دعا كل من زعيم المعارضة خوان غوايدو والرئيس نيكولاس مادورو، اللذين يخوضان صراعاً مريراً على السلطة، أنصارهما للنزول إلى شوارع كاراكاس ومدن أخرى ما زالت معظمها غارقاً في الظلام بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها مما أحدث فوضى عارمة في البلاد، وأثّر على تواصل العمل في المستشفيات، وغيرها من الخدمات العامة.
أعلن وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، عن نشر قوات الجيش لتأمين محطات الطاقة الكهربائية في البلاد. وأرجع لوبيز، في تصريحات نقلتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، أمس (السبت)، السبب في انقطاع الكهرباء في بعض المناطق بفنزويلا إلى «هجوم إلكتروني استهدف نظام التحكم الآلي بمحطة توليد الطاقة الكهرومائية، مما استدعى إغلاقها مؤقتاً، ما تسبب في انقطاع إمدادات الطاقة». وقال لوبيز إن مصدر الهجوم الإلكتروني ربما يكون الولايات المتحدة.
وعلّقت السلطات الفنزويلية العمل والدراسة، أمس (الجمعة)، واتخذ مادورو هذا القرار «بغرض تسهيل إعادة خدمة الكهرباء في البلاد التي تتعرض لحرب كهرباء إمبريالية»، بحسب تغريدة لديلسي رودريغيز التي تشغل منصب نائب الرئيس. لكنّ وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو استنكر اتهام مادورو لبلاده بالتسبب في انقطاع الكهرباء. وقال على «تويتر» إنّ «انقطاع الكهرباء والجوع نتيجة لعجز نظام مادورو».
انقطاع التيار الكهربائي الذي بدأ ليل الخميس يعد أحد الانقطاعات الأطول مدة والأوسع نطاقاً في تاريخ البلاد التي يعاني سكانها من تداعيات أزمة خانقة. واضطر آلاف الأشخاص عند مغادرتهم عملهم للسير كيلومترات للعودة إلى منازلهم. وتشكلت طوابير طويلة عند محطات التزود بالوقود التي هرع إليها المواطنون، بحثاً عن وقود لتشغيل مولدات الكهرباء المنزلية.
وقطعت الخطوط الهاتفية والإنترنت أيضاً فجأة، وكذلك توزيع المياه في المباني الذي يتم عبر مضخات تعمل على الكهرباء. وانقطعت المياه عن آلاف المنازل في كراكاس البالغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.
وعادت الكهرباء تدريجياً في مناطق واسعة من العاصمة بعد ظهر أمس (الجمعة)، وكذلك أجزاء من ولاية ميراندا وفارغاس. لكن ذلك لم يدم إلا لوقت قصير، كما نقلت الوكالة الألمانية للأنباء في تقريرها من كاراكاس، ومع حلول المساء، سُمع أشخاص يقرعون على أواني الطبخ في أرجاء العاصمة، وهو أحد أشكال الاحتجاج الاجتماعي المعروف في أميركا الجنوبية.
وقالت وكالة الهجرة الكولومبية إن كولومبيا ستسمح لمواطني فنزويلا بعبور الحدود بجوازات سفر منتهية الصلاحية، وذلك بسبب صعوبة تجديد وثائق السفر في فنزويلا في خضم أزمتها الاقتصادية.
وهاجر إلى كولومبيا خلال السنوات الأخيرة أكثر من 1.2 مليون فنزويلي بسبب نقص الغذاء والدواء والأزمة السياسة المعقدة، مما أثقل كاهل البلد الواقع في أميركا الجنوبية، الذي يعاني من محدودية القدرة على الإنفاق على قطاعات الرعاية الصحية والإسكان والمرافق. ويصل كثيرون من فنزويلا إلى كولومبيا دون تأشيرات، بسبب عدم قدرتهم على تجديد جوازات سفرهم.
وقال كريستيان كروجر رئيس الوكالة الكولومبية للهجرة، أول من أمس (الجمعة)، إن تجديد جوازات السفر في فنزويلا «يكاد يكون مستحيلاً بسبب التكلفة الباهظة لهذه الوثيقة وبسبب نقص المواد الأساسية لصنع هذه الوثائق، وبسبب إجراءات أخرى من الجانب الفنزويلي للحد من مغادرة الفنزويليين (لبلادهم)».
وأعلنت الحكومة الأميركية توجيه اتهامات جنائية لوزير في حكومة الرئيس مادورو فيما يتعلق بانتهاك عقوبات فُرضت قبل عامين عندما كان الوزير متهماً بتهريب المخدرات.
واتُهم وزير الصناعة الفنزويلي طارق زيدان العيسمي بالالتفاف على العقوبات التي فُرضت في فبراير (شباط) 2017 عبر توظيف شركات أميركية لتوفير خدمات الطائرات الخاصة، بما في ذلك رحلة من روسيا إلى فنزويلا في 23 فبراير، كما ذكرت «رويترز» في تقريرها.
ووجهت الحكومة الأميركية أيضاً اتهامات جنائية إلى رجل الأعمال سامارك خوسيه لوبيز بيلو الذي فرض عليه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية أيضاً عقوبات كشريك للوزير، ضمن متهمين آخرين. ويواجه العيسمي ولوبيز بيلو (عمر كل منهما 44 عاماً)، خمسة اتهامات بالالتفاف على العقوبات وانتهاك قانون للمخدرات معني باستهداف الأشخاص الذين يُعتقد أنهم يهددون المصالح الاقتصادية والسياسة الخارجية الأميركية. وقد تصل العقوبة القصوى لكل تهمة من التهم الخمس إلى السجن لمدة 30 عاماً.
المعارضة تحشد قواها ضد مادورو
المعارضة تحشد قواها ضد مادورو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة