وصل واحدٌ من «فيلة» سلفادور دالي الشهيرة إلى قلب العاصمة البيلاروسية مينسك، واستقر عند مفترق طرق في مركز المدينة، يقف هناك على أقدامه الرفيعة الطويلة التي لا تشبه أقدام الفيلة، يعلوه نافخ بوق ذهبي، يعلن منه هناك عن افتتاح معرض في المتحف الوطني البيلاروسي للفنون، مكرس لعرض مجموعة مميزة من أعمال سلفادرو دالي، علم المدرسة السريالية وواحد من أهم فناني القرن العشرين. وقال المنظمون إنّ منحوتة «الفيل» ليست الوحيدة التي عُرضت في شوارع المدينة، وهناك منحوتات أخرى تُعرض حالياً في شوارع رئيسية متاخمة للمتحف الوطني، هي جزء بسيط من مجموعة فنية كبيرة من أعمال دالي وصلت إلى بيلاروسيا للعرض أول مرة.
وخصّص المتحف الوطني البيلاروسي للفنون نحو 500 متر مربع من صالاته، لعرض أكثر من 130 عملاً من أعمال دالي، بينها أكثر من 60 منحوتة، فضلاً عن تصاميم حلي ومجوهرات له، وأعمال من الزجاج والسيراميك، ومعها لوحات فنية رسمها بريشته الفريدة في إبداعها. ويؤكد القائمون على المعرض أن معظم ما سيتم عرضه هي نسخ أصلية أعدها الفنان بيده. وقدم هذه المجموعة الفنية إيطالي كان صديقاً لدالي في حياته، وأصبح واحداً من هواة «تجميع» أعماله. وسيخصّص المعرض مساحة محددة لعرض أعمال «مقلدة» للبيع، أبدع فنانون مهرة في نسخها عن أعمال أصلية لدالي.
اختيار «الفيل البرونزي» ونصبه في مركز مدينة مينسك، إشعاراً بافتتاح المعرض لم يأت عن عبث، ذلك أن دالي استخدم الحيوانات البرية بشكل عام في عدد كبير من أعماله، إن كان في لوحاته الفنية، أو في المنحوتات الشهيرة، وكانت الحيوانات تجسد المستقبل بالنسبة له. وبرزت مجموعة من ثماني فيلة، من مجمل أعماله التي جسد فيها حيوانات بأسلوب جمع فيه ما بين «أناقة فنية» تولد شعوراً بالهدوء في الروح، و«اللامعقول» في تصويره تلك الحيوانات، لدرجة أنها تصيب الناظر بالصدمة. ومثال على ذلك الفيلة التي ظهرت أول مرة في لوحته «إغواء القديس أنطونيوس» التي رسمها عام 1946، ويظهر فيها خيل خلفه مجموعة فيلة، جميعها تقف على أقدام رفيعة طويلة. واللوحة محفوظة حتى يومنا هذا في متحف الفنون في بلجيكا. لاحقاً أخذت الفيلة على أقدام رفيعة طويلة تتكرر في أعماله، ونحت 8 مجسمات لفيلة من البرونز بقياسات مختلفة، تميزت جميعها بالأقدام ذاتها التي تتناقض تماماً مع الأقدام الغليظة القصيرة للفيلة.
منحوتة «الفيل البرونزي» التي تقف حالياً في قلب مدينة مينسك هي واحدة من الأعمال الثمانية التي قدّمها سلفادرو دالي، وفق ما يؤكد القائمون على المعرض، ويشيرون إلى توقيع الفنان على قاعدة الفيل، ووجود رقم 1-8 قرب التوقيع، في إشارة إلى أنّها أول عمل من الفيلة الثمانية. ولدت فكرة الفيلة البرونزية لدى الفنان عام 1970، وسُكبت بمشاركته عام 1984، وقال مالك المجموعة الفنية من أعمال دالي، إنّ الفيل الذي جرى اختياره لعرضه في وسط العاصمة البيلاورسية، هو نسخة أصلية، وأول فيل تم سكبه ونحته من مجموعة ثماني فيلة، ويزيد ارتفاعه عن 6 أمتار، ووزنه أكثر من 2.5 طن، تم سكبه من البرونز، ومغطى بطبقة خضراء من صدأ النّحاس. وأكد أن ضيوف المعرض سيحصلون على انطباعات فريدة عند زيارة المعرض ومشاهدة أعمال فنية خالدة خلّفها سلفادرو دالي، الذي قال النّقاد عنه إنّ الجنون يختلط بالعبقرية في فنه وكتاباته غير المألوفة.
9:54 دقيقة
«فيلة» سلفادور دالي تصل إلى مينسك حاملة أهم إبداعاته الفنية
https://aawsat.com/home/article/1631316/%C2%AB%D9%81%D9%8A%D9%84%D8%A9%C2%BB-%D8%B3%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%AA%D8%B5%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D9%8A%D9%86%D8%B3%D9%83-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%87%D9%85-%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%8A%D8%A9
«فيلة» سلفادور دالي تصل إلى مينسك حاملة أهم إبداعاته الفنية
- موسكو: طه عبد الواحد
- موسكو: طه عبد الواحد
«فيلة» سلفادور دالي تصل إلى مينسك حاملة أهم إبداعاته الفنية
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة