تونس في معضلة للتوفيق بين الإصلاح الاقتصادي والأمن الاجتماعي

TT

تونس في معضلة للتوفيق بين الإصلاح الاقتصادي والأمن الاجتماعي

بينما تواجه الحكومة التونسية معضلة تتمثل في محاولة توفيق الأوضاع بين متطلبات الإصلاح الاقتصادي والحفاظ على الأمن الاجتماعي في ذات الوقت، رجح فيصل دربال المستشار الاقتصادي لدى رئاسة الحكومة التونسية، أن يفرج صندوق النقد الدولي عن القسط السادس من القرض المالي المتفق بشأنه مع تونس وقيمة هذا القسط نحو 270 مليون دولار، منتصف شهر أبريل (نيسان) المقبل، وذلك إثر الانتهاء من زيارة وفد الصندوق إلى تونس، وتقييم مختلف المؤشرات الاقتصادية ومدى تقدم السلطات التونسية في احترام الإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي تم الاتفاق حولها، وكذلك إثر اجتماع مجلس صندوق النقد.
وكان توفيق الراجحي الوزير التونسي المكلف بالإصلاحات الاقتصادية، أكد الثلاثاء أن بعثة جديدة لصندوق النقد الدولي ستشرع يوم الأربعاء 27 مارس (آذار) الحالي في زيارة إلى تونس تمتد أسبوعين تجري خلالهما نقاشات مع السلطات التونسية حول القسط السادس من القرض المتفق بشأنه بين الطرفين.
وكان موعد الزيارة التي كانت ستؤديها بعثة موفدة من صندوق النقد إلى تونس، مقررا خلال شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، قبل أن يتم ترحيل الزيارة إلى شهر مارس الحالي، وهو ما أكد صعوبة المفاوضات التي تقودها الحكومة التونسية مع الهياكل المالية الدولية وخاصة منها صندوق النقد الدولي الذي اشترط «حزمة» من الإصلاحات الاقتصادية التي يعتبرها ضرورية لمواصلة ضخ أقساط مالية إلى الاقتصاد التونسي.
وحصلت تونس حتى الآن على مبلغ 1.45 مليار دولار، وهو يمثل نصف المبلغ المتفق بشأنه والممتد على خمس سنوات، وهذا منذ تاريخ إبرام القرض سنة 2016.
ووفق تقديرات خبراء في الاقتصاد والمالية، على غرار عز الدين سعيدان وجنات بن عبد الله ومعز الجودي، فإن صندوق النقد قد يكون في انتظار الحصول على تفسيرات مقنعة من قبل السلطات التونسية حول الزيادات المزمعة في أجور موظفي الحكومة، التي تتعارض مع مطالب المؤسسة الدولية بتخفيض نفقات الأجور إلى أقل من 12 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي، في حين أنها ما زالت تزيد على 14 في المائة وفق ما تضمنته ميزانية تونس خلال السنة الحالية.
وفي السياق ذاته، قال عز الدين سعيدان إن الصندوق يعبر من خلال إرجاء المصادقة على أقساط القرض، عن خشيته من الوضع الاقتصادي المحلي نتيجة صعوبة الالتزام بالإصلاحات الاقتصادية الكبرى التي تم إبرام الاتفاق على أساسها وهي تشمل خاصة التخفيض في عجز الميزان التجاري ومراجعة آلية الدعم وتوجيهها إلى الفئات الاجتماعية التي تستحقها، وإصلاح المنظومة البنكية ومنظومة الصناديق الاجتماعية علاوة على النهوض بنسب النمو الاقتصادي السنوي والحد من كتلة الأجور.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.