هجوم نيوزيلندا الإرهابي يجدد الانتقادات لخدمة «البث المباشر» بمواقع التواصل

خدمات البث المباشر أصبحت مكوناً رئيسياً من إستراتيجية النمو للشركات المالكة لمواقع التواصل (أ.ف.ب)
خدمات البث المباشر أصبحت مكوناً رئيسياً من إستراتيجية النمو للشركات المالكة لمواقع التواصل (أ.ف.ب)
TT

هجوم نيوزيلندا الإرهابي يجدد الانتقادات لخدمة «البث المباشر» بمواقع التواصل

خدمات البث المباشر أصبحت مكوناً رئيسياً من إستراتيجية النمو للشركات المالكة لمواقع التواصل (أ.ف.ب)
خدمات البث المباشر أصبحت مكوناً رئيسياً من إستراتيجية النمو للشركات المالكة لمواقع التواصل (أ.ف.ب)

جدّد الهجوم الذي استهدف مسجدين، اليوم (الجمعة)، في نيوزيلندا، الانتقادات لخدمة «البث المباشر» على مواقع التواصل الاجتماعي.
يأتي ذلك بعد أن بثّ الإرهابي الذي نفذ الهجوم لقطات حية للهجوم، الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 49 شخصاً، على الإنترنت، من مسجد في مدينة كرايست تشيرش على غرار عمليات القتل في ألعاب الفيديو، بعد أن نشر بياناً يندّد فيه بالمهاجرين.
وفي مقطع الفيديو، الذي نُشر على وسائل التواصل أثناء تنفيذ الهجوم، يظهر الإرهابي وهو يقود سيارته إلى مسجد ثم يدخله ويطلق الرصاص بشكل عشوائي على مَن بداخله.
وأظهر المقطع مصلين، ربما كانوا قتلى أو مصابين، وهم راقدون على أرضية المسجد.
وأعلنت الشرطة النيوزيلندية أنها تعمل على إزالة مقطع الفيديو ودعت الناس ووسائل الإعلام إلى عدم مشاركته.
ورداً على الانتقادات التي وُجّهت إليه عقب الهجوم، كتب موقع «فيسبوك»: «أخبرتنا الشرطة بشأن مقطع الفيديو بعد فترة وجيزة من بدء البث المباشر، وحذفنا حسابي المهاجم على (فيسبوك) و(إنستغرام)، وكذلك المقطع على نحو السرعة».
واستكمل: «نحذف أيضاً أي إشادة بالجريمة أو دعم لها ولمنفذها أو منفذيها فور علمنا بذلك».
ومن جهته، كتب «تويتر» أن لديه «آليات شديدة الدقة وفريقاً متفانياً للتعامل مع الحالات الملحّة والطارئة».
وأضاف: «نتعاون أيضاً مع الأجهزة الأمنية لتيسير تحقيقاتهم كما ينبغي».
وقال موقع «يوتيوب» التابع لـ«غوغل»: «نرجو أن تعلموا أننا نعمل بجهد لإزالة أي مقطع ينطوي على عنف».
وأصبحت خدمات البث المباشر مكوناً رئيسياً من استراتيجية النمو للشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي في الأعوام القليلة الماضية.
لكن تزايد الإقبال عليها من مستخدمين لبث محتوى صادم وعنيف.
وحظي «فيسبوك» بالنصيب الأكبر من الانتقادات المتعلقة بـ«البث المباشر»، نظراً لكثرة استخدامه لنشر عدد من الجرائم التي تنوعت بين الاعتداء الجنسي وجرائم القتل، وتعهد الموقع مراراً بالسيطرة على هذه الخدمة.



«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
TT

«مدينة مفقودة» في المحيط الأطلسي «لا تشبه شيئاً على الأرض»

أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)
أعماق المحيط أذهلت الإنسان (مختبر «أميز»)

أذهلت حقيقة ما يكمُن داخل محيطاتنا، الناس منذ الأزل؛ لذا ليس مستغرباً تكاثُر الخرافات حول الأعماق المائية. ولكن بصرف النظر عن قارة أتلانتيس الغارقة، فقد اكتشف العلماء «مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج، تعجُّ بالحياة.

وذكرت «إندبندنت» أنّ المناظر الطبيعية الصخرية الشاهقة تقع غرب سلسلة جبال وسط الأطلسي، على عمق مئات الأمتار تحت سطح المحيط، وتتألّف من جدران وأعمدة وصخور ضخمة تمتدّ على طول أكثر من 60 متراً. للتوضيح، فهي ليست موطناً لإحدى الحضارات الإنسانية المنسيّة منذ مدّة طويلة؛ لكنَّ ذلك لا يقلِّل أهمية وجودها.

يُعدُّ الحقل الحراري المائي، الذي أُطلق عليه اسم «المدينة المفقودة» لدى اكتشافه عام 2000، أطول بيئة تنفُّس في المحيطات، وفق موقع «ساينس أليرت ريبورتس». وإذ لم يُعثَر على شيء آخر مثله على الأرض، يعتقد الخبراء بإمكان أن يقدّم نظرة ثاقبة على النُّظم البيئية التي يمكن أن توجد في مكان آخر في الكون.

«مدينة مفقودة» حقيقية تحت الأمواج (مختبر «أميز»)

ولأكثر من 120 ألف عام، تغذَّت الحلزونات والقشريات والمجتمعات الميكروبية على الفتحات الموجودة في الحقل، التي تُطلق الهيدروجين والميثان والغازات الذائبة الأخرى في المياه المحيطة.

ورغم عدم وجود الأكسجين هناك، فإنّ حيوانات أكبر تعيش أيضاً في هذه البيئة القاسية، بما فيها السرطانات والجمبري والثعابين البحرية؛ وإنْ ندُرَت.

لم تنشأ الهيدروكربونات التي تُنتجها الفتحات من ضوء الشمس أو ثاني أكسيد الكربون، وإنما بتفاعلات كيميائية في قاع البحر. سُمِّيت أطول سهول «المدينة المفقودة»، «بوسيدون»، على اسم إله البحر الإغريقي، ويبلغ ارتفاعه أكثر من 60 متراً. في الوقت عينه، إلى الشمال الشرقي من البرج، ثمة جرفٌ حيث تنضح الفتحات بالسوائل، مما ينتج «مجموعات من الزوائد الكربونية الدقيقة متعدّدة الأطراف تمتدّ إلى الخارج مثل أصابع الأيدي المقلوبة»، وفق الباحثين في «جامعة واشنطن».

هناك الآن دعوات لإدراج «المدينة المفقودة» ضمن مواقع التراث العالمي لحماية الظاهرة الطبيعية، خصوصاً في ضوء مَيْل البشر إلى تدمير النُّظم البيئية الثمينة.

وفي عام 2018، جرى تأكيد أنّ بولندا نالت حقوق التنقيب في أعماق البحار حول الحقل الحراري. وفي حين أنّ «المدينة المفقودة»، نظرياً، لن تتأثّر بمثل هذه الأعمال، فإنّ تدمير محيطها قد تكون له عواقب غير مقصودة.