«يوروبول» تستخدم بيانات التأشيرات الأوروبية للتحقيق في قضايا الإرهاب

التعديل الجديد يستجيب بشكل أفضل لتحديات الأمن والهجرة

مقر وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في لاهاي
مقر وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في لاهاي
TT

«يوروبول» تستخدم بيانات التأشيرات الأوروبية للتحقيق في قضايا الإرهاب

مقر وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في لاهاي
مقر وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» في لاهاي

قال البرلمان الأوروبي إن التعديلات التي أُضيفت إلى قاعدة البيانات المتعلقة بتأشيرة الاتحاد الأوروبي تهدف إلى زيادة الأمن على الحدود الخارجية، وتسهم في تسهيل وصول وكالة الشرطة الأوروبية «يوروبول» وسلطات إنفاذ القانون في الدول الأعضاء إلى بيانات معلومات التأشيرة الأوروبية، لتحديد ضحايا الجريمة أو إحراز تقدم في تحقيقاتهم في جرائم خطيرة ومنها القضايا ذات الصلة بالإرهاب.
كما تسمح التعديلات بفحص الأمان الإلزامي عبر جميع قواعد بيانات الاتحاد الأوروبي، للكشف عن المتقدمين للحصول على طلب التأشيرة باستخدام هويات متعددة، وبالتالي تحديد أي شخص يمثل مخاطر أمنية أو يريد الهجرة بشكل غير قانوني. كما تشمل التعديلات أيضاً مسألة تأشيرات الإقامة الطويلة وتصاريح الإقامة المؤقتة ومسألة الحصول على بصمات وصور الوجه للأشخاص القاصرين، للتعامل مع حالات الاختفاء القسري لصغار السن.
وقد صوّت أعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، مساء الأربعاء، لصالح التعديلات الجديدة بموافقة 522 عضواً ومعارضة 122 عضواً وامتناع 31 عضواً عن التصويت، وبذلك يكون الأعضاء قد اعتمدوا موقف البرلمان من مسألة إصلاح نظام معلومات التأشيرات، ويتعين الآن على مفاوضي الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي الذي يمثل الدول الأعضاء، التفاوض معاً بشأن الصيغة النهائية للتشريع.
ونظام معلومات التأشيرة، هو قاعدة بيانات للاتحاد الأوروبي، وتستخدمها السلطات للتحقق من الأشخاص من خارج دول الاتحاد الأوروبي، الذين يحتاجون إلى تأشيرة دخول إلى منطقة «شنغن»، وسيمكن التعديل الجديد الاستجابة بشكل أفضل لتحديات الأمن والهجرة، وأيضاً تحسين إدارة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وحسب مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، فقد ساعد نظام معلومات التأشيرة السلطات ذات الصلة بالتأشيرات والحدود والهجرة، على التحقق من المواطنين القادمين من خارج التكتل الموحد، وذلك منذ عام 2011، وتقوم الدول الأعضاء بمعالجة نحو 18 مليون طلب للحصول على تأشيرة «شنغن» سنوياً، وفي العام الماضي كان لدى النظام أكثر من 60 مليون طلب تأشيرة و40 مليون مجموعة من بصمات الأصابع.
ويأتي ذلك بعد أن شهدت بروكسل قبل أيام قليلة، النسخة الخامسة عشرة من اليوم الأوروبي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب بمناسبة مرور 15 عاماً على ضحايا الهجمات الإرهابية، التي ضربت إسبانيا في عام 2004.
وفي كلمة الافتتاح تحدث جوليان كينغ المفوض الأوروبي المكلف بملف الاتحاد الأمني، عن الجهود الأوروبية على طريق مكافحة الإرهاب والتطرف، وأشار إلى الجهود الأوروبية لدعم عائلات ضحايا الإرهاب والمتضررين من الهجمات الإرهابية، وقال: «العام الماضي عملنا بشكل أكبر من ذي قبل ووافق البرلمان الأوروبي على إنشاء مركز لدعم عائلات الضحايا والمتضررين من جراء الهجمات الإرهابية في أيٍّ من الدول الأعضاء».
وأشار المسؤول الأوروبي إلى الخطوات التي تحققت في إطار تحقيق تعاون أفضل في تبادل المعلومات، وأيضاً التعاون بين الأقاليم والمدن الأوروبية في مكافحة التطرف والإرهاب، منوهاً إلى أن أوروبا كما تحتاج إلى التعاون بين الحكومات والسلطات المختلفة في الدول الأعضاء، تحتاج أيضاً إلى التعاون مع شركات الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، لمواجهة نشر الفكر المتطرف ومحتوى الإرهاب.
وشارك في الفعاليات عدد من وزراء الداخلية ومسؤولين ودبلوماسيين من دول ومؤسسات أوروبية ومنها بلجيكا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا. وكان الإرهاب قد ضرب إسبانيا من خلال الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة مدريد في الحادي عشر من مارس (آذار) عام 2004، وأدت إلى مقتل 193 شخصاً، وإصابة نحو ألفين آخرين.
واستُخدم في هجمات مدريد نحو عشر عبوات ناسفة وُضعت في حقائب رياضية استهدفت أربع محطات لقطارات الضواحي. هذه العمليات التي تبناها تنظيم «القاعدة» تعد حتى الآن من أكثر الهجمات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
TT

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)

بعد أسبوع من أسوأ إعصار يضربها منذ ما يقرب من قرن، لا تزال جزيرة مايوت الفرنسية الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي تجهد لإحصاء عدد القتلى واستعادة الخدمات الأساسية ومساعدة السكان المحاصرين، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

والمستشفيات التي تعاني بشكل دائم نقصاً في الإمكانات تكتظ بالمرضى الذين يعانون ليس من الإصابات المرتبطة بالإعصار «شيدو» فحسب، بل أيضاً من الجفاف وسوء التغذية والأمراض. وفي المستشفى الرئيس في مايوت بالعاصمة مامودزو، يواجه الأطباء سلسلة من الأزمات.

وقال الدكتور روجيه سرحال، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في المستشفى: «فقدنا 40 في المائة من غرف المرضى؛ أي نحو 50 إلى 60 سريراً. هناك الكثير من المرضى يأتون إلى المستشفى، وليس لدينا مكان لاستقبالهم».

وفي ظل الإعصار الذي ضرب الأرخبيل في نهاية الأسبوع الماضي مصحوباً برياح سرعتها 220 كيلومتراً في الساعة، أجبرت الأضرار البنيوية التي لحقت بالمستشفى الموظفين على فرز المرضى، وإعطاء الأولوية لأكثر الحالات شدة.

تم تأكيد وفاة خمسة وثلاثين شخصاً حتى أمس (الجمعة) في مايوت، لكن وزيرة الصحة الفرنسية جنفييف داريوسيك، حذرت من أن أي تقديرات من المرجح أن تكون أقل بكثير من الأعداد الحقيقية «مقارنة بحجم الكارثة».

سيندو محمدي يجلس على السرير في المستشفى بعدما أصيب خلال مرور الإعصار «شيدو» (أ.ب)

* دمار شامل

دمرت العاصفة أحياء بأكملها، وتجاهل العديد من الناس التحذيرات، معتقدين أن العاصفة لن تكون شديدة للغاية. والأسوأ من ذلك أن العديد من المهاجرين تجنبوا الملاجئ خوفاً من الترحيل، حسبما قالت السلطات، مضيفة أنه قد يكون هناك مئات أو ربما آلاف الوفيات.

ويخشى الأطباء أن يؤدي نقص المياه النظيفة والكهرباء إلى أزمة صحية. وقال الدكتور فنسان جيل، مدير الطوارئ الطبية في المستشفى: «يأتي المرضى لأن أمراضهم لم تعالَج، ولا ماء ولا كهرباء. نحن قلقون بشأن الأوبئة، مثل تفشي مرض الكوليرا الذي أوقفناه قبل أشهر فقط».

ويواصل طاقم المستشفى العمل بلا كلل، لكن الموارد تنفد بشكل مقلق. وقال سرحال: «إذا هطلت الأمطار سيكون الأمر كارثياً».

من بين المرضى الراقدين في المستشفى، سيندو محمدي (54 عاماً) الذي كُسرت ذراعه والتوى كاحله أثناء العاصفة التي دمرت منزله تماماً. وقال: «أمي مريضة، وأنا مريض، وأحد أطفالي الستة مريض. عائلتي بحاجة إلى تناول الطعام، وبما أني الشخص الذي يحصّل الرزق، فليس لدى أمي وأطفالي شيء الآن».

وأضاف: «لست وحدي. هناك الكثير منا فقدوا كل شيء. أريد من الحكومة أن تهتم بنا، وأن تمنحنا الطعام ومكاناً للنوم».

يُذكر أن مايوت التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، هي أرخبيل يقع بين مدغشقر والقارة الأفريقية. ومما يزيد الاكتظاظ أن قرابة 100 ألف مهاجر يعيشون فيها.

وعانى أفقر أقاليم فرنسا ما وراء البحار لفترة طويلة من الإهمال ونقص الاستثمار؛ لذا يعيش نحو 75 في المائة من سكان مايوت في فقر، في حين أن البنية التحتية للأرخبيل غير مجهزة لتحمل كارثة بهذا الحجم.

نساء يغسلن ملابس في أحد شوارع مامودزو عاصمة مايوت بما جمعنه من مياه الأمطار (أ.ب)

وبينما تبذل سلطات باريس جهوداً لتقديم المساعدات الطارئة، بما في ذلك النقل الجوي للمياه والغذاء، تبقى الحاجات كبيرة بالنظر لحجم الكارثة. ولا يزال مطار مايوت مغلقاً أمام الرحلات المدنية بسبب الأضرار، الأمر الذي يعرقل الخدمات اللوجستية.

وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته مايوت أمس (الجمعة)، بخطورة الوضع وتعهد بإعادة البناء. لكنه واجه انتقادات من السكان المحبطين من بطء وتيرة المساعدات. وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية أن 70 في المائة من السكان تأثروا بشكل خطير، وأن العديد منهم أصبحوا بلا مأوى وعرضة للخطر بعد هذه الكارثة الطبيعية.