نائب وزير النقل المصري يتقدم باستقالته لرئيس الحكومة

TT

نائب وزير النقل المصري يتقدم باستقالته لرئيس الحكومة

قالت مصادر بوزارة النقل المصرية، إن الدكتور عمرو شعت، نائب وزير النقل، تقدم باستقالته إلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بعدما أبلغ شعت الفريق كامل الوزير، وزير النقل، أمس بعدم رغبته في الاستمرار في منصبه بوزارة النقل. ولم تحدد المصادر أسباب الاستقالة.
وتأتي استقالة نائب وزير النقل المفاجئة بعد أيام قليلة من إقالة الفريق كامل الوزير مصطفى سلطان، نائب رئيس هيئة السكة الحديد لقطاع الشؤون المالية.
يذكر أن نائب وزير النقل المستقيل عمل في وزارة النقل مساعداً لشؤون السكة الحديد ومترو الأنفاق منتصف فبراير (شباط) 2017؛ تزامناً مع تعيين الدكتور هشام عرفات وزير النقل، الذي استقال عقب حادث «محطة مصر» الأخير.
وسقط عشرات القتلى والجرحى نهاية فبراير الماضي، إثر حريق نتج من ارتطام جرار قطار بحاجز بمحطة القطارات الرئيسية في العاصمة القاهرة. وذكرت هيئة السكة الحديد حينها، أن «الحادث نجم عن انحدار جرار، واصطدامه بالمصدات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 في محطة مصر (بميدان رمسيس وسط القاهرة)»، مبرزة أن «الاصطدام أدى إلى اندلاع حريق، نتيجة انفجار خزان وقود الجرار الذي يعمل بالديزل (زيت الوقود)». وقررت السلطات المصرية حبس 12 من العاملين بالسكك الحديدية، على خلفية التحقيقات التي تجرى في الحادثة.
يشار إلى أن شعت شغل رئاسة الهيئة القومية للأنفاق لثلاثة أشهر، إلى جانب عمله نائباً لوزير النقل قبل تعيين الدكتور أحمد فودة رئيساً للهيئة القومية للأنفاق.
وقال وزير النقل، عقب إقالة نائب رئيس هيئة السكة الحديد لقطاع الشؤون المالية، إنه «لن يسمح بأي تهاون أو تقصير في العمل بقطاعات وهيئات وزارة النقل». مؤكداً خلال جولة تفقدية مفاجئة في محطة سيدي جابر بالإسكندرية، أن «جولاته في محطات السكة الحديد ستكون يومية للتأكد من انتظام العمل، وعدم وجود أي معوقات تؤثر على سير الشغل في المحطات وسير حركة القطارات». وأوضحت المصادر نفسها في وزارة النقل لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزير النقل المصري أكد خلال جولته في الإسكندرية أنه سوف يتم فوراً إقالة أي مسؤول، أو عامل في السكة الحديد يقصر في مهام عمله».
في غضون ذلك، ناقش وزير النقل مع وفد من شركة «بروجريس ريل لوكوموتيف»، أمس، بحضور رئيس وقيادات هيئة السكك الحديدية، آخر المستجدات الخاصة بتفعيل مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها منذ أشهر عدة بين الهيئة القومية لسكك حديد مصر والشركة لتحديث وإصلاح 91 جراراً، بالإضافة إلى شراء 50 جراراً جديداً، وإنجاز عقد صيانة لـ141 جراراً لمدة 15 عاماً، بعد توقيع الاتفاقية التنفيذية بين الجانبين.
وأكد الوزير، أن «الاجتماع يأتي في إطار سلسلة الاجتماعات، التي يتم عقدها خلال الفترة الحالية مع كافة الوزارات والهيئات والشركات، التي تتعاون مع وزارة النقل قصد دفع معدلات التنفيذ، والإسراع بتنفيذ كافة المشروعات والتعاقدات، بما يعود إيجابياً على مستوى الخدمة المقدمة في كافة قطاعات النقل»، مشيراً إلى أهمية الإسراع بتنفيذ هذا الاتفاق لتدعيم قوة الجر بهيئة السكك الحديدية التي ترتكز استراتيجيتها على اتجاهين.
وطالب وزير النقل الشركة بسرعة إنهاء الإجراءات الخاصة بالتمويل والعقود خلال الفترة الإضافية لمذكرة التفاهم، ووضع جدول مضغوط خاص بمدد ومعدلات التوريد بالجرارات الجديدة، والجرارات التي ستتم إعادة تأهيلها، أو إجراء عَمرات جسيمة لها، مؤكداً أهمية إعادة تأهيل الجرارات بورش السكة الحديد، تحت إشراف مهندسي الشركة لنقل المعرفة، والخبرات الخاصة بها إلى المهندسين والفنيين المصريين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.