القضاء اللبناني يحاكم قراصنة اخترقوا موقع رئاسة الحكومة

TT

القضاء اللبناني يحاكم قراصنة اخترقوا موقع رئاسة الحكومة

مثلت شبكة جديدة متخصصة بأعمال القرصنة، أمام القضاء العسكري في لبنان، الذي بدأ محاكمتها بجرائم اختراق الشبكات والمواقع الإلكترونية العائدة لعدد كبير من الوزارات والإدارات الرسمية والمؤسسات الأمنية، والدخول إلى موقع رئاسة مجلس الوزراء اللبنانية، ومكتب الأمن القومي الأميركي والحصول على معلومات سرية عائدة لها.
وتتألف المجموعة من المتهمين خليل صحناوي، ورامي صقر، وإيهاب شمص، الذين جرى توقيفهم لأشهر طويلة قبل أن يطلق سراحهم بكفالات مالية مرتفعة، وباشرت المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبد الله، استجواب المتهم رامي صقر، الذي أوضح أنه «يعمل مبرمج كومبيوتر وحماية المعلومات، وبإنشاء مواقع إلكترونية على الإنترنت وبرامج على الهاتف المحمول»، مشيراً إلى أنه «بدأ العمل مع خليل صحناوي في شركة (كريتبون) التي يملكها الأخير، في عام 2013، بعد أن تعرف على صحناوي في أحد المؤتمرات، وأخبره الأخير أن لديه شركة لحماية المعلومات ويتعامل مع عدد من البنوك والشركات الخاصة، ويحتاج إلى خبرته في هذا الحقل».
وأشار المتهم صقر إلى أنه «اشترك مع زميله إيهاب شمص في الدخول إلى مواقع حكومية»، واعترف بأن «خليل صحناوي زوده ببرامج سريّة تتيح له اختراق مكتب الأمن القومي الأميركي، والاطلاع منه على كيفية إدارة هذا الموقع إلكترونيا والاستفادة منه»، مؤكداً أن المعلومات التي حصل عليها هي معلومات عامة ولا تدخل بالسياق الأمني للمكتب المذكور.
وقال رامي صقر: «زوّدت خليل صحناوي بالمعلومات التي حصلت عليها العائدة للوزارات والمؤسسات الأمنية والشركات، ليعرض عليها العمل معها وحماية مواقعها من الاختراق والقرصنة».
وخلال الاستجواب عرضت المحكمة على شاشة كبيرة قائمة بالمواقع التي اخترقها رامي صقر، وأقرّ الأخير بأنه «اخترق البريد الإلكتروني العائد للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والمعلومات الخاصة الموجودة عليه، وهي عبارة عن رسالتين فقط (إيميل)، والمعلومات الخاصة بضباط الأمن العام وجهاز أمن الدولة، وأرقام الهواتف الخاصة بالضباط ومراكز عملهم، وقام بتنزيلها على الكومبيوتر المحمول العائد له، ونقلها لاحقاً على قرص مدمج وسلمها إلى خليل صحناوي».
ورداً على سؤال، اعترف صقر أيضاً بأنه «قام بالدخول إلى المواقع الخاصة برئاسة مجلس الوزراء ووزارات العدل، والاقتصاد والتجارة، والزراعة، والمهجرين والتربية والتعليم العالي، وهيئة أوجيرو للهاتف الثابت، ومعهد الدروس القضائية، ونسخ المعلومات الموجودة عليها، وقام بتسليمها إلى صحناوي، وقد يكون هدف الأخير من الحصول عليها، التفاوض مع الوزارات والمؤسسات المذكورة، والعمل معها في حماية نظامها الإلكتروني من القرصنة والاختراق».
وبعد الانتهاء من استجواب صقر أرجئت الجلسة إلى 11 أبريل (نيسان) المقبل، لاستجواب المتهمين صحناوي وشمص ومناقشة الأدلة المتعلقة بهذا الملف.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.