فطر نادر يُعالج هشاشة العظام

ينمو في مرتفعات التبت الصينية

الفطر اليرقي في هضبة التبت (المصدر: الباحثة البريطانية كيلي هوبينغ)
الفطر اليرقي في هضبة التبت (المصدر: الباحثة البريطانية كيلي هوبينغ)
TT

فطر نادر يُعالج هشاشة العظام

الفطر اليرقي في هضبة التبت (المصدر: الباحثة البريطانية كيلي هوبينغ)
الفطر اليرقي في هضبة التبت (المصدر: الباحثة البريطانية كيلي هوبينغ)

أظهر مركّب عُزل من فطر يرقي نادر يتطفل على ديدان التربة، أملاً جديداً لعلاج مرضى هشاشة العظام، وفقا لبحث بريطاني جديد.
وتوصل الباحثون في الدراسة التي نشرت أول من أمس في دورية التقارير العلمية «Scientific Reports»، إلى أنّ مركّب «كورديسيبينيس» المعزول من (الفطر اليرقي)، الذي يصيب يرقات الديدان التي تعيش في التربة، في هضبة التبت بالصين، أثبت فاعليته في علاج هشاشة العظام عن طريق منع الالتهابات بطريقة جديدة، وُصّفت خلال الدراسة.
ويستخدم الفطر اليرقي «كورديسيبس» شعبيا في منطقة التبت لحماية الكلى وكمنشط جنسي، ولكنّ الباحثين من جامعة نوتنغهام توصلوا إلى أنّ مركب «كورديسيبينيس» الموجود به يساهم في علاج هشاشة العظام من خلال تثبيط الخطوة الأخيرة في صناعة الحمض النووي الريبي المشفر للبروتين «CPSF4»، المسؤول عن الإصابة بالمرض، وهي العملية التي تسمى بوليدينيليشين «polyadenylation».
وهشاشة العظام مرض شائع مرتبط بالعمر، ويبحث ما يقرب من ثلث الأشخاص فوق سن 45 عن علاج لهذا المرض، ويحدث بسبب أنّ الغضروف المغلف للعظام أصبح قشرياً ويتفتت لقطع صغيرة تشكّل أجساماً فضفاضة في السّائل الذي يشحم المفصل المسمى «السائل الزليلي»، وهذا من شأنه أن يسبب تهيج والتهاب الغشاء الزليلي.
ووجد الباحثون أثناء التجارب على فئران المختبر أن زيادة البروتين «CPSF4 «مرتبط بالتهاب الغشاء الزليلي، وأن تثبيط مركب كورديسيبين للخطوة الأخيرة في صناعة الحمض النووي الريبي المشفر لهذا البروتين، يمكن أن يساعد في الحد من تطور المرض.
وتقول كورنيليا دي مور من كلية الصيدلة في جامعة نوتنغهام، والباحثة الرئيسية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عبر البريد الإلكتروني، إنّها بحاجة إلى القيام بمزيد من الأبحاث حول سمية هذا المركب، ومن المحتمل إجراء تعديلات كيماوية عليه حتى تتمكن من استخدامه مع البشر.
وتتوقع تمكنها من إنجاز هذه الأبحاث خلال فترة تتراوح بين 8 و10 سنوات، بعدها تستطيع تنفيذ تجربة سريرية لاختباره بصفته علاجا لهشاشة العظام.
وعلى الرّغم من أنّ الفطر مستخدم كعلاج شعبي، فإنّها لا تستطيع أن تمضي سريعا في استخدام المركب المستخلص منه قبل اختبارات السمية، مؤكدة أنّ النتائج التي جرى التوصل إليها مع فئران المختبر مشجعة للغاية.


مقالات ذات صلة

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

صحتك ارتفاع ضغط الدم تحدٍّ كبير للصحة العامة (رويترز)

10 علامات تحذيرية من ارتفاع ضغط الدم... وكيفية التعامل معها

بعض العلامات التحذيرية التي تنذر بارتفاع ضغط الدم، وما يمكنك القيام به لتقليل المخاطر:

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك المشي اليومي يسهم في تعزيز الصحة ودعم الحالة النفسية (رويترز)

6 فوائد صحية للمشي اليومي

أكدت كثير من الدراسات أهمية المشي اليومي في تعزيز الصحة، ودعم الحالتين النفسية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

حذَّرت دراسة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».