تبرئة شابين يهوديين اعترفا بإحراق كنيسة

TT

تبرئة شابين يهوديين اعترفا بإحراق كنيسة

في محكمتين إسرائيليتين، تم تخفيف حكم عن جنود قاموا بالتنكيل بفلسطينيين، وتم إطلاق سراح يهوديين بعد أن اعترفا بأنهما أحرقا كنيسة للمسيحيين الأرثوذكس، وذلك في إطار الأجواء التي تتعامل بتساهل مع الظواهر العنصرية.
فقد اكتفت المحكمة العسكرية في يافا بفرض عقوبات مخففة على الجنود الخمسة من كتيبة «نيتساح يهودا»، رغم أنها كانت قد أدانتهم بالاعتداء الوحشي على معتقل فلسطيني عمره 50 عاماً وابنه القاصر (15 عاماً)، بينما كانا مكبلي الأيدي. واتضح من قرار الإدانة، أن الجنود اعتدوا خلال 15 دقيقة متواصلة على الفلسطينيين، فكسروا أضلاعاً في صدريهما، وهشما وجهيهما، ورفسوهما على الخصى، وكانوا يضحكون بهستيريا، ويعتبرون اعتداءهم «حفلة صاخبة».
مع ذلك، قررت المحكمة فرض حكم بالسجن الفعلي على اثنين من الجنود، أدينا، ضمن صفقة. فأدين أحدهما بالتنكيل والاعتداء في ظروف خطيرة، وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة خمسة شهور ونصف الشهر، بينما حكم على الجندي الثاني بالسجن الفعلي لمدة شهرين، بادعاء أن دوره كان «صغيراً» نسبياً. وجرى تخفيض رتبتيهما العسكرية، إضافة إلى عقوبة السجن مع وقف التنفيذ.
وكانت قد صادقت المحكمة العسكرية، الأحد، على صفقة مع ثلاثة جنود آخرين أدينوا بالتنكيل بالمعتقلين، بموجبها يحكم عليهما بالسجن لمدة ستة شهور، إضافة إلى خفض رتبهم العسكرية. أما الضابط المسؤول عن الجنود فسوف يحاكم في محكمة منفصلة، وتوجه له تهمة «عدم منع ارتكاب جريمة، والتخريب عن طريق الإهمال، والتصرف بشكل غير مقبول».
من جهة ثانية، قررت محكمة في مدينة اللد تبرئة مستوطنين اثنين أحرقا كنيسة «نياحة العذراء» في القدس عام 2016، رغم أنهما اعترفا بالتهمة، وأحدهما ويدعى يانون رؤوبيني، كان قد أدين قبل سنتين بإحراق كنيسة أخرى في الطابغة على ضفاف بحيرة طبريا. وقد تبين أن النيابة الإسرائيلية هي التي قررت سحب لوائح الاتهام بحق المستوطنين، بزعم عدم اكتمال الأدلة الكافية تجاههما.
وقال مصدر في النيابة إنه تقرر سحب لائحة الاتهام خوفاً من أن تلغيها المحكمة، بدعوى أن الاعترافات سحبت منهما بالتعذيب، كما حصل قبل شهرين مع فتيين يهوديين اتهما بارتكاب أعمال إرهاب ضد الفلسطينيين. وقد دافع عن المتهمين، إيتان بن جبير، الذي كان بنفسه قد أدين بتهم تتعلق باعتداءات عنصرية على العرب. فاعتبر قرار إلغاء التهم انتصاراً لليهود الذين يدافعون عن أرض إسرائيل.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.