مصر تعلن مقتل 3 جنود و46 «إرهابياً شديدي الخطورة» في سيناء

جانب من مضبوطات الجيش في سيناء (المتحدث العسكري)
جانب من مضبوطات الجيش في سيناء (المتحدث العسكري)
TT

مصر تعلن مقتل 3 جنود و46 «إرهابياً شديدي الخطورة» في سيناء

جانب من مضبوطات الجيش في سيناء (المتحدث العسكري)
جانب من مضبوطات الجيش في سيناء (المتحدث العسكري)

قال الجيش المصري، أمس، إن قوات الأمن قتلت 46 «فرداً من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة»، في تبادل لإطلاق النار في شمال ووسط شبه جزيرة سيناء، التي تشهد مواجهات موسعة في إطار عملية أمنية كبرى انطلقت في فبراير (شباط) 2018 بهدف القضاء على متشددين موالين لتنظيم «داعش» الإرهابي.
وذكرت القوات المسلحة، في بيان، أمس، أن جهود مكافحة الإرهاب على الاتجاهات الاستراتيجية كافة للدولة، أسفرت أيضاً عن «تدمير 15 وكراً للعناصر الإرهابية»، عثر بداخلها على «كميات من مواد الإعاشة وعدد من الأسلحة والذخائر مختلفة الأعيرة وكميات من المواد شديدة الانفجار التي تستخدم في تجهيز العبوات الناسفة شمالي ووسط سيناء».
ولم يذكر البيان تواريخ أو مواقع العمليات الأمنية على وجه التحديد. لكنه أكد «إلقاء القبض على 100 من العناصر الإجرامية والمشتبه بهم واكتشاف وتفجير 204 عبوات ناسفة، فضلاً عن تدمير أو التحفظ على 17 سيارة و14 دراجة نارية».
وأضاف أنه «نتيجة للأعمال القتالية بمناطق العمليات قتل 3 جنود أثناء الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابية»، وأكدت القوات المسلحة والشرطة استمرار جهودهما للقضاء على جذور الإرهاب لتوفير الحماية والأمن للشعب.
ومنذ عزل بالرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي إلى «الإخوان»، في يوليو (تموز) 2013، تدور مواجهات عنيفة بين قوات الأمن ومجموعات متطرفة، خصوصاً في شمال ووسط سيناء أوقعت مئات القتلى من الجانبين.
ويقود التطرف في شمال سيناء الفرع المصري التابع لتنظيم داعش والمعروف باسم «ولاية سيناء». وعرفت هذه المجموعة سابقاً باسم «أنصار بيت المقدس»، وكانت على صلة بتنظيم «القاعدة» قبل مبايعة التنظيم الجهادي، الذي تطلق عليه السلطات المصرية اسم «داعش»، في عام 2014.
ويعد هذا التنظيم مسؤولاً عن شن عدد كبير من الاعتداءات الدامية ضد قوات الأمن والمدنيين والأقباط، وراح ضحية هجماته المئات.
وأشار تقرير نصف سنوي، قدمته الحكومة المصرية برئاسة مصطفى مدبولي، إلى مجلس النواب، أمس، عما أنجزته خلال الأشهر الـ6 الأولى من عملها، إلى أنه بالتزامن مع استمرار العملية الشاملة «سيناء 2018»، ركزت الحكومة على تنمية سيناء وتعزيز البنية التحتية وخلق مجتمعات عمرانية حديثة بها، بالتعاون مع شركاء التنمية والقطاع الخاص.
ولفت التقرير إلى تحقق الكثير من النجاحات الأمنية في مواجهة التنظيمات الإرهابية بمختلف انتماءاتها، من خلال تنفيذ استراتيجية أمنية شاملة ترتكز على تكثيف جهود جمع المعلومات، وتوجيه الضربات الأمنية الاستباقية ضد البؤر الإرهابية، إضافة إلى كشف العمليات الإرهابية وملاحقة مرتكبيها والمتورطين بها واتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم.
وأشار التقرير إلى الجهود التي بُذلت من أجل تدعيم التعاون الدولي لمكافحة الجريمة وتوسيع نطاقه لتلبية مُتطلبات الأجهزة الأمنية المصرية بتسليم الأشخاص المطلوبين وتبادل المعلومات، إضافة إلى جهود تعزيز الاستقرار الأمني الداخلي كإحدى أهم الدعائم لتحقيق التنمية. من جهة أخرى، أرجأت محكمة جنايات القاهرة، أمس، إعادة محاكمة متهمين في «أحداث عنف الجيزة»؛ لجلسة 7 أبريل (نيسان) المقبل للمرافعة. وكانت النيابة العامة وجهت للمتهمين اتهامات عدة - بعد قيامهما بقطع الطريق بمحيط جامعة عين شمس - منها الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، والتجمهر، وتعطيل المواصلات العامة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».