لم أذهب إلى الإعلام؛ إنما هو من جاء إليّ، فوجدت نفسي مصرّة على النجاح وتحقيق طموحاتي. درست الصحافة وتخرجت في كلية الإعلام والتوثيق في لبنان، ورغم أن علاقتي بوالدتي قوية جداً، فإنني وجدت نفسي أتعارض مع رأيها وإصرارها على عدم خوضي مجال الإعلام والصحافة. إلا إنني وبطريقة لا شعورية أصبحت مدمنة على مهنة البحث عن المتاعب. ورغم معارضة والدتي الأمر، فإن والدي، على العكس، كان الداعم الأول، ولطالما كان متمسكاً بفكرة أن الإعلام رسالة نبيلة ليست مصممة للجميلات فقط؛ لا بل إنها أعمق من ذلك، لأنه يرى أن الإعلام هو بحث وثقافة وغوص في العمق الفكري بعيداً عن الابتذال والسطحية على الإطلاق. ورغم إصراره على عملي في الصحافة السياسية، فإنني اتجهت إلى الصحافة الفنية التي تذوقت من خلالها مذاق الشهرة والغوص في عالم كنت أتوقعه خيالياً، إلى أن اكتشفت أني أملك في داخلي نعمة بمثابة مفتاح للخوض في أعماق الضيوف الذين استضفتهم في حواراتي التلفزيونية، واستخراج أسرارهم، وكأنني أتوقع إجاباتهم سلفاً، وهذا ما جعل برامجي؛ بدءاً من لبنان، وصولاً إلى مصر، مثل «100 سؤال» و«فحص شامل» تحتل المراتب الأولى عربياً نظراً للجوائز الصحافية التي حصلت عليها.
لا أندم أبداً على التفرغ لتقديم البرامج الفنية الحوارية التي تحمل في طياتها كثيراً من العمل الدؤوب، لأنه ليس من السهل استخراج المعلومات التي تتحول إلى خبطات صحافية، من ضيوف لامعين لهم ثقلهم في المجال الفني ويدركون لعبة الحوارات والتحفظ عن الإجابات.
من خلال عملي في مصر تعلمت أنه من المهم جداً عدم التعدي على خصوصيات الضيف، ويجب إعطاؤه المجال للتكلم، ولكن في الوقت نفسه؛ يجب على المحاور أن يملك القدرة على التوصل إلى معلومات يقولها الضيف لأول مرة، وهذا الأمر يعتمد على إمكانية المذيع في زرع الثقة بينه وبين الضيف، ليحصل كلا الطرفين على مبتغاه، وهذا الأمر يترجم في نجاح البرنامج وجذب أكبر عدد من المشاهدين.
رحلتي في الإعلام علمتني أن أتمعن في تفاصيل كل مرحلة أعيشها، وأستفيد من كل تجربة أقبل عليها، وأنا على يقين بأنني لن أستمر إذا فقدت شغفي بالعمل والبحث الدائم عن الأفكار الجديدة، وهذا ما حدث عندما انتقلت من قناة «الحياة» إلى قناة «النهار» حيث أقدم حالياً برنامج «قطعوا الرجالة» الذي يعتمد على فكرة جديدة من نوعها تقوم على استضافة نساء فقط (فنانات) يتحدثن عن تجربتهن مع الرجل، والتوغل في مناطق لم يكن يعلمها الجمهور من قبل.
لطالما أحببت البرامج الصعبة التي أستطيع من خلالها إبراز موهبتي في التقديم الحواري. نقلتي للعمل في قناة مصرية تجربة مثيرة جداً، وأثرت مسيرتي المهنية، وأعتقد أنني محظوظة لأنني استطعت اختراق الهالة الإعلامية بكوادرها الضخمة في مصر، وجعلت لنفسي مكاناً خاصاً بي من خلال طريقة تقديمي وأفكار برامجي.
ما يفرحني اليوم هو نجاحي، وعندما يقال إنني من أهم مذيعات الـ«هارد توك شو» حالياً.
اسمحوا لي أن أستخدم المصطلح الذي يتردد في البيوت المصرية: «نحب تلك الشابة اللبنانية لأنها مختلفة»، هذا اللقب يسعدني ويجعلني أقوى وساعية إلى تقديم الأفضل من أجل جمهور عريض يقدر المهنية...
- إعلامية لبنانية تعمل في قناة «النهار» المصرية
في مصر تذوقت الشهرة الحقيقية وأغنيت مسيرتي المهنية
في مصر تذوقت الشهرة الحقيقية وأغنيت مسيرتي المهنية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة