شدد شوكت سودن رئيس الحزب الحاكم في موريشيوس على أن السعودية محور الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن الدول الأفريقية حكومات وشعوبا اكتشفت خبث التسلل الإيراني في أفريقيا لتحقيق أطماعها وأجندتها الخاصة.
وقال سودن في حوار مع «الشرق الأوسط»، بمقر إقامته في الرياض مساء أول من أمس: «لدى إيران أجندة خاصة، وأطماع تريد تحقيقها من خلال مشروعها الذي تعمل عليه في المنطقة عبر التمدد والتأثير في القارة الأفريقية، لكن الشعب أصبح مدركاً وحذراً من النشاط الإيراني في القارة».
وذكر أن كثيرا من البلاد العربية كشفت المساعي الإيرانية التي تحاول انتهاك سيادة الدول ومصادرة حقوق شعوبها الإنسانية في تحديد مصائرها، لافتاً إلى الدور الذي تلعبه السعودية في تعزيز الأمن والسلام الإقليميين والدوليين، بما في ذلك اتفاقية أمن مياه المحيط بالتعاون مع الهند، مبينا أنها مبادرة تساعدهم في تأمين بلاده.
وتابع: «طهران تنتهك كثيرا من الدول حالياً وهذا ما لا ترضاه السعودية أو موريشيوس، ولذلك ليس لإيران سفارة في بلدنا، ونحن لا نعيرها أي اهتمام ولا نخشاها، والحقيقة الآن أن الشعوب تعلم دور السعودية في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في العالم».
واستنكر سودن تدخل إيران في اليمن ومساندة الحوثي، مضيفاً أن السعودية تقوم بكل جهد يحفظ سلامة وكرامة الشعب اليمني، ومنحه السلام والانسجام، فضلاً عن عملها على مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار، وهذا ما ينبغي على العالم والدول المؤثرة والمنظمات الدولية أن تعرفه وتعمل وفق معطياته.
سفارة في موريشيوس
وعن الهدف من زيارته للسعودية، قال سودن: «تأتي هذه الزيارة في إطار ترجمة رغبة السعودية في افتتاح سفارة لها في موريشيوس، وأرسلني رئيس الوزراء لشكر الرياض وحكومتها على هذا الاهتمام وهذه الخطوة تحديداً، ومنح قطعة الأرض المناسبة لبناء السفارة، والمباني الأخرى المتعلقة بها، التي يمكنها إدارة أعمالها ببلاد أخرى قريبة من موريشيوس».
وتطرق إلى أن البلدين وقّعا اتفاقيات عدة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني وغيرها من المجالات، وحصلت موريشيوس على قرض من السعودية لبناء مستشفى ومباني مؤسسات ومنظمات ومساكن كامباوند لجهات ومنظمات أفريقية في يوليو (تموز) الماضي، ووقّع البلدان اتفاقية في هذا الصدد بقيمة 50 مليون دولار.
الدبلوماسية السعودية
وأثنى على جهود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من أجل مساعدة موريشيوس، منوها بالدور التاريخي الكبير الذي قام به في تقريب وجهات النظر بين الهند وباكستان اللتين كانتا على شفا حرب حقيقية لولا الجهود السعودية الكبيرة بقيادة ولي العهد.
ونوّه بالدور السعودي في المصالحة بين إريتريا وإثيوبيا، وإريتريا وجيبوتي، وغيرها، إضافة إلى الدور الملموس للأعمال السعودية الإنسانية في اليمن وتضميد الجراح وحفظ الأرواح، وهو امتداد طبيعي للجهود التي تبذلها لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار.
وأكد أهمية إعلان حكومات أوروبا وقوفها إلى جانب السعودية ورفضها قائمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب التي تفتقد المعايير الحقيقية ولا تستند لأساس ولا تقوم على منطق أو موضوعية.
وعلى صعيد المساعدات السعودية لبلاده قال سودن: «موريشيوس لن تنسى الدور المتعاظم الذي قامت به السعودية في انتشال البلاد من الظروف الصعبة التي مرت بها خلال 10 أيام، إذ انقطعت وقتها الخدمات والكهرباء وخدمات مياه الشرب وخدمات المستشفيات والنقل والخطوط الجوية».
ولفت إلى أن حكومة بلاده اتصلت بالحكومة السعودية في تلك الأزمة فأرسلت ما يلزم لإصلاح الخلل خلال 24 ساعة فقط، وأنقذت البلاد من ذلك الظرف الصعب، وبفضل جهود خادم الحرمين الشريفين ومتابعة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استطاعت السعودية أن تستنهض معها دول الإقليم والمنظمات الإنسانية العالمية، لمساعدتنا وتقف معنا في تلك المحنة.
وتحدث عن جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في إغاثة المنكوبين والمحتاجين في العالم، خصوصاً في موريشيوس، والبرامج التي ينفذها المركز بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة الإغاثية والإنسانية.
رعاية الحجاج
ونوّه سودن الذي يشغل منصب مسؤول الحج في بلاده حالياً بالجهود التي تبذلها السعودية في رعاية الحجاج والزوار والعناية بالأماكن المقدسة.
وقال إن «خادم الحرمين الشريفين قلب وروح السعودية بل منطقة الشرق الأوسط لشجاعته ووقفاته وصبره وهو يستحق عن جدارة لقب قلب الحياة، وهو الداعم والقائد والمرشد لطريق الجيل الجديد، وهناك (رؤية 2030) التي تعبر عن التغيير الذي تنشده السعودية من أجل مستقبل أفضل».
عدد السياح تضاعف 300 في المائة
وأوضح أن وزير السياحة بموريشيوس سيزور السعودية خلال الشهر الحالي على رأس وفد يمثل 50 جهة لإجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين تعزز العلاقات الثنائية بمختلف المجالات التجارية والاستثمارية والسياحية والثقافية، مشيرا إلى أن عدد السياح من السعودية تضاعف حالياً 300 في المائة.
وأضاف أن الوفد الحكومي السياحي الزائر يرافقه مسؤولو شركات سياحة وضيافة من موريشيوس للقاء وكالات السفر الرئيسية وشركات السياحة من أجل استكشاف إمكانات السياحة في هذه السوق والترويج لموريشيوس وجهة سياحية.
وأكد أن الفساد في بلاده صفر، ما عدا حالة واحدة تتصل برئيس الوزراء السابق الذي يخضع للتحقيقات حالياً.
وأشار إلى أن موريشيوس بلد صغير ولكنها تتمتع بتأثير كبير في المنظومة الدولية والمنظمات العالمية، فهي عضو في الأمم المتحدة وعضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي، والتعليم الجامعي فيها الأقل تكلفة وتضاهي أوروبا في ذلك، وكذلك الأمر نفسه في المجال الطبي والرعاية الصحية، حيث تقدمها الحكومة مجانا للمواطنين، معرباً عن شكر بلاده للسعودية التي تؤسس حالياً مستشفى وجامعة في موريشيوس.