شاشة الناقد: Woman Walks Ahead

جيسيكا شستين في لقطة من «المرأة تتقدم»
جيسيكا شستين في لقطة من «المرأة تتقدم»
TT

شاشة الناقد: Woman Walks Ahead

جيسيكا شستين في لقطة من «المرأة تتقدم»
جيسيكا شستين في لقطة من «المرأة تتقدم»

Woman Walks Ahead
• إخراج: ‪سوزانا وايت‬
• تقييم: (ممتاز)

‫امرأة بين معركتين‬
هناك موقعتان عسكريتان يضع فيلم «المرأة تقود» نفسه بينهما. موقعة ليتل بيغ هورن سنة 1876 وموقعة «ووندد ني» (Wounded Knee) بعد أكثر من عشر سنوات بقليل على الموقعة الأولى. لا نرى أياً من هاتين الموقعتين، ففيلم سوزانا وايت يعفي نفسه وجمهوره من عمل حربي شبيه بتلك التي تولت هوليوود تحقيقها منذ مطلع القرن الماضي ومن بينها أفلام عن هاتين الموقعتين. لكن الاختلاف بين المعركة الأولى أن الهزيمة كانت من نصيب الجنرال جورج كَستر وجيشه الذي جمعه لقتال هنود السيوكس والشايين. كستر نفسه قُتل وتمت إبادة كل جنوده. أما في الثانية فكانت انتقاماً من الهزيمة المذكورة أمر بها الجيش الأميركي ضد بضع مئات من أبناء قبيلة لوكوتا سيوكس الذين فروا من المواجهة تجنباً للقتال.
عوض كل ذلك، تسرد المخرجة حكاية لها صلة وثيقة بتلك الفترة بطلتها امرأة فعلية اسمها كاثرين وولدُن. هي فنانة من نيويورك (ما زال بالإمكان مشاهدة بعض لوحاتها في متاحف أميركية) تركت المدينة وقصدت براري ولاية داكوتا لرسم الزعيم الهندي «ستينغ بُل» (Sitting Bull) الذي كان أحد الزعماء الذين شاركوا في موقعة ليتل بيغ هورن. تصل كاثلين بالقطار وتجد عزوفاً من قبل الحامية الأميركية في المكان. الضابط سيلاس (سام روكوَل) يريدها أن تغادر المكان على الفور. لكنها لا تنصاع وتجد طريقها إلى حيث يعيش ستينغ بٌل وتقنعه بأن ترسمه (رسمت له أربع لوحات). في المقابل أقنعها بأن تمنحه ألف دولار لكي ترسمه.
الفترة التي قضتها كاثرين في تلك البراري هي الفترة التي ازدادت فيها قناعة بأن عليها أن تنشط في سبيل الدفاع عن حقوق المواطنين الأصليين لأميركا خصوصاً عندما جاءت القيادة العسكرية بقرار الاستيلاء على نصف ما تبقى من أراضي القبيلة. في سبيل ذلك أوقفت نصف إمدادات المؤونة لكي تجبر الهنود على قبول القرار. لكن الطريقة التي اتبعها الجنرال كوك لذلك هي منح الهنود حق التصويت ديمقراطياً ثم اعتبار ذلك التصوير بمثابة رفض ما يجيز الاستيلاء على الأراضي بالقوّة.
تؤدي جيسيكا شستين دور الرسامة بالانفعالات المطلوبة. من ناحية هناك تلك المشاهد التي تكتنزها شخصية الفنان حين يعاين المكان ويترك لريشته التعبير عن حبه له. من ناحية أخرى هناك الانفعال العاطفي نتيجة ما تشهده. ولا يغيب عن الفيلم تصوير وضعها الخاص كامرأة تدرك أن معاملة البيض لها تكتنز قدراً كبيراً من التحيز ضدها لأنها أنثى.
كان «المرأة تقود» يستحق ترشيحات الأوسكار إن لم يكن لجودة ممثلته جيسيكا شستين أو الممثل سام روكوَل، فبسبب الفيلم ذي التنفيذ الجيد غير التوافقي.


مقالات ذات صلة

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من فيلم «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

لماذا لا تصمد «أفلام المهرجانات» المصرية في دور العرض؟

رغم تباين ردود الفعل النقدية حول عدد من الأفلام التي تشارك في المهرجانات السينمائية، التي تُعلي الجانب الفني على التجاري، فإن غالبيتها لا تصمد في دور العرض.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة الأردنية ركين سعد (الشرق الأوسط)

الفنانة الأردنية ركين سعد: السينما السعودية تكشف عن مواهب واعدة

أكدت الفنانة الأردنية ركين سعد أن سيناريو فيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، استحوذ عليها بمجرد قراءته.

انتصار دردير (جدة )
يوميات الشرق إيني إيدو ترى أنّ السينما توحّد الشعوب (البحر الأحمر)

نجمة «نوليوود» إيني إيدو لـ«الشرق الأوسط»: السينما توحّدنا وفخورة بالانفتاح السعودي

إيني إيدو التي تستعدّ حالياً لتصوير فيلمها الجديد مع طاقم نيجيري بالكامل، تبدو متفائلة حيال مستقبل السينما في بلادها، وهي صناعة تكاد تبلغ الأعوام الـ40.

إيمان الخطاف (جدة)
سينما بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

يأتي فيلم «سعود وينه؟» بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق طاقم فيلم «سكر» على السجادة الحمراء (البحر الأحمر السينمائي)

«سكر»... فيلم للأطفال ينثر البهجة في «البحر الأحمر السينمائي»

استعراضات مبهجة وأغنيات وموسيقى حالمة، وديكورات تُعيد مشاهديها إلى أزمان متباينة، حملها الجزء الثاني من الفيلم الغنائي «سكر».

انتصار دردير (جدة)

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
TT

إعلان أول فيلم روائي قطري بمهرجان «البحر الأحمر»

بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)
بدء تصوير فيلم «ساري وأميرة» (كتارا)

نظراً للزخم العالمي الذي يحظى به مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بجدة، اختارت «استديوهات كتارا»، ومقرها الدوحة، أن تكشف خلاله الستار عن أول فيلم روائي قطري طويل تستعد لإنتاجه، وهو «سعود وينه؟»، وذلك في مؤتمر صحافي ضمن الدورة الرابعة من المهرجان، مبينة أن هذا العمل «يشكل فصلاً جديداً في تاريخ السينما القطرية».

ويأتي هذا الفيلم بمشاركة طاقم تمثيل قطري بالكامل؛ مما يمزج بين المواهب المحلية وقصة ذات بُعد عالمي، كما تدور أحداثه حول خدعة سحرية تخرج عن السيطرة عندما يحاول شقيقان إعادة تنفيذها بعد سنوات من تعلمها من والدهما، وهذا الفيلم من إخراج محمد الإبراهيم، وبطولة كل من: مشعل الدوسري، وعبد العزيز الدوراني، وسعد النعيمي.

قصة مؤسس «صخر»

كما أعلنت «استديوهات كتارا» عن أحدث مشاريعها السينمائية الأخرى، كأول عرض رسمي لأعمالها القادمة، أولها «صخر»، وهو فيلم سيرة ذاتية، يقدم قصة ملهمة عن الشخصية العربية الاستثنائية الراحل الكويتي محمد الشارخ، وهو مبتكر حواسيب «صخر» التي تركت بصمة واضحة في عالم التكنولوجيا، باعتبارها أول أجهزة تتيح استخدام اللغة العربية، وأفصح فريق الفيلم أن هذا العمل ستتم معالجته سينمائياً ليحمل كماً مكثفاً من الدراما والتشويق.

«ساري وأميرة»

والفيلم الثالث هو الروائي الطويل «ساري وأميرة»، وهو عمل فنتازي يتناول الحب والمثابرة، يتم تصويره في صحراء قطر، وتدور أحداثه حول حياة قُطّاع الطرق «ساري وأميرة» أثناء بحثهما عن كنز أسطوري في وادي «سخيمة» الخيالي، في رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهان الوحوش الخرافية ويتعاملان مع علاقتهما المعقدة، وهو فيلم من بطولة: العراقي أليكس علوم، والبحرينية حلا ترك، والنجم السعودي عبد المحسن النمر.

رحلة إنسانية

يضاف لذلك، الفيلم الوثائقي «Anne Everlasting» الذي يستكشف عمق الروابط الإنسانية، ويقدم رؤى حول التجارب البشرية المشتركة؛ إذ تدور قصته حول المسنّة آن لوريمور التي تقرر مع بلوغها عامها الـ89، أن تتسلق جبل كليمنجارو وتستعيد لقبها كأكبر شخص يتسلق الجبل، ويروي هذا الفيلم الوثائقي رحلة صمودها والتحديات التي واجهتها في حياتها.

وخلال المؤتمر الصحافي، أكد حسين فخري الرئيس التنفيذي التجاري والمنتج التنفيذي بـ«استديوهات كتارا»، الالتزام بتقديم محتوى ذي تأثير عالمي، قائلاً: «ملتزمون بتحفيز الإبداع العربي وتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب، هذه المشاريع هي خطوة مهمة نحو تقديم قصص تنبض بالحياة وتصل إلى جمهور عالمي، ونحن فخورون بعرض أعمالنا لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي؛ مما يعكس رؤيتنا في تشكيل مستقبل المحتوى العربي في المنطقة».