقم واحد»، ـ الهيئة التي تشرف على عمليات الاستخبارات العسكرية والمدنية والتي ناقشت مرور المعلومات أثناء العملية العسكرية التي كانت سارية المفعول آنذاك، والمعروفة باسم عملية الحراسة أو «أو في جي».
وكانت إحدى المشاكل التي أبرزتها «اللجنة رقم واحد» هي وجود تقريرين عن وجود رجال سيقومون لاحقاً بارتكاب الهجمات في بروكسل وزافنتيم في 22 مارس. ولكن وفقاً للتقرير، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المشاهد لرجلين مختلفين أو اثنين من رؤية بكراوي.
وحسب التقرير، بينما قام خالد البكراوي بتفجير نفسه بداخل قطار المترو، كان شقيقه إبراهيم واحداً من رجلين فجرا نفسيهما في ساعة مبكرة في صالة المغادرة في مطار بروكسل. ولقي 15 شخصاً مصرعهم صباح ذلك اليوم في المطار، و14 في محطة المترو، مع أربعة آخرين ماتوا في وقت لاحق جراء إصاباتهم الخطرة التي وصلوا على إثرها إلى المستشفى لمحاولة إنقاذهم.
وقد قُتل ثلاثة انتحاريون، وجُرح أكثر من 300 شخص آخرين. وأخبر رايندرز الذي تولى المنصب كوزير للدفاع في أعقاب تخلى ستيفن فاندبوت عن منصبه في الحكومة العام الماضي، السيناتور باجارت بأنه قد تم الآن تحسين تيارات المعلومات داخل وكالة المعلومات والأمن التابعة لأجهزة الاستخبارات، مع كاتب وثائق يقوم بتنسيق جميع المعلومات الاستخبارية للمشاركة مع شركاء الأمن، فضلاً عن منسق لأعمال مكافحة الإرهاب.
الذكرى الثالثة لتفجيرات بروكسل: الاستفادة من التجارب للوقاية من الإرهاب
تشكيل وحدة أمنية جديدة والعمل على تفادي فقدان أي معلومات حساسة
الذكرى الثالثة لتفجيرات بروكسل: الاستفادة من التجارب للوقاية من الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة