«الملك الذهبي» منسى موسى... أغنى رجل في تاريخ البشرية

إمبراطور مالي منسى موسى (بي بي سي)
إمبراطور مالي منسى موسى (بي بي سي)
TT

«الملك الذهبي» منسى موسى... أغنى رجل في تاريخ البشرية

إمبراطور مالي منسى موسى (بي بي سي)
إمبراطور مالي منسى موسى (بي بي سي)

على الرغم من اختيار مجلة «فوربس» الاقتصادية الأميركية لجيف بيزوس كأغنى رجل في العالم هذا العام، وذلك في عددها الصادر هذا الأسبوع، بثروة تبلغ نحو 131 مليار دولار، إلا أن بيزوس ليس الأغنى في التاريخ على مدى كل العصور، إذ ينتمي هذا اللقب لحاكم أفريقي سابق.
منسى موسى هو ملك مسلم عاش في القرن الرابع عشر الميلادي في دولة مالي، البلد الأفريقي الفقير الآن، والذي يقع على حدود بلدين عربيين هما الجزائر جنوباً وموريتانيا شرقاً.
وقدرت ثروة موسى بمبلغ 400 مليار دولار أميركي، فيما أشار خبراء اقتصاديون إلى أنه «من المستحيل تحديد ثروته في رقم»، وفقا لموقع المشاهير «نت ورث».
وذكرت مراجع تاريخية أن موسى ولد عام 1280 ميلادية في عائلة من الحكام، وتوفي عام 1337، وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية فقد تنازل موسى عن الكثير من الذهب خلال إحدى رحلاته الاستكشافية.
ونقلت الهيئة البريطانية عن مؤرخ سوري في القرن الرابع عشر يدعى شيب العُمري أن موسى كان مهووسا بالمحيط الأطلنطي، ولذلك شرع في رحلة استكشافية مع أسطول من 2000 سفينة وآلاف الرجال والنساء والعبيد.
وذكرت مصادر تاريخية أن رحلته الاستكشافية التي ضمت 60 ألف شخص، منهم 12 ألفا من العبيد، تضمنت توزيع أطنان من الذهب على مناطق مرت بها الرحلة، مما خفض سعر الذهب لفترة طويلة، ولهذا الأمر عُرف باسم «الملك الذهبي»، وتحركت تلك القافلة الضخمة في الصحراء لتمر على القاهرة ومكة.
وكان الموجودون في القافلة يرتدون ثيابا من الحرير الفارسي حتى العبيد، ويوجد في القافلة ذاتها جمال تحمل مئات الجنيهات الذهبية.
وفي عهد موسى، كانت إمبراطورية مالي بها ما يقرب من نصف الذهب في العالم القديم، وفقا للمتحف البريطاني، وكل هذا الذهب في ملكية موسى.
واعتبرت كاثلين بيكفورد بيرزوك، المتخصصة في الفن الأفريقي في متحف بلوك للفنون في جامعة «نورث وسترن»، أن موسى يتمتع بإمكانية الوصول «غير المحدود» تقريبا إلى مصدر الثروة الأكثر قيمة في القرون الوسطى.
وأضافت في حديثها لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن المراكز التجارية الرئيسية التي تتاجر بالذهب والسلع الأخرى كانت أيضا في أراضيه، وقد حصل على ثروة من هذه التجارة.
وذكر المؤرخ السوري العُمري أن موسى ترك انطباعا «لا يُنسى» في القاهرة، وكان العُمري زار البلاد عقب 12 عاما من زيارة موسى لها، وتحدث إلى أهل القاهرة عن الزيارة.
ورجحت مصادر تاريخية أن انخفاض سعر الذهب لعشر سنوات في القاهرة كان بسبب توزيع موسى له ببذخ، وهو ما أثر سلبا على الاقتصاد حينها.
وقدرت شركة «سمارت آسيست» ومقرها الولايات المتحدة أنه نتيجة لانخفاض قيمة الذهب، أدت رحلة موسى إلى خسائر اقتصادية تقدر بنحو 1.5 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط.
وتمتع موسى بمكانة أسطورية كملك للذهب في العالم، وقد كان بمثابة منارة للباحثين من المستشرقين لفترة طويلة، عقب أن جعل مالي دولة بارزة على الخريطة وقتها.
وعقب رحلته الاستكشافية، عاد موسى بعدد من العلماء المسلمين، وقام بتصميم مسجد شهير في وسط مالي عام 1327.
وقام موسى بتشجيع تعلم الفنون والهندسة المعمارية، وقام كذلك بتمويل الأدب وبناء المدارس والمكتبات والمساجد. وسرعان ما أصبحت مدينة تمبكتو في مالي مركزاً للتعليم، كما سافر الناس من جميع أنحاء العالم للدراسة في جامع سنكوري.



ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
TT

ليست المهارات التقنية فقط... ماذا يحتاج الموظفون للتميز بسوق العمل؟

موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)
موظفون يعملون في مركز التوزيع والخدمات اللوجيستية لشركة «أمازون» في ألمانيا (إ.ب.أ)

إذا كان هناك شيء واحد يعرفه تيري بيتزولد عن كيفية التميُّز في سوق العمل والحصول على وظيفة، فهو أن المهارات التقنية ليست الخبرات الأساسية الوحيدة التي يجب التمتع بها كما يعتقد البعض.

يتمتع بيتزولد بخبرة 25 عاماً في التوظيف، وهو حالياً شريك إداري في «Fox Search Group»، وهي شركة توظيف تنفيذية لقادة التكنولوجيا.

ويقول لشبكة «سي إن بي سي»: «خذ التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال. قبل عامين ونصف العام فقط، كان الجميع يقولون: (نحن بحاجة إلى توظيف مبرمجين)... بعد أقل من ستة أشهر، ظهر (تشات جي بي تي)، والآن لم تعد البرمجة هي المستقبل».

من المؤكد أن امتلاك مهارات رقمية محدثة أمر مهم للعاملين في جميع الصناعات، كما يقول بيتزولد، ويشرح: «إذا كنت تعمل في مجال التسويق، أو داخل مستودع، فأنت بحاجة إلى فهم التكنولوجيا».

ولكن لأن الشركات قادرة على تدريب العاملين على تعلم تطوير التكنولوجيا لخدمة أعمالهم، يشير الخبير إلى أن القادة مهتمون أكثر بتوظيف أشخاص لديهم مجموعة مختلفة من المهارات.

ويوضح «سأخبرك أين المستقبل. إنه ليس بالضرورة في مجال التكنولوجيا. إنه في المهارات الناعمة... في الذكاء العاطفي، وهذا ما نلاحظ أنه مستقبل المواهب».

المهارات الناعمة التي تبحث عنها الشركات

الذكاء العاطفي، أو «EQ»، هو القدرة على إدارة مشاعرك ومشاعر مَن حولك، مما قد يجعلك أفضل في بناء العلاقات والقيادة في مكان العمل.

بالنسبة لبيتزولد، فإنَّ المرشحين للوظائف ذوي المهارات التقنية الرائعة ينجحون حقاً عندما يتمكَّنون من إظهار ذكاء عاطفي مرتفع.

من الجيد أن تكون متخصصاً في مجال محدد، مثل البيانات أو الأمان أو البنية الأساسية أو حلول المؤسسات، على سبيل المثال، «لكن أولئك الذين يتمتعون بذكاء عاطفي قوي وتلك المهارات الناعمة ومهارات العمل... هؤلاء هم القادة المهنيون في المستقبل»، كما يؤكد الخبير.

من خلال توظيف المهنيين ذوي الذكاء العاطفي المرتفع، يقول بيتزولد إن الشركات تبحث حقاً عن أشخاص يمكنهم القيام بأشياء حاسمة مثل:

التعامل مع الملاحظات البنّاءة وتقديمها.

إدارة الصراع.

إجراء محادثات حاسمة بإلحاح.

العمل عبر الوظائف من خلال إقناع الأقران والقادة الآخرين.

تقديم الأفكار بفاعلية للقادة الأعلى منهم.

يشرح بيتزولد: «إن مهارات الذكاء العاطفي العامة التي نلاحظها لها علاقة حقاً بالتواصل مع الآخرين والقدرة على التغلب على التحديات».

ويضيف أن بعض الشركات أصبحت أفضل في مساعدة القادة على تطوير مهارات الذكاء العاطفي الأقوى، خصوصاً فيما يتعلق بالإدارة الفعالة، والتغلب على التحديات أو الصراعات.

ويؤكد الخبير أن أصحاب العمل الجيدين يمكنهم تطوير عمالهم بشكل أكبر من خلال تقديم برامج الإرشاد وتسهيل التواصل، حتى يتمكَّن الناس من رؤية نماذج القيادة الجيدة والذكاء العاطفي العالي.