افتتاح معرض «توت عنخ آمون» بباريس بعد غياب 52 عاماً

عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس داخل المعرض بباريس أمس 
 وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني يتفقد المعرض قبيل الافتتاح
عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس داخل المعرض بباريس أمس وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني يتفقد المعرض قبيل الافتتاح
TT

افتتاح معرض «توت عنخ آمون» بباريس بعد غياب 52 عاماً

عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس داخل المعرض بباريس أمس 
 وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني يتفقد المعرض قبيل الافتتاح
عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس داخل المعرض بباريس أمس وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني يتفقد المعرض قبيل الافتتاح

عاد الفرعون المصري توت عنخ آمون، إلى العاصمة الفرنسية باريس، بعد غياب 52 عاماً، حيث افتتح الدكتور خالد العناني، وزير الآثار المصري، ونظيره الفرنسي فرانك ريستر، أمس، معرضاً لآثار الفرعون الذهبي، بقاعة Grand Halle de la Villette، في العاصمة الفرنسية باريس، تحت عنوان «توت عنخ آمون... كنوز الفرعون»، وهذه هي المحطة الثانية للمعرض ضمن جولة عالمية، بدأت بمدينة لوس أنجليس الأميركية، ومن المقرر أن يستمر المعرض في باريس حتى سبتمبر (أيلول) المقبل، قبل أن ينتقل إلى لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قبل أن يستقر في مكان عرضه الدائم بالمتحف المصري الكبير، المقرر افتتاحه العام المقبل.
وأعرب العناني عن إعجابه بطريقة ترويج فرنسا للمعرض، وقال، في بيان صحافي أمس، إن «إعلانات المعرض ملأت الشوارع، والمحلات، والمدارس»، واصفاً الإعلان عن المعرض في المدارس بـ«المهم»، حيث «يشجع طلبة المدارس على زيارة المعرض، ويساهم في تربية أجيال من عشاق مصر وحضارتها العريقة».
من جهته، أشاد الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، بـ«احتفاء باريس الكبير بالمعرض»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الشعب الفرنسي عاشق للآثار المصرية، وهناك احتفاء شديد بكنوز الفرعون الذهبي، التي تعود إلى العاصمة الفرنسية بعد غياب 52 عاماً، وهذا يبرر الدعاية الكبيرة التي يحظى بها المعرض»، متوقعاً أن «يشهد المعرض إقبالاً كبيراً من الجمهور الفرنسي المحب للآثار والتاريخ المصري».
وقبيل الافتتاح شاهد العناني، والدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، والسفير إيهاب بدوي، سفير جمهورية مصر العربية في باريس ومندوبها الدائم لدى اليونيسكو، فيلماً وثائقياً قصيراً يحكي قصة اكتشاف عالم الآثار الإنجليزي هيوارد كارتر، مقبرة الملك الفرعون الذهبي، وقصة حياة الملك الشاب.
وتصدر المعرض الصفحة الرئيسية لقاعة Grand Halle de la Villette، التي وجهت دعوة للجمهور الفرنسي لزيارة المعرض الذي يتزامن مع الذكرى المائة لاكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي، ووصفته بأنه «أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية»، وقالت: «لا تفوِّت معرض العمر»، مشيرةً إلى أن «هذا هو أكبر معرض للفرعون الذهبي خارج مصر، حيث يضم 150 قطعة أثرية، 60 منها لم تغادر مصر من قبل»، لافتةً إلى «استخدام التكنولوجيا في العرض المتحفي، لتصحب الزائر في جولة عبر رحلة الفرعون بحثاً عن الخلود، وكيف حلل العلماء مومياء الملك الذهبي البالغ عمرها 3300 سنة».
ويتزامن المعرض مع اقتراب الاحتفال بمئوية اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي، والتي تم اكتشافها على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في عام 1922 في البر الغربي بالأقصر، جنوبي مصر.
وقالت وزارة الآثار، في بيان صحافي، أمس، إن «عدد التذاكر المبيعة بالمعرض بلغ 130 ألف تذكرة حتى الآن، متوقعة أن يصل العدد إلى 150 ألف تذكرة مع افتتاح المعرض للجمهور، غداً (السبت)»، ويضم المعرض 150 قطعة أثرية من مقتنيات الفرعون الأكثر شهرة، من بينها تماثيل الأوشابتي المذهّب، والصناديق الخشبية، والأواني الكانوبية، وتمثال الكا الخشبي المذهب، وأوانٍ من الألباستر، وهذه القطع هي جزء من مقتنيات الفرعون الذهبي البالغ عددها 5398 قطعة أثرية.
ويأتي المعرض ضمن جولة خارجية من المفترض أن تضم 10 مدن، بدأت في مارس (آذار) 2018، بلوس أنجليس الأميركية، وجاءت فكرة الجولة بناءً على طلب من جون نورمان رئيس شركة المعارض الدولية (EI) والمجموعة الدولية للإدارة العالمية (IMG) بالولايات المتحدة الأميركية، لإقامة جولة لكنوز الفرعون الذهبي في 10 مدن حول العالم، وهي: لوس أنجليس، وباريس، ولندن، وواشنطن، وسيدني بأستراليا، وكوريا الجنوبية، وفلادلفيا، وشيكاغو، وطوكيو وأوساكا باليابان، وبلغت القيمة التأمينية للمعرض 862 مليوناً و800 ألف دولار، وأثار المعرض الكثير من الجدل في مصر فور الإعلان عنه اعتراضاً على الإجراءات التأمينية، والعائد المادي المرجوّ منه.


مقالات ذات صلة

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (يمين) يصافح رئيس الحكومة الآيرلندية سيمون هاريس خلال زيارة إلى دبلن (أ.ف.ب)

مصر تستعيد مجموعة قطع أثرية من آيرلندا

أعلنت وزارة الخارجية المصرية استعادة مجموعة من القطع الأثرية من آيرلندا، وذلك عقب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الآيرلندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

رئيس الوزراء المصري يستعرض إجراءات تخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير

عقد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء المصري اجتماعاً، الأحد، لاستعراض إجراءات الطرح العالمي لتخطيط المنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصري الكبير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق إناء شرب على شكل رأس بيس من واحة الفيوم في مصر يعود إلى العصر البطلمي - الروماني (القرن الرابع قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي)... (جامعة جنوب فلوريدا)

كوكتيلات مخدرة وطقوس سحرية: كشف أسرار أكواب المصريين القدماء

كشف الباحثون عن استخدام أكواب خاصة لتقديم مزيج من العقاقير المخدرة، والسوائل الجسدية، والكحول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق كلب ضال أمام هرم خوفو في منطقة أهرامات الجيزة (أ.ف.ب)

بفضل «أبولو»... «كلاب الأهرامات» تجذب السياح وتنشِّط المبيعات

مقطع مصور غير اعتيادي لكلب يتسلق الهرم يجذب الزوار والسائحين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».