بوتفليقة يعود... والإضراب يقسّم الجزائريين

الجيش يصر على «قوة» العلاقة مع الشعب... و«جمعية العلماء المسلمين» تنضم للحراك

مظاهرة طلابية حاشدة ضد الولاية الخامسة في الجزائر العاصمة أمس... وفي الإطار موكب الرئيس بوتفليقة في طريقه إلى القصر الرئاسي بعد عودته من جنيف (رويترز)
مظاهرة طلابية حاشدة ضد الولاية الخامسة في الجزائر العاصمة أمس... وفي الإطار موكب الرئيس بوتفليقة في طريقه إلى القصر الرئاسي بعد عودته من جنيف (رويترز)
TT

بوتفليقة يعود... والإضراب يقسّم الجزائريين

مظاهرة طلابية حاشدة ضد الولاية الخامسة في الجزائر العاصمة أمس... وفي الإطار موكب الرئيس بوتفليقة في طريقه إلى القصر الرئاسي بعد عودته من جنيف (رويترز)
مظاهرة طلابية حاشدة ضد الولاية الخامسة في الجزائر العاصمة أمس... وفي الإطار موكب الرئيس بوتفليقة في طريقه إلى القصر الرئاسي بعد عودته من جنيف (رويترز)

عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى بلاده أمس، بعد أسبوعين أمضاهما في مستشفى بجنيف، وتزامنت عودته مع انتقال الحراك الشعبي ضد «الولاية الخامسة» إلى إضراب عام انقسم الجزائريون حوله مخافة تحوله إلى «عصيان مدني».
وشل الإضراب العام في الجزائر العاصمة، وكل مناطق البلاد، قطاعات واسعة من النشاط الاقتصادي والتعليمي. كما شل إضراب للتجار ولايات تشهد حركة اقتصادية وتجارية كبيرة.
وحدث لبس كبير لدى الجزائريين، بين الإضراب احتجاجاً على «الولاية الخامسة» والدعوة إلى «عصيان مدني»، مما يعيد إلى الأذهان مشاهد احتلال الشارع من طرف الإسلاميين مطلع تسعينات القرن الماضي. وحذر قادة أحزاب وناشطون من الانسياق وراء التحريض على العصيان، على أساس أن ذلك «يصب في مصلحة السلطة التي تريد أن يخرج الحراك عن أبعاده السلمية».
من جهة أخرى، أصر رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، أمس، على «قوة العلاقة» بين الجيش والشعب، وقال: «لا شك أن الجزائر محظوظة بشعبها، وأن الجيش هو أيضاً محظوظ بشعبه». وعد كلامه «إعلاناً غير صريح» عن دعمه للحراك الشعبي.
وفي تطور آخر لافت، أعلنت «جمعية العلماء المسلمين»، التي تعد أبرز هيئة دينية في الجزائر، أمس، دعمها للحراك الشعبي، وطالبت السلطة بـ«بإعلان إجراءات فورية قد تكون كفيلة بتهدئة المواطنين، وإرساء قواعد الخروج من الأزمة، منها إلغاء العهدة الخامسة، وفتح حوار سياسي جاد».

المزيد...



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.