مهرجان أبوظبي 2019 يقدم رائعة جياكومو بوتشيني «توسكا»

تم عرضها لأول مرة في روما مطلع عام 1900

أوبرا «توسكا» رائعة المؤلف الموسيقي جياكومو بوتشيني
أوبرا «توسكا» رائعة المؤلف الموسيقي جياكومو بوتشيني
TT

مهرجان أبوظبي 2019 يقدم رائعة جياكومو بوتشيني «توسكا»

أوبرا «توسكا» رائعة المؤلف الموسيقي جياكومو بوتشيني
أوبرا «توسكا» رائعة المؤلف الموسيقي جياكومو بوتشيني

في أمسية استثنائية ضمن البرنامج الرئيسي لمهرجان أبوظبي أقيم على مسرح قصر الإمارات حفل أوبرا «توسكا» وذلك بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، تمثل أوبرا «توسكا» رائعة المؤلف الموسيقي جياكومو بوتشيني المكونة من ثلاثة فصول، من أشعار الإيطاليين لويجي إيليكا وجوسيبي جياكوسا، والتي تم عرضها لأول مرة في روما مطلع عام 1900. وهي ميلودراما تدور أحداثها في روما عام 1800 إبان غزو نابليون لإيطاليا مهدداً بإنهاء سلطة مملكة نابولي على روما.
وعاد الباس باريتون الويلزي السير برين تيرفل الحائز على جائزة غرامي إلى مهرجان أبوظبي لهذا العام، ليجسد باقتدار شخصية «سكاربيا»، بطل الأوبرا، رافقته كريستين أوبوليس في دور «توسكا»، وفيتوريو غريغولو في دور «كافارادوسي»، حيث تلاحمت الحناجر لتجسد ملحمة درامية لقصة كلاسيكية خالدة على أنغام أوركسترا كامري السيمفونية بقيادة جاريث جونز.
وأكّدت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي على اعتزازها بعودة صديق المهرجان السير برين تيرفل، مغني الأوبرا الشهير الحائز على جائزة غرامي خمس مرات، عبر مشاركته في العرض العربي الأول لعمل توسكا مع ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﻦ أوﺑﻮﻻﻳﺲ وﻓﻴﺘﻮرﻳﻮ ﻏﺮﻳﻐﻮﻟﻮ وأورﻛﺴﺘﺮا ﻛﺎﻣﺮي، هذه المشاركة التي تأتي ترجمة لالتزام المهرجان بتعزيز شراكاته الاستراتيجية وحضوره الدولي للتعريف بالإبداع الإماراتي من جهة وتقديم أفضل العروض العالمية في عاصمة الثقافة والفنون أبوظبي من جهة ثانية.
وقالت الخميس: «يسعدنا التعاون مع فنانين كبار مثل تيرفل الذي يؤكد التزامه العمل مع المهرجان مجدداً بعد إطلالته على خشبته في العام 2012 في عرض ملحمة فاغنر إلى جانب ديبورا فويت وآخرين، بقيادة جايمس ليفين، وإخراج روبرت ليباج، في شراكة إبداعية تأتي بأجمل ما قدّمته أوروبا من منجز يعكس الشغف بالأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والفنون عبر عمل بوتشيني العريق الذي يعالج قضايا المشاعر الإنسانية ويستعرض الحياة اليومية الحافلة بالحب والفساد والمكيدة، هذه الشراكة التي يستمر المهرجان في بنائها وتمتينها منذ تأسيسه في العام 2004. ليضع الإمارات في مكانة راسخة كمنصة تستقطب المبدعين وتحوز إعجابهم بجمهورها التواق للأعمال الفنية المتميزة والراقية».
ويستمر البرنامج الرئيسي لمهرجان أبوظبي في تقديم أمسياته الاستثنائية للجمهور، واحتفاءً «بالأولمبياد الخاص للألعاب العالمية – أبوظبي»، الذي سيقام في العاصمة الإماراتية، يتعاون مهرجان أبوظبي 2019 مع الألعاب الأولمبية الخاصة في كوريا والألعاب العالمية الخاصة بأولمبياد أبوظبي لاستضافة حفل بعنوان «معاً للاندماج»، تحييه مجموعة مختارة من أصحاب الهمم من كوريا يوم 16 مارس (آذار) على مسرح قصر الإمارات، وتقوده مغنية السوبرانو الشهيرة والحائزة على جائزة غرامي «سومي جو».
كما يقام يوم 21 مارس بعرض بعنوان «الظلال» (سومبراس)، تم تصميمه خصيصاً بمناسبة الذكرى العشرين لفرقة سارا باراس لباليه الفلامينكو. وذلك قبل أن يختتم المهرجان فعاليات برنامجه الرئيسي على مدار يومي 29 و30 مارس بحفل لفرقة باليه دار أوبرا باريس بعنوان «جولز» لجورج بالانشين.



عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
TT

عائلة سعودية تتوارث لقب «القنصل الفخري» على مدار سبعة عقود

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)
الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

في حالة استثنائية تجسد عمق الالتزام والإرث الدبلوماسي، حملت أسرة بن زقر التجارية العريقة في مدينة جدة (غرب السعودية) شرف التمثيل القنصلي الفخري لجمهورية فنلندا عبر 3 أجيال متعاقبة، في مسيرة دبلوماسية وتجارية متواصلة امتدت لأكثر من 7 عقود.

بدأت القصة كما يرويها الحفيد سعيد بن زقر، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما علم الجد سعيد بن زقر، بوجود جالية مسلمة في فنلندا تعاني من غياب مسجد يجمعهم، وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار بالسفر إلى هناك لبناء مسجد يخدم احتياجاتهم الدينية.

الجد سعيد بن زقر أول قنصل فخري لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

لكن الشيخ سعيد واجه بعض التحديات كما يقول الحفيد في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تتمثل في منع القانون الفنلندي تنفيذ المشروع في ذلك الوقت، وأضاف: «بعد تعثر بناء المسجد، تقدمت الجالية المسلمة هناك بطلب رسمي إلى الحكومة الفنلندية لتعيين الجد سعيد قنصلاً فخرياً يمثلهم، وهو ما تحقق لاحقاً بعد موافقة الحكومة السعودية على ذلك».

وفي وثيقة مؤرخة في السابع من شهر سبتمبر (أيلول) 1950، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، تظهر موافقة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على تعيين الشيخ سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة.

وجاء في الوثيقة: «فلما كان حضرة صاحب الفخامة رئيس جمهورية فنلندا، قد عيّن بتفويض منه السيد سعيد بن زقر قنصلاً فخرياً لحكومة فنلندا في جدة، ولما كنا قد وافقنا على تعيينه بموجب ذلك التفويض، فأننا نبلغكم بإرادتنا هذه أن تتلقوا السيد سعيد بن زقر بالقبول والكرامة وتمكنوه من القيام بأعماله وتخوّلوه الحقوق المعتادة وتمنحوه المميزات المتعلقة بوظيفته».

وثيقة تعيين الجد سعيد بن زقر صادرة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه (الشرق الأوسط)

وأضاف الحفيد سعيد، القنصل الفخري الحالي لفنلندا: «أعتقد أن جدي كان من أوائل القناصل الفخريين في جدة، حيث استمر في أداء مهامه حتى عام 1984، لينتقل المنصب بعد ذلك إلى والدي، الذي شغله حتى عام 2014، قبل أن يتم تعييني خلفاً له قنصلاً فخرياً».

وفي إجابته عن سؤال حول آلية تعيين القنصل الفخري، وما إذا كانت العملية تُعد إرثاً عائلياً، أوضح بن زقر قائلاً: «عملية التعيين تخضع لإجراءات دقيقة ومتعددة، وغالباً ما تكون معقدة، يبدأ الأمر بمقابلة سفير الدولة المعنية، يعقبها زيارة للدولة نفسها وإجراء عدد من المقابلات، قبل أن تقرر وزارة الخارجية في ذلك البلد منح الموافقة النهائية».

الأب محمد بن زقر عُين قنصلاً فخرياً على مستوى مناطق المملكة باستثناء الرياض مقر السفارة (الشرق الأوسط)

وتابع قائلاً: «منصب القنصل الفخري هو تكليف قبل أن يكون تشريفاً، حيث تلجأ بعض الدول إلى تعيين قناصل فخريين بدلاً من افتتاح قنصلية رسمية، لتجنب الأعباء المالية، وعادةً ما يتحمل القنصل الفخري كل التكاليف المترتبة على أداء مهامه».

ووفقاً للأعراف الدبلوماسية فإن لقب القنصل الفخري، هو شخص من مواطني الدولة الموفد إليها، بحيث تكلفه الدولة الموفِدة التي لا توجد لديها تمثيل دبلوماسي بوظائف قنصلية إضافة إلى عمله الاعتيادي الذي عادة ما يكون متصلاً بالتجارة والاقتصاد.

يسعى الحفيد سعيد بن زقر إلى مواصلة إرث عائلته العريق في تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين السعودية وفنلندا، والارتقاء بها إلى مستويات متقدمة في شتى المجالات. يقول بن زقر: «منذ تعييني في عام 2014، حرصت على تأسيس شركات وإيجاد فرص استثمارية في فنلندا، خصوصاً في مجالات تكنولوجيا الغذاء والوصفات الصناعية، إذ تتميز فنلندا بعقول هندسية من الطراز الأول، وهو ما يفتح آفاقاً واسعة للتعاون والابتكار».

الحفيد سعيد بن زقر القنصل الفخري الحالي لجمهورية فنلندا في جدة (الشرق الأوسط)

ويرى القنصل الفخري لجمهورية فنلندا أن هناك انفتاحاً سعودياً ملحوظاً على دول شمال أوروبا، ومن بينها فنلندا، وأوضح قائلاً: «تتركز الجهود بشكل كبير على شركات التعدين الفنلندية التي تُعد من بين الأكثر تقدماً في العالم، إلى جانب وجود فرص واعدة لم تُستغل بعدُ في مجالات صناعة السيارات، والطائرات، والصناعات الدفاعية».

وفي ختام حديثه، أشار سعيد بن زقر إلى أن القنصل الفخري لا يتمتع بجواز دبلوماسي أو حصانة دبلوماسية، وإنما تُمنح له بطاقة تحمل مسمى «قنصل فخري» صادرة عن وزارة الخارجية، وبيّن أن هذه البطاقة تهدف إلى تسهيل أداء مهامه بما يتوافق مع لوائح وزارة الخارجية والأنظمة المعتمدة للقناصل الفخريين بشكل رسمي.