تونس: دعوة لانتخابات داخلية لاختيار مرشح اليسار للرئاسة

TT

تونس: دعوة لانتخابات داخلية لاختيار مرشح اليسار للرئاسة

دعا حزب «القطب الحداثي الديمقراطي»، أحد الأحزاب المكونة لـ«تحالف الجبهة الشعبية» اليساري المعارض في تونس، إلى حسم التنافس السياسي الداخلي بين اثنين من مرشحي الجبهة للانتخابات الرئاسية، المقررة في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، عبر انتخابات داخلية يشارك فيها أنصار 11 حزباً تشكل التحالف.
وقال القيادي في «القطب الحداثي»، رياض بن فضل، إن هذا المقترح يندرج في إطار «ضرورة تكريس ممارسات ديمقراطية جديدة داخل المكونات السياسية، وتقديم مشهد سياسي مغاير لما تشهده البلاد من تناحر وانقسامات». وأضاف أن الاقتراح يأتي «من منطلق رفض حزب (القطب) لسياسات الاصطفاف وراء أي طرف سياسي».
واعتبر أن «تحالف الجبهة الشعبية مطالب اليوم وأكثر من أي وقت مضى بتقديم المثال وإدراج ممارسات سياسية جديدة تعيد إلى التونسيين الأمل في مشهد سياسي جدير بتونس الثورة».
ورغم الضغط الذي مثله رئيس حزب «الوطنيين الديمقراطيين الموحد» المنجي الرحوي، على منافسه رئيس «حزب العمال» حمة الهمامي، إلا أن «القطب الحداثي» اعتبر أن «وجود مرشحين متنافسين من (الجبهة الشعبية) للانتخابات الرئاسية المقبلة يمثل ظاهرة صحية تعبر عن نضج سياسي وإيمان راسخ بالديمقراطية التي طالما دافع عنها مناضلوها».
في المقابل، أكد القيادي في «الجبهة الشعبية» عمار مروسية، في تصريحات، أن «الفترة المقبلة ستشهد اتفاقاً على مرشح الجبهة وتجاوز الإشكال، وسيتم الإعلان رسمياً عن مرشح وحيد للتحالف». وانتقد مسارعة الرحوي إلى إعلان نيته الترشح «خلافاً لما تم الاتفاق عليه بين رؤساء أحزاب التحالف، وهو عدم إعلان مرشح رئاسية 2019 في وسائل الإعلام أو عبر البيانات السياسية أو التلميح كذلك، وهذا يعني أن الرحوي قد خرق هذا الاتفاق».
وترى قيادات يسارية أن الهمامي الذي كان أحد أبرز معارضي نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، على مدى نحو 40 سنة، يحظى بأولوية الترشح على غيره من قيادات «الجبهة الشعبية». غير أنه بات يلقى منافسة كبيرة من قبل قيادات حزب الرحوي الذي يعد المنافس الأبرز لـ«العمال» على تزعم اليسار في تونس.
ومن المنتظر أن تعلن «الجبهة الشعبية» عن مرشحها للانتخابات الرئاسية إثر حسم ثلاثة ترشيحات على الأقل من الهمامي والرحوي ورئيس «حركة الشعب» زهير المغزاوي. ووفق نظامها الداخلي، ينتظر أن تعتمد «الجبهة» طريقة الاتفاق الجماعي بين قياداتها لاختيار الشخصية التي ستترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ومنافسة بقية المرشحين. غير أن الدعوة إلى إجراء انتخابات داخلية أولية قد تغري بالمجازفة على تنفيذها وإضفاء صبغة ديمقراطية على المرشح المحتمل. ومن المنتظر أن تبدأ هيئة الانتخابات في 10 أبريل (نيسان) المقبل عمليات تسجيل المرشحين لخوض تلك الانتخابات.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.