من الموقع: «أقوى الدول»... و«تعدد الزوجات»

من الموقع: «أقوى الدول»... و«تعدد الزوجات»
TT

من الموقع: «أقوى الدول»... و«تعدد الزوجات»

من الموقع: «أقوى الدول»... و«تعدد الزوجات»

تنافست مجموعة من الأخبار والتقارير المتنوعة على اهتمام قراء موقع «الشرق الأوسط»، الأسبوع الماضي، وجاء «تصنيف السعودية ضمن أقوى دول العالم تأثيراً» ضمن أبرز الموضوعات.
واحتل خبرٌ بعنوان «دراسة أميركية: السعودية تاسع أقوى دولة في العالم» قائمة الأكثر قراءة في الموقع خلال أسبوع، وهي الدراسة التي تناولتها وسائل الإعلام العربية، والصادرة عن إحدى المطبوعات الأميركية المهتمة بالتصنيفات الدولية والمحلية.
وأوضحت المجلة أن أسباب اختيارها للسعودية ترجع لدخول عناصر مثل التأثير السياسي الكبير، والقدرات الاقتصادية الضخمة، والتفوق العسكري، ودخول التحالفات الدولية، وامتلاك إمكانات في التعامل مع الأزمات.
وفي المركز الثاني بين التقارير الأكثر قراءة، جاء تقرير سريع من القاهرة بعنوان «الطيب يفجر جدلاً باعتبار تعدد الزوجات ظلماً»، وتناول التقرير رأياً لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في قضية تعدد الزوجات، الذي حرص على تأكيد أهمية عنصر العدل بين الزوجات في حال جمع الرجل بينهن.
ومن بين أخبار المنوعات التي حققت نجاحاً كبيراً، الأسبوع الماضي على الموقع ومواقع التواصل الاجتماعي، خبرٌ عن «أسد يهاجم صاحبه ويقتله في منزله» في واقعة شهدتها العاصمة التشيكية براغ، و«إعلان مليونير تايلاندي يعرض 315 ألف دولار لمن يتزوج بابنته».

ضغوط طهران
على صعيد الآراء، جاء مقال للكاتب عبد الرحمن الراشد بعنوان «صدى الضغوط من طهران إلى بيروت» في صدارة الموضوعات الأكثر قراءة الأسبوع الماضي في قسم الرأي.
وتناول الراشد في مقاله الضغوط التي تتعرض لها إيران حالياً، والأزمات السياسية والاقتصادية التي يواجهها حليفها في لبنان، «حزب الله»، وهو ما ظهر جلياً في حديث حسن نصر الله زعيم الحزب وفي أزمة استقالة جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، التي تراجع عنها لاحقاً، والمطالبة المستمرة لأنصار النظام الإيراني بالصبر وتحمل سوء الأوضاع الاقتصادية.

حمزة بن لادن
على صعيد «المالتيميديا»، أنتج فريق الموقع فيديوغرافيك بعنوان «حمزة بن لادن الطفل الإرهابي»، وتناول الفيديو تحذيرات السلطات الأميركية من نجل أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل، ومحاولاتها العثور عليه، بسبب وجود تقارير عن قيادته لتنظيم والده بعد انهيار «داعش».
وحقق الفيديو ما يقرب من 100 ألف مشاهدة على مختلف المنصات.
كما أنتج فريق الموقع فيديو آخر بعنوان «عائلات (داعش) خارج الباغوز» عن زوجات المقاتلين اللاتي خرجن من حصار «قوات سوريا الديمقراطية» للجيب الأخير لـ«داعش» في سوريا، وذلك بالاستعانة بمقاطع فيديو خاصة صورها الزميل كمال شيخو الموجود في موقع الأحداث، وحقق الفيديو 40 ألف مشاهدة.

مآسٍ عائلية
أما أكثر تغريدات حساب «الشرق الأوسط» على «تويتر» تفاعلاً خلال أسبوع، فكانت تقول: «زوجة عضو في الأسرة الحاكمة القطرية تكشف مآسي عائلتها في الدوحة».



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.