اجتاح الغضب دول العالم العربي والإسلامي أمس، بسبب الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشرش في نيوزيلندا. ودانت الدول العربية والمؤسسات الدينية الهجوم، وسط مطالبات بضرورة تكثيف الجهود الدولية لمواجهة العنف.
ففي السعودية، عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن إدانة المملكة الهجوم. وجدد المصدر «التأكيد على إدانة المملكة العربية السعودية للإرهاب بكل أشكاله وصوره وأياً كان مصدره... وأن الإرهاب لا دين له ولا وطن».
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات عن «تضامنها الكامل مع نيوزيلندا في مواجهة التطرف والإرهاب ووقوفها إلى جانبها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها». وجددت الوزارة في بيان «موقف الإمارات الثابت والرافض للإرهاب بكل أشكاله».
وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على «تويتر» أمس، إنه «يجب أن تستمر جهودنا الجماعية ضد العنف والكراهية بعزيمة متجددة». بينما ندد «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» بالهجوم، الذي وصفه بـ«المجزرة الوحشية». وقال الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المنتدى: «ندين هذا العمل الإرهابي العنصري، والجريمة الشنعاء النكراء، التي أقدم عليها أناس انخلعوا من ثياب الإنسانية وقيمها الرحيمة».
كما دانت الحكومة الأردنية الهجوم، وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، جمانة غنيمات، «موقف الأردن الرافض للإرهاب والاعتداء على الآمنين ودور العبادة، والاستهداف الغاشم والمتكرر للأبرياء الذي يعد من أبشع صور الإرهاب».
وأكدت مصر وقوفها بجانب نيوزيلندا وكل أسر الضحايا، وقالت وزارة الخارجية أمس، إن «هذا العمل الإرهابي الخسيس يتنافى مع كل مبادئ الإنسانية، ويمثل تذكيراً جديداً بضرورة تواصل وتكثيف الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب البغيض الذي لا دين له، ومواجهة كل أشكال العنف والتطرف».
وحذر الأزهر من أن الهجوم يشكل مؤشراً خطيراً على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار «ظاهرة الإسلاموفوبيا» في كثير من بلدان أوروبا، حتى تلك التي كانت تعرف بالتعايش الراسخ بين سكانها.
وشدد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، على أن هذا الهجوم الإجرامي يجب أن يكون جرس إنذار على ضرورة عدم التساهل مع التيارات والجماعات العنصرية، التي ترتكب مثل هذه الأعمال البغيضة، وأن يتم بذل مزيد من الجهود لدعم قيم التعايش والتسامح.
وقال الطيب إن تلك المذبحة «الإرهابية الشنيعة»، التي حرص منفذوها على تصويرها وبثها على الهواء للعالم كله، لا تختلف كثيراً عن مشاهد قطع الرقاب المروعة التي ارتكبتها عصابات «داعش» الإجرامية، مضيفاً: «لعل الذين دأبوا على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقفون عن ترديد هذه الأكذوبة، بعد أن ثبت أن الحادثة لم يكن من ورائها عقل منتمٍ للإسلام ولا للمسلمين».
كما أدى المصلون في الجامع الأزهر بالقاهرة صلاة الغائب على أرواح الضحايا. وقال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن «الحادث يتنافى مع كل الأديان والشرائع السماوية التي تحرم الاعتداء على الآمنين والأبرياء وترويعهم».
من جهته، طالب الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، بحماية المساجد، والتصدي بكل حزم لخطابات الكراهية ضد المسلمين.
الغضب يجتاح العالم العربي بعد هجوم نيوزيلندا
مطالب بتكثيف الجهود الدولية لمواجهة العنف
الغضب يجتاح العالم العربي بعد هجوم نيوزيلندا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة