«البلسم الدولية» تفتح أبواب الأمل لأطفال تنزانيا

الكادر الطبي أثناء إجراء العملية أمس في دار السلام
الكادر الطبي أثناء إجراء العملية أمس في دار السلام
TT

«البلسم الدولية» تفتح أبواب الأمل لأطفال تنزانيا

الكادر الطبي أثناء إجراء العملية أمس في دار السلام
الكادر الطبي أثناء إجراء العملية أمس في دار السلام

حط خبراء في مجالات طبية دقيقة يعملون لصالح منظمة البلسم الدولية، رحالهم في دار السلام عاصمة تنزانيا للمرة الثانية لإجراء عمليات جراحية للمحتاجين، خصوصاً الأطفال.
وسارع خبراء المنظمة منذ وصولهم دار السلام مطلع الشهر الحالي، إلى تجهيز المواعيد واستقبال الحالات الحرجة في «موهيبلي»، كبرى مستشفيات تنزانيا، وإجراء الفحوص الطبية الأولية، وتحديد مواعيد لإجراء جراحات لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 4 أعوام.
الأطفال وأهلهم التقتهم «الشرق الأوسط» في المستشفى العام بتنزانيا الذي حدده الفريق الطبي لإجراء العمليات، حيث أبدوا سرورهم بقدوم فريق المنظمة الطبي لينهي معاناتهم.
الطفل كندا نماسي (7 أعوام) يعاني مشكلات عدم اكتمال الأعضاء التناسلية، وواجه والده صعوبة طيلة الفترة الماضية في إجراء عملية له لأسباب متنوعة، لعل في مقدمتها عدم وجود مثل هذا الكادر الطبي المتمرس والإمكانات التي سخّرتها المنظمة لإجراء مثل هذه العملية المعقدة.
وقال والد الطفل: «مررت بظروف صعبة بسبب حالة ابني؛ إذ لا تتوفر هنا الإمكانات للقيام بمثل هذه العمليات، ولا أمتلك المال الكافي لإجرائها خارج المستشفى، والمشكلة تكمن في ضرورة إجراء العملية قبل أن يكبر ابني ويصبح الأمر صعباً»، مشيراً إلى أنه عرض ملف ابنه على الفريق الطبي للمنظمة الذي وافق على إجراء العملية، وكان ذلك حدثاً فارقاً في حياته؛ لأن العملية تغير مسار حياة ابنه الذي بدأ يعاني نفسياً من وضعه.
وأضاف، أنه شعر بفرحة غامرة لإنهاء معاناة ابنه من دون أن يتحمل تكلفة إجراء العملية التي تقدر بنحو 3 آلاف دولار، وهو مبلغ يفوق قدرة المواطن التنزاني الذي يقدر دخله السنوي، وفقاً لآخر إحصائيات البنك الدولي في 2017، بنحو 2920 دولاراً.
أما جوما بهاتي، الذي يحمل جزءاً من أعضائه التناسلية في أحشائه منذ 20 عاماً، فخضع أيضاً لجراحة معقدة لطول الفترة التي ظلت فيها هذه الأعضاء داخل البطن.
وقال بهاتي: «بسبب الظروف المالية التي تمر بها أسرتي، كان إجراء العملية صعباً في وقت مبكر، ومع تقدم السن أصبحت الحالة أكثر تعقيداً لعدم توفر الإمكانات؛ الأمر الذي دفعني للتعايش مع حالتي رغم الأعراض الجانبية التي تصيبني من فترة لأخرى».
وأضاف، أن تواجد فريق طبي متكامل يتبع منظمة البلسم الدولية بعث لديه الأمل بعد أن اطلع الفريق على الحالة المرضية وأجرى الفحوص اللازمة لإجراء العملية. وتابع: «أعيش أفضل أيام حياتي بعد أن عدت إلى وضعي الطبيعي».
إلى ذلك، ذكر الدكتور زكريا حبيب، استشاري جراحة أطفال في مستشفى التخصصي بالرياض المشارك مع الفريق الطبي لمنظمة البلسم في تنزانيا، أن جولة المنظمة تعد الثانية في دار السلام، وركزت على جراحة المسالك البولية للأطفال، ومتابعة حديثي الولادة في العناية المركزة في المستشفى الرئيسي بالمدينة، مضيفاً أن المنظمة تستهدف في هذه المرحلة 20 حالة لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين عامين و9 أعوام.
وأضاف حبيب، أن الحالات التي تخضع للعمليات هي لأطفال يعانون من عدم اكتمال الأعضاء التناسلية أو الجهاز الهضمي، والحالات النادرة بالقنوات المرارية والكبد، لافتاً إلى أن العملية قد تستغرق أحياناً نحو 6 ساعات؛ لصعوبتها، كما أن العملية الواحدة تجري خلالها عمليات أخرى، وهو ما يزيد الوضع تعقيداً.
وتعمل «البلسم الدولية» على إحداث تغيير في مجال الطب الإنساني على مستوى العالم، خدمةً للمرضى في المناطق ذات الإمكانات المحدودة، مع توفير العلاج لعدد أكبر من المرضى في المناطق المحتاجة، مع تعزيز صحة المجتمعات الفقيرة.


مقالات ذات صلة

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

صحتك الحصول على قسط قليل جداً من النوم يمكن أن يسبب تأثيرات سلبية كثيرة (أرشيفية - رويترز)

ما مقدار النوم المناسب لصحتنا كل يوم؟

من المعروف أن النوم له فوائد صحية مذهلة ولكن ما مقدار النوم الذي يعد أكثر من اللازم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك جهاز قياس ضغط الدم (أرشيفية - رويترز)

كم ساعة تحتاجها أسبوعياً في التدريب لتحمي نفسك من «القاتل الصامت»؟

قالت دراسة جديدة إن الحفاظ على النشاط البدني أثناء مرحلة الشباب بمستويات أعلى من الموصى بها سابقاً قد يكون مهماً بشكل خاص لمنع ارتفاع ضغط الدم

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كوب من القهوة وكابتشينو في متجر في بوغوتا - كولومبيا (أرشيفية - رويترز)

دراسة تحذر من الإفراط في القهوة... ومفاجأة عن «الشاي بالحليب»

أشارت دراسة جديدة إلى أن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة، وأكثر من أربعة أكواب من القهوة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم سيتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب الأسبوع المقبل (رويترز)

إعلان الجوائز الأسبوع المقبل... 4 اكتشافات «مذهلة» كانت تستحق «نوبل» ولم تفز بها

سيتم تسليط الضوء على أفضل العقول في مجال العلوم الأسبوع المقبل عندما يتم الإعلان عن جوائز «نوبل» في الفيزياء والكيمياء والطب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الاختراق يأتي وسط «العصر الذهبي» لأبحاث السرطان (رويترز)

تجارب «مذهلة»... تركيبة دوائية توقف تطور سرطان الرئة لفترة أطول

أشاد الأطباء بنتائج التجارب «المذهلة» التي أظهرت أن تركيبة دوائية جديدة أوقفت تقدم سرطان الرئة لوقت أطول بـ40 في المائة من العلاج التقليدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لُجين نعمة تلتقط الأمل المولود من رحم الخراب

على باب الله (الشرق الأوسط)
على باب الله (الشرق الأوسط)
TT

لُجين نعمة تلتقط الأمل المولود من رحم الخراب

على باب الله (الشرق الأوسط)
على باب الله (الشرق الأوسط)

«طريق العودة من المنفى أمل يولَد من رحم الخراب»، هو معرض مؤثر تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس، يكشف العلاقة بين الحرب والوطن، من خلال أعمال مصوِّرة شابة هي لجين نعمة.

مسيحية تحتفل بعيد الشعانين (الشرق الأوسط)

تستخدم الفنانة كاميرتها وسيلة للتعبير، وتشارك تجربتها الشخصية في الصّمود، وحياتها المكتظة بالأحداث، والتنقل بين مُدن وطنها العراق والمنفى. تفتح الصور المعروضة نافذة على الدّمار الذي خلّفته الحرب، حيث تلتقط المنازل المدمَّرة، والذكريات المهجورة، والأطفال الذين يسيرون بين الأنقاض. تجسّد كلّ صورة من صورها تجربتها الحياتية، وتعكس التحديات التي واجهتها هي وكثيراً من العراقيين الذين اضطروا لسلوك دروب الهجرات.

هنا كان بيت (الشرق الأوسط)

تُركّز لجين نعمة على مواضيع التهجير، والفقدان، والمرونة، مسلّطة الضوء على قصص حياة مضطربة، لكنها قاومت ولم تُدمّر. ويُكرِّم هذا المعرض كل من اضطر للفرار من وطنه، ويُشيد بمن بقي متمسكاً بجذوره رغم الصّعاب.

حذاء بقي من لحظة هروب (الشرق الأوسط)

لا يكتفي «طريق العودة من المنفى» بتوثيق الماضي، بل ينفذ إلى قوة الروح البشرية في مواجهة المِحن. وبالنسبة للزوار من الفرنسيين والعرب، يشكل هذا المعرض دعوة لفهم المعاناة التي جرى تحملها، وأيضاً القدرة المدهشة على إعادة بناء الحياة وإعطائها معنى جديداً، حتى في أصعب الظروف.

وُلدت لجين نعمة في البصرة عام 1994، وترعرعت في بيئة هادئة بعيدة عن الاضطرابات السياسية التي عصفت ببلدها. بدأت تُدرك وحشية الحرب مع الغزو الأميركي للعراق.

أرض الخيرات (الشرق الأوسط)

وفي عام 2005، بعد الاختطاف المأساوي لوالدها، لجأت عائلتها إلى مدينة قرقوش في ضواحي الموصل. لكن في عام 2014، ومع تهديد تنظيم «داعش»، أُجبرت العائلة على الفرار، هذه المرة، إلى لبنان، ومن ثَمّ إلى فرنسا حيث حصلت العائلة على اللجوء. وخلال هذه الفترة من المنفى، أصبح التصوير الفوتوغرافي وسيلة المرأة الشابة للبقاء والتعبير، مما ساعدها على اجتياز المحن والتواصل مع ماضيها.