عدّ منّي أركو مناوي، رئيس «حركة تحرير السودان» التي تقاتل الحكومة في إقليم دارفور، أن المظاهرات السلمية في الخرطوم وعدد من المدن والتي دخلت شهرها الثالث، «نتيجة طبيعية» للكفاح المسلح في المناطق التي تعرف بـ«المهمّشة» ضد حكومة الرئيس عمر البشير منذ سنوات، مشدداً على أن الشعب يعاني من عدم تلبية الاحتياجات الأساسية من الغذاء والعلاج والتعليم بسبب تحويل كل الموارد إلى آلة الحرب.
وقال مناوي خلال ندوة في فرنسا هي الأولى منذ اندلاع الاحتجاجات إن المظاهرات السلمية نتجت عن وقوف المناطق المهمشة ضد الحكومة السودانية منذ سنوات طويلة، وأضاف: «يخطئ الذين يسعون إلى التمييز بين العمل المسلح الذي تقوم بها الحركات المسلحة في مناطق دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وهذه الاحتجاجات السلمية التي اندلعت في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018».
وعزا في ندوته، مساء أول من أمس، المظاهرات إلى الحرمان الذي يعاني منه الشعب السوداني في مجالات الغذاء والعلاج والتعليم، «بعد أن استخدمت الحكومة كل الموارد في تمويل الحروب ضد مواطنيها في المناطق الثلاث: دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان». وأضاف أنه «رغم هذه الموارد المالية الضخمة، فإن الحكومة لم تنجح طوال هذه السنوات في تدمير الحركات المسلحة»، وعدّ أن «الحركات المسلحة هي مفتاح لوعي الشعب السوداني، والثورة السلمية ليست معزولة عن النضال المسلح، وهي امتداد للثورة المسلحة التي انطلقت من قبل».
وتحرص مصادر المعارضة على تذكير السودانيين بأن الانتفاضات الشعبية كان لها الدور الحاسم في إنهاء نظامي إبراهيم عبود في أكتوبر (تشرين الأول) 1964، وجعفر النميري في أبريل (نيسان) 1985، ويعتقدون أن المظاهرات السلمية التي انطلقت في 19 ديسمبر 2018 يمكنها أن تحدث التغيير وتؤدي إلى تنحي الرئيس عمر البشير ونظامه.
وظلت الحكومة السودانية في مواجهة ضد الحركات المسلحة التي تقاتل في دارفور منذ عام 2003، رغم أن الحرب توقفت نسبياً في بعض المناطق من الإقليم في العام الماضي، لكن الحركات المسلحة رفضت التفاوض مع الحكومة بعد اندلاع المظاهرات في مدن البلاد.
رئيس «حركة تحرير السودان» يؤكد ترابط المظاهرات و«الكفاح المسلح»
رئيس «حركة تحرير السودان» يؤكد ترابط المظاهرات و«الكفاح المسلح»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة