حفتر مستعد لتأمين الانتخابات الليبية... والسراج يزور قطر

ترحيب غربي باستئناف إنتاج حقل «الشرارة» النفطي... وإيطاليا تجدد دعمها خطة سلامة

TT

حفتر مستعد لتأمين الانتخابات الليبية... والسراج يزور قطر

جدد المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، أمس، تأكيده استعداد وجاهزية قواته لتأمين الانتخابات المقبلة، بينما أبدت إيطاليا، على لسان رئيس حكومتها جوزيبي كونتي، دعمها التام لخطة عمل الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن حفتر قوله، خلال اتصال هاتفي أمس مع غسان سلامة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن قوات الجيش مستعدة لتأمين الانتخابات البرلمانية والرئاسية المنتظرة في البلاد قبل نهاية العام الجاري، بما يضمن نزاهتها ونجاحها.
وبحث حفتر وسلامة وضع حد للفترة الانتقالية في ليبيا على ضوء نتائج الاجتماع الأخير الذي عقد الشهر الماضي في أبوظبي بين حفتر وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني، كما دعا حفتر سلامة لمحادثات إضافية بمقره في الرجمة خارج مدينة بنغازي بشرق البلاد يوم الأربعاء المقبل.
وكشف سلامة في تصريحات تلفزيونية أمس النقاب عن أن السراج وحفتر طلبا لقاء برعاية البعثة عقب مؤتمر باليرمو وعقد الاجتماع في أبوظبي تصادف مع وجودهما في الإمارات، لافتا إلى أن الإماراتيين لم يحضروا الاجتماع واشترطوا حضور البعثة الأممية، والاجتماع حضره السراج وحفتر والمبعوث الأممي فقط.
وقال سلامة ما سمعته من حفتر خلال لقاءاتي معه أنه يقبل بالحل السياسي، معتبرا أن الخطة الأممية تسير ببطء لأن العراقيل كثيرة في ليبيا، لكنه أضاف: «ليس لدي الحرية لتغيير الخطة وأنا متمسك بها تماما».
السراج في قطر
وجاءت هذه التطورات فيما زار السراج أمس، قطر في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، حيث قال السراج في بيان وزعه مكتبه أنه أجرى محادثات أمس مع أميرها في الدوحة خلال ما وصفه بزيارة عمل قصيرة.
وطبقا للبيان، فقد أكد السراج على الحل السياسي، وأهمية التوافق الوطني، مشددا على الثوابت التي تشمل مدنية الدولة وتوحيد المؤسسات السيادية وإجراء انتخابات نهاية هذا العام وفقاً لخطة المبعوث الأممي.
من جانبها، قالت بعثة الأمم المتحدة في بيان مقتضب إن ما وصفته بـ«محادثة هاتفية مطولة»، جرت مساء أول من أمس بين رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وسلامة حول الوضع في ليبيا، حيث عبر كونتي عن دعم بلاده التام لخطة العمل الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
حقل الشرارة
بدورهم، رحب سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة، بإعادة استئناف الإنتاج من حقل الشرارة أكبر حقول النفط الليبية. وقال بيان مشترك نشرته مساء أول من أمس السفارة الأميركية لدى ليبيا عبر موقعها الرسمي على الإنترنت بأن «سفراء الدول الأربع يرحبون بقرار المؤسسة الوطنية للنفط رفع القوة القاهرة واستئناف الإنتاج على الفور في الحقل»، بعد استكمال عملية تأمينه الجديدة.
وأشاد البيان بجهود البعثة الأممية ورئيسها في تعزيز الترتيبات الأمنية التي سمحت للمؤسسة الوطنية باستئناف عملها الحيوي نيابة عن جميع الليبيين، معتبرا أن هناك ضرورة في «أن تظل الموارد النفطية الليبية تحت السيطرة الحصرية للمؤسسة الوطنية للنفط ورقابة حكومة الوفاق الوطني وحدها، بما يعود بالنفع على الشعب الليبي، كما هو موضح في قرارات مجلس الأمن الدولي.
وارتفع إنتاج الحقل من النفط الخام إلى نحو 180 ألف برميل يوميا، وفقا لما أعلنه مهندس يعمل في الحقل الذي بلغ إنتاجه 135 ألف برميل يوميا يوم الخميس الماضي.
وكانت قوات الجيش الليبي سيطرت منتصف الشهر الماضي، على الحقل في إطار عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير جنوب البلاد، بعد أن ظل مغلقا منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبعد وساطات دولية، استجابت مؤسسة النفط لطلب حفتر بإعادة فتح الحقل الذي كانت قد اشترطت تأمينه ومغادرة المسلحين الذين يسيطرون عليه.
من جهة أخرى، أعلنت مصلحة الطيران المدني الليبية، استئناف حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، الذي يعتبر المنفذ الجوي الوحيد غرب البلاد، بعد توقفها لبضع ساعات مساء أول من أمس، للمرة الثانية في أقل من أسبوع بسبب تجدد اختراق أجوائه من قبل طائرة بدون طيار.
وقالت إدارة المطار إن الملاحة الجوية توقفت بسبب الطائرة مجهولة الهوية التي تحوم حول أجوائه بارتفاع نحو 5000 قدم، ما شكل خطرا على الطائرات المدنية القادمة والمغادرة من المطار.
إلى ذلك، أكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا فينتشنزو تاليافيري خلال اجتماعه أمس مع العميد خالد مازن وكيل وزارة الداخلية بحكومة السراج في طرابلس، أهمية التنسيق مع السلطات الليبية في المجال الأمني، لافتا إلى أن عمل البعثة يرتكز على دعائم موجهة لأمن الحدود وخدمة المجتمع والإعلام.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إنه تم الاتفاق على ضرورة التنسيق وتقنين الدعم وتوسيع قاعدة التشاور لكي تكون مخرجات عمل البعثة بما يتوافق مع متطلبات الوزارة، بالإضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم تتضمن أوجه الاتفاق المشترك.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».