اتهام «سي آي إيه» بتنفيذ هجوم ضد سفارة كوريا الشمالية في إسبانيا

TT

اتهام «سي آي إيه» بتنفيذ هجوم ضد سفارة كوريا الشمالية في إسبانيا

قالت مصادر أمنية إسبانية تابعة لجهاز المخابرات الوطني إن عملاء تابعين لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) يقفون وراء الهجوم الذي تعرضت له سفارة كوريا الشمالية في مدريد، الشهر الماضي، عندما قام عشرة أشخاص مسلحين باقتحام المبنى الذي يقع في أحد الأحياء الراقية شمال العاصمة الإسبانية، وقاموا باستجواب الموظفين الكوريين الثمانية الذين كانوا داخل السفارة بعد الاعتداء عليهم وضربهم. وأضافت المصادر أن الجهات الإسبانية المعنية استفسرت من الوكالة الأميركية عن ضلوعها في الحادث، وجاء الجواب بالنفي، لكنه «لم يكن مقنعاً». وأفادت مصادر حكومية إسبانية بأن الحادث من شأنه أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين مدريد وواشنطن «لأنه إذا تأكد ضلوع المخابرات الأميركية في هذه العملية، فسيكون تصرفاً غير مقبول من جانب دولة حليفة»، لأن العملاء الأميركيين يكونون قد نفّذوا عملية في الأراضي الإسبانية من غير الحصول على موافقة السلطات المحلية أو إبلاغها، وانتهكوا الاتفاقيات الدولية التي تحمي البعثات الدبلوماسية في الخارج.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجوم على سفارة كوريا الشمالية قام به عشرة أشخاص مسلحين، كما تبين من أشرطة الفيديو، بعد ظهر الثاني والعشرين من الشهر الماضي، وقاموا بتكبيل الموظفين واستجوابهم، إلى أن تعالى صراخ امرأة من داخل المبنى سمعه الجيران الذين قاموا بإبلاغ الشرطة التي حضرت إلى المكان فيما كانت تغادره سيارتان تابعتان للسفارة استخدمهما المهاجمون للهرب ثم تركوها في أحد الأحياء القريبة.
وقالت مصادر الشرطة إنها وجدت الموظفين مكبلين داخل السفارة، وعليهم آثار الضرب، مما استدعى نقل اثنين منهم إلى المستشفى.
وأفادت مصادر التحقيق بأن المهاجمين أخذوا معهم حواسيب وأجهزة إلكترونية كانت في السفارة، فيما أكد جهاز المخابرات الإسباني أن اثنين من المهاجمين معروفان لديه بعلاقتهما مع الاستخبارات الأميركية. وكان الهجوم الذي تعرضت له سفارة كوريا الشمالية، والذي ساد الاعتقاد في البداية بأنه عملية إجرامية عادية هدفها السرقة. قد وقع قبل خمسة أيام من القمة الأخيرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، نهاية الشهر الماضي، في هانوي، التي انتهت من غير التوصل إلى أي اتفاق حتى لمواصلة المفاوضات لاحقاً.
وتجدر الإشارة أن الحكومة الإسبانية السابقة كانت قد قررت في سبتمبر (أيلول) من عام 2017 طرد سفير كوريا الشمالية كيم هيوك شول بعد أن اعتبرته شخصاً غير مرغوب فيه، لأن التجارب النووية التي كانت تقوم بها بلاده تنتهك القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي. وبعد طرده من العاصمة الإسبانية أصبح الدبلوماسي من الأشخاص المقربين من الزعيم الكوري الشمالي، ولعب دوراً أساسياً في التحضير لقمة فيتنام، ورأس وفد كوريا الشمالية الذي تفاوض مطلع الشهر الماضي في بيونغ يانغ مع الوفد الأميركي حول خطة نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، مقابل رفع العقوبات المفروضة على النظام.
وتقول أوساط متابعة للملف النووي في كوريا الشمالية إن كيم هيوك من أشد المدافعين عن البرنامج النووي الذي تسعى واشنطن إلى إقناع بيونغ يانغ بتفكيكه، وإن الجانب الأميركي لم يكن مرتاحاً للتفاوض معه. وأفادت مصادر قريبة من التحقيق بأن رئيس المجموعة التي اقتحمت السفارة، والتي يُعتقد أن بين أفرادها عملاء كوريين جنوبيين، فصل القائم بأعمال السفارة عن بقية الرهائن، وقام باستجوابه لفترة طويلة في مكتب منفرد. وتقول المصادر إن القائم بالأعمال كان على علاقة وثيقة بالسفير الذي كان يفوضه بصلاحيات واسعة لفترات طويلة خلال غيابه شبه المتواصل عن السفارة منذ تعيينه في عام 2014.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».