في إطار الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية - الأفريقية، بالتزامن مع ترؤس القاهرة الاتحاد الأفريقي، العام الحالي، تستضيف مدينة أسوان (جنوب البلاد) «ملتقى الشباب العربي - الأفريقي»، تحت رعاية ومشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 16 إلى 18 مارس (آذار) الحالي. ويحظى الملتقى، الذي يبحث أبرز القضايا والتحديات في القارة الأفريقية والمنطقة العربية، باهتمام رسمي على أعلى مستوى داخل أجهزة الدولة، في ظل مساعي القاهرة لترسيخ حضور قوي في القارة السمراء، بعد فترة غياب. يقول اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إن «الدولة بكل وزاراتها تعمل للخروج بالملتقى بصورة تليق باسم مصر، بعد تولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي»، خلال قمة أديس أبابا في فبراير (شباط) الماضي.
وأعلن الرئيس السيسي، في ختام فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدينة أسوان «عاصمة للشباب الأفريقي» للعام 2019. وتحوّلت مصر في السنوات الأخيرة واجهة لكثير من المؤتمرات الأفريقية، آخرها منتدى «أفريقيا 2018»، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سبقه في سبتمبر (أيلول) الماضي المؤتمر الإقليمي للنواب العموميين في أفريقيا، وكذلك اجتماع مجلس محافظي رؤساء البنوك المركزية الأفريقية (52 دولة أفريقية) في أغسطس (آب) الماضي.
ويعكس جدول أعمال الملتقى، آمال شعوب المنطقة وأفريقيا في تحسين الأحوال المعيشية في بلادهم، وقطع خطوات سريعة لتحقيق التقدم. حيث تبدأ أعمال الملتقى يوم 16 مارس الحالي بإقامة فعالية بمناسبة تسلم مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، بينما تبدأ المناقشات في اليوم التالي بجلسة «آفاق جديدة»، يتم خلالها طرح مجموعة من الرؤى المبتكرة لتحقيق التكامل العربي الأفريقي في مواجهة التكتلات الاقتصادية العملاقة في العالم، وكيفية تحقيق التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف المجالات، خاصة مع القرب الجغرافي والرغبة المشتركة في تحقيق التقدم وتحديث المجتمعات لتبوأ مكانة لائقة على الخريطة العالمية.
وفي النقاشات أيضاً تُعقد جلسة تحت عنوان «مستقبل البحث العلمي وخدمات الرعاية الصحية»، سيتم خلالها الإشارة إلى الجهود المصرية لدعم البحث العلمي، ومبادرة «100 مليون صحة» ومكافحة فيروس «سي» والكشف عن الأمراض غير السارية وإنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية بالمستشفيات، إلى جانب مبادرة «نور حياة» التي تستهدف مكافحة ضعف وفقدان الإبصار.
وتتناول إحدى الجلسات قضية «وادي النيل ممر للتكامل الأفريقي والعربي»، وأهمية جذب الاستثمارات، وإقامة مشروعات تنموية كبرى، خاصة في مجالات البنية التحتية، ودور الشركات المصرية في تنفيذ هذه المشروعات التي تشمل تطوير الموانئ والمطارات والطرق والطاقة الكهربية.
كما تشمل مناقشة «أثر التكنولوجيا المالية والابتكار على أفريقيا والمنطقة العربية»، ومن المقرر أن تُعرض تجربة مصر في مجال البنية الرقمية والمعلوماتية، والاستعداد لدخول مصر عصر المدن الذكية. وورشة عمل بعنوان «تنفيذ أجندة الشباب والأمن والسلم في منطقة الساحل»، التي تركز على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقتين العربية والأفريقية، باعتبارهما شرطين أساسيين لتحقيق النمو الاقتصادي وجذب السياحة والاستثمار، مع دعوة الشباب إلى التمسك بالأمل والعمل وعدم الاستماع إلى الدعوات التي تنشرها جهات مشبوهة تسعى إلى تجنيد بعض المخدوعين في شبكات للعنف والتطرف والإرهاب.
وتشهد أسوان استعدادات تنظيمية وأمنية كبيرة تأهباً لانطلاق الملتقى. وأجرى وفد وزاري يضم اللواء شعراوي، ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، وعاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق، يوم السبت الماضي، زيارة ميدانية للمحافظة، لمتابعة الترتيبات الأخيرة لاستضافة الملتقى.
مصر تحتفي بترؤسها الاتحاد الأفريقي في ملتقى شبابي بأسوان
ضمن فعاليات عدة ترسخ اهتمام القاهرة بالقارة السمراء
مصر تحتفي بترؤسها الاتحاد الأفريقي في ملتقى شبابي بأسوان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة