عالما آثار بريطانيان يحلّان لغز تمثال سومري عمره 4 آلاف سنة

تمثال الملك غوديا ويبدو مخطط بناء المعبد (ويكيميديا)
تمثال الملك غوديا ويبدو مخطط بناء المعبد (ويكيميديا)
TT

عالما آثار بريطانيان يحلّان لغز تمثال سومري عمره 4 آلاف سنة

تمثال الملك غوديا ويبدو مخطط بناء المعبد (ويكيميديا)
تمثال الملك غوديا ويبدو مخطط بناء المعبد (ويكيميديا)

بقي "الرمز السحري" الموجود على تمثال سومري يبلغ عمره أربعة آلاف سنة لغزاً يحيّر علماء الآثار. غير أن الصدفة قادت عالم آثار في المتحف البريطاني، يعمل في موقع غيرسو في جنوبي العراق لصالح المتحف، إلى كشف أسرار المعبد وتقديم نظرة ثاقبة عن الحضارة السومرية القديمة، بحسب ما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.
كان سيبستيان راي يدرس منذ فترة طويلة معنى "مسطرة القياس" المنحوتة على تمثال بالحجم الطبيعي لغوديا حاكم غيرسو التي كانت مدينة سومرية تقع على مسافة 25 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة لكش، في محافظة ذي قار، وتسمى حاليا تل تيلوه.
والتمثال الذي اكتُشف في القرن التاسع عشر، يعرض حاليا في متحف اللوفر في باريس، ويتضمن لوحا يحتوي على مخطط معماري لمعبد مخصص لـ "ننغيرسو"، رمز الزراعة عند السومريين، بالإضافة إلى عصا قياس.
ومنذ اكتشافها حتى الآن ظلت عصا القياس، وعلاقتها بمخطط المعبد، لغزاً مغلقاً عصيّاً على الفهم، حتى بوجود نص مطوّل على التمثال ورد فيه أنه "مخطط إلهي"، كما قال راي. وفي العام 2016، كان الأخير ينقّب عن الآثار في غيرسو كجزء من خطة المتحف لتدريب السكان المحليين على تقنيات التنقيب عن الآثار.
وكانت البداية العثور على بقايا المعبد الذي يوجد مخططه على تمثال غوديا. وفي ربيع العام الماضي، عندما كان راي في بيروت مع زميله عالم الآثار جوليان شانتو الذي يعمل في مشروع منفصل، أخذا يتبادلان الآراء حول المعبد وعصا القياس والمسطرة. ووفقا لراي، فإن التحليل السابق لعصا القياس كان يفترض دائما أنه "نظام القياس المتري المعياري" الذي يعتمد على الأمتار. ومع تقدّم النقاش، خلص عالما الآثار إلى استنتاج مفاده أن خطأ الأجيال السابقة كان "التفكير في ما يتعلق بالمقاييس وقياس أشياء مثلما نفعل نحن، أي القياس باستخدام شريط قياس". وبالتالي خطرت لهما فكرة أن القياس قد لا يكون نظاماً مترياً، وإنما نظام قياس يعتمد على الكسور.
وقال راي: "إنه نظام مقاييس معقد وفريد يعتمد على الوحدة المقدسة، وهي وحدة مقسمة إلى كسور"، مشيرا إلى أن عبارة "الوحدة المقدسة" تكررت مراراً على عصا القياس، وفي كل مرة كان يجري تقسيمها إلى عدد متزايد من الكسور.
وبعد هذا الاستنتاج، بدأ اختبار النظرية على المخطط المعماري الموجود على التمثال. وقال راي إن السومريين اكتشفوا حتماً أن حجم الجدار كان نصف "الوحدة المقدسة"، بينما تعادل الدعامة الرئيسية سدس الوحدة، في حين أن قياس البوابة يصل إلى ثلث الوحدة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عاد راي إلى غيرسو، وحدد موقع البوابة في المعبد الخفيّ بواسطة الوحدة المذكورة، وفتح ثغرة في المنطقة المحددة. وبعد ثلاثة أسابيع من التنقيب والحفر، عثر على أساسات البوابة، وبذلك تم إثبات النظرية وحل اللغز.
وقال راي إن الاكتشاف كان مهماً للغاية، ويبيّن كيف أن علم المقاييس السومري القديم كان يعتبر "أم كل اللغات في العالم"، مضيفا أنه "سمح لنا بأن نفهم كيف يخططون لبناء معبد بذلك الحجم. ووفقا للنقوش القديمة، فإن مخطط المعبد كان يستند بالفعل إلى صورة إلهية، تجسدها هندستها" التي خطرت للملك غوديا على شكل حلم.


مقالات ذات صلة

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

يوميات الشرق زاهي حواس (حسابه على فيسبوك)

زاهي حواس يُفند مزاعم «نتفليكس» بشأن «بشرة كليوباترا»

أكد الدكتور زاهي حواس، أن رفض مصر مسلسل «كليوباترا» الذي أذاعته «نتفليكس» هو تصنيفه عملاً «وثائقي».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

استرداد حمض نووي لامرأة عاشت قبل 20000 عام من خلال قلادتها

وجد علماء الأنثروبولوجيا التطورية بمعهد «ماكس بلانك» بألمانيا طريقة للتحقق بأمان من القطع الأثرية القديمة بحثًا عن الحمض النووي البيئي دون تدميرها، وطبقوها على قطعة عُثر عليها في كهف دينيسوفا الشهير بروسيا عام 2019. وبخلاف شظايا كروموسوماتها، لم يتم الكشف عن أي أثر للمرأة نفسها، على الرغم من أن الجينات التي امتصتها القلادة مع عرقها وخلايا جلدها أدت بالخبراء إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى مجموعة قديمة من أفراد شمال أوراسيا من العصر الحجري القديم. ويفتح هذا الاكتشاف المذهل فكرة أن القطع الأثرية الأخرى التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ المصنوعة من الأسنان والعظام هي مصادر غير مستغلة للمواد الوراثية

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

علماء: ارتفاع مستوى سطح البحر دفع الفايكنغ للخروج من غرينلاند

يُذكر الفايكنغ كمقاتلين شرسين. لكن حتى هؤلاء المحاربين الأقوياء لم يكونوا ليصمدوا أمام تغير المناخ. فقد اكتشف العلماء أخيرًا أن نمو الصفيحة الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر أدى إلى فيضانات ساحلية هائلة أغرقت مزارع الشمال ودفعت بالفايكنغ في النهاية إلى الخروج من غرينلاند في القرن الخامس عشر الميلادي. أسس الفايكنغ لأول مرة موطئ قدم جنوب غرينلاند حوالى عام 985 بعد الميلاد مع وصول إريك ثورفالدسون، المعروف أيضًا باسم «إريك الأحمر»؛ وهو مستكشف نرويجي المولد أبحر إلى غرينلاند بعد نفيه من آيسلندا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

مروي أرض «الكنداكات»... في قلب صراع السودان

لا تزال مدينة مروي الأثرية، شمال السودان، تحتل واجهة الأحداث وشاشات التلفزة وأجهزة البث المرئي والمسموع والمكتوب، منذ قرابة الأسبوع، بسبب استيلاء قوات «الدعم السريع» على مطارها والقاعد الجوية الموجودة هناك، وبسبب ما شهدته المنطقة الوادعة من عمليات قتالية مستمرة، يتصدر مشهدها اليوم طرف، ليستعيده الطرف الثاني في اليوم الذي يليه. وتُعد مروي التي يجري فيها الصراع، إحدى أهم المناطق الأثرية في البلاد، ويرجع تاريخها إلى «مملكة كوش» وعاصمتها الجنوبية، وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد نحو 350 كيلومتراً عن الخرطوم، وتقع فيها أهم المواقع الأثرية للحضارة المروية، مثل البجراوية، والنقعة والمصورات،

أحمد يونس (الخرطوم)
يوميات الشرق علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

علماء آثار مصريون يتهمون صناع وثائقي «كليوباترا» بـ«تزييف التاريخ»

اتهم علماء آثار مصريون صناع الفيلم الوثائقي «الملكة كليوباترا» الذي من المقرر عرضه على شبكة «نتفليكس» في شهر مايو (أيار) المقبل، بـ«تزييف التاريخ»، «وإهانة الحضارة المصرية القديمة»، واستنكروا الإصرار على إظهار بطلة المسلسل التي تجسد قصة حياة كليوباترا، بملامح أفريقية، بينما تنحدر الملكة من جذور بطلمية ذات ملامح شقراء وبشرة بيضاء. وقال عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس لـ«الشرق الأوسط»، إن «محاولة تصوير ملامح كليوباترا على أنها ملكة من أفريقيا، تزييف لتاريخ مصر القديمة، لأنها بطلمية»، واتهم حركة «أفروسنتريك» أو «المركزية الأفريقية» بالوقوف وراء العمل. وطالب باتخاذ إجراءات مصرية للرد على هذا

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«النواب الأسترالي» يقر مشروع قانون لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال

يحمل مشروع القانون الأسترالي منصات التواصل الاجتماعي المسؤولية القانونية في حالة فشلها  في منع الأطفال من امتلاك حسابات (أ.ف.ب)
يحمل مشروع القانون الأسترالي منصات التواصل الاجتماعي المسؤولية القانونية في حالة فشلها في منع الأطفال من امتلاك حسابات (أ.ف.ب)
TT

«النواب الأسترالي» يقر مشروع قانون لحظر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال

يحمل مشروع القانون الأسترالي منصات التواصل الاجتماعي المسؤولية القانونية في حالة فشلها  في منع الأطفال من امتلاك حسابات (أ.ف.ب)
يحمل مشروع القانون الأسترالي منصات التواصل الاجتماعي المسؤولية القانونية في حالة فشلها في منع الأطفال من امتلاك حسابات (أ.ف.ب)

أقر مجلس النواب الأسترالي، اليوم (الأربعاء)، مشروع قانون يحظر على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، على أن يتولى مجلس الشيوخ إقرار هذا القانون الأول من نوعه عالمياً بشكل نهائي.

وحظي مشروع القانون بدعم الأحزاب الكبرى، وينص على تحميل المنصات مثل تيك توك وفيسبوك وسناب شات وريدت وإكس وإنستغرام المسؤولية القانونية،

مع إمكانية فرض غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالي (33 مليون دولار أميركي) في حالة الفشل المنهجي في منع الأطفال من امتلاك حسابات.

وصوت لصالح القانون 102 عضواً مقابل 13 عضواً ضده. وإذا أصبح المشروع قانوناً هذا الأسبوع، ستتاح للمنصات مدة عام واحد لتحديد آلية تطبيق القيود العمرية قبل فرض العقوبات.