مشجعو غالاكسي يرون أن بيكام لا يستحق تمثالاً في النادي

قائد المنتخب الإنجليزي السابق تلقى تكريماً من النادي الأميركي تزامناً مع تجاهل لاعبين أمثال روبي كين ودونوفان

بيكام بجوار تمثاله في ملعب «إل إيه غالاكسي» الأميركي
بيكام بجوار تمثاله في ملعب «إل إيه غالاكسي» الأميركي
TT

مشجعو غالاكسي يرون أن بيكام لا يستحق تمثالاً في النادي

بيكام بجوار تمثاله في ملعب «إل إيه غالاكسي» الأميركي
بيكام بجوار تمثاله في ملعب «إل إيه غالاكسي» الأميركي

ليس من السهل أبداً حسم قرار بشأن تشييد تمثال لشخص ما. وتختلف أنواع التماثيل، فهناك النمطي الاحتفالي، مثل تمثال النجم الفرنسي تييري هنري وهو يصوّب الكرة بكاحله أمام استاد الإمارات معقل نادي آرسنال الإنجليزي في لندن. وهناك التمثال الذي يصوّر صاحبه وهو عاقد الذراعين ويحدق في الفراغ والذي عادةً ما يُخصص للمدربين مثل تمثال السير أليكس فيرغسون خارج استاد أولد ترافورد معقل نادي مانشستر يونايتد. أما التمثال النصفي فيبدو خياراً أكثر أمناً، وإن كان نجم البرتغال كريستيانو رونالدو قد يكون له قول مخالف في هذا الأمر.
من ناحيته، سعى نادي «إل إيه غالاكسي» الأميركي لتشييد تمثال لنجمه الإنجليزي السابق ديفيد بيكام يصور مشهداً له داخل الملعب، وجرى كشف النقاب عنه قبل المباراة الافتتاحية لموسم 2019 أمام شيكاغو فاير السبت الماضي. بالنسبة إلى من هم في الخارج، يبدو مشهد وجود تمثال لبيكام خارج استاد أميركي مناسباً تماماً، فهو على أي حال واحد من أهم اللاعبين في تاريخ كرة القدم في أميركا الشمالية. وقد قوبل انتقاله من ريال مدريد إلى غالاكسي في كاليفورنيا عام 2007، وبمبرر قوي، باعتباره لحظة تاريخية في مسيرة تطور بطولة الدوري الأميركي. وشكلت تلك اللحظة بداية منحنى صعود حمل رياضة كرة القدم في كندا والولايات المتحدة الأميركية إلى مستوى جديد تماماً.
إلا أنه إذا كان سيصبح لبيكام تمثال في الولايات المتحدة، فإنه بالتأكيد ينبغي تشييده خارج مقر رئاسة مسؤولي بطولة الدوري الأميركي أو داخل مكتب دون غاربر، وليس خارج استاد «إل إيه غالاكسي». في الواقع، إذا كان النادي قد عقد العزم على تشييد تمثال لبيكام، فإنه ربما كان عليه اختيار مشهد لاعب خط الوسط وهو يواجه الجماهير الغاضبة التي ترفع لافتات عليها عبارات «عُد إلى وطنك أيها المحتال» أو «لاعب بدوام جزئي»، وذلك لأن هذه هي الصورة التي لا يزال الكثيرون يتذكرون بهاالفترة التي قضاها بيكام في لوس أنجليس.
بطبيعة الحال، لا يعكس هذا المشهد بشكل كامل مجمل الفترة التي قضاها بيكام في صفوف «إل إيه غالاكسي» كلاعب، فقد انتهى به الحال كبطل في صفوف ناديه الأميركي، وفاز ببطولة الدوري قبل أن ينتقل إلى محطته الأخيرة في باريس سان جيرمان نهاية عام 2012، وبعد إثارة الكثير من التساؤلات حول مدى التزامه، أو بالأحرى عدم التزامه، في وقت مبكر من فترة مشاركته في صفوف «إل إيه غالاكسي»، نجح بيكام أخيراً في الخروج من النادي تاركاً خلفه صورة طيبة.
ومع هذا، هل يكفي ذلك لتشييد تمثال له؟ في الواقع، أثارت مسألة تشييد هذا التمثال جدلاً كبيراً حول حقيقة تاريخ بيكام داخل «إل إيه غالاكسي» وما إذا كانت شخصيات أسطورية أخرى أسهمت في مسيرة النادي كان ينبغي تقديرها والاحتفاء بها قبل النجم الإنجليزي.
على سبيل المثال، دعونا ننظر إلى كوبي جونز، فقد شارك مع النادي الأميركي في أكثر من 300 مباراة وأنهى مسيرته مع النادي بإجمالي أهداف بلغ 70 هدفاً -حصيلة كبيرة بالنسبة إلى لاعب خط وسط. أيضاً، قاد جونز الفريق في أول بطولة دوري أميركي يحصل عليها عام 2002، بل فاز بكأس دوري أبطال الكونكاكاف عام 2000، في إنجاز لم يكن قد سبق «إل إيه غالاكسي» إليه أيٌّ من أندية أميركا الشمالية.
وهناك كذلك لاندون دونوفان الذي يعد أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم الأميركية والذي قضى سنوات ذروته هو الآخر في «إل إيه غالاكسي» وفاز مع النادي بأربع كؤوس للدوري الأميركي، وبطولتي سبورترز شيلدز وبطولة واحدة للكأس المفتوحة، وفي خضم ذلك أحرز أكثر من 100 هدف. كما أن علاقته بمجتمع الكرة داخل كاليفورنيا كانت أكثر قرباً ومتانة بكثير من بيكام.
وحتى إذا قرر «إل إيه غالاكسي» على نحو حاسم تشييد تمثال للاعب أجنبي شارك في صفوفه، فإنه كان بمقدوره اختيار روبي كين، بدلاً عن بيكام. جدير بالذكر أن اللاعب الآيرلندي سجل 104 أهداف خلال 165 مباراة فقط مع النادي الأميركي، وشارك في الفوز بثلاثة بطولات للدوري الممتاز في غضون خمس سنوات ونجح في الفوز بقلوب جماهير النادي عبر رغبته القوية في خدمة النادي والتزامه تجاه فريقه. وقد جسد كين أكثر من بيكام العصر الذهبي لغالاكسي.
في هذا الصدد، تساءل جاريد دوبوا، أحد مشجعي «إل إيه غالاكسي»: «لماذا نكرّم لاعباً رغم كونه عنصراً قيماً في فريقنا، فإنه رغب في الرحيل في كل فرصة سنحت أمامه؟ وكي أكون أميناً، يستحق بروس أرينا تمثالاً قبل بيكام لأن البعض قد يدفع بحجة مفادها أن بيكام لم يتمكن من النجاح داخل (إل إيه غالاكسي) حتى قدوم بروس».
من ناحية أخرى، يبدو من الممكن تماماً في إطار اتفاق حول اسم الاستاد الجديد، أن مؤسسة «ديغنيتي هيلث» كان لها قول في ترشيح بيكام لتشييد تمثال له. والملاحظ أن اللاعب البالغ 43 عاماً ورغم اعتزاله لا يزال محط كثير من الأنظار ولا يزال يتصدر العناوين. وبالتأكيد ثمة قيمة على صعيد العلاقات العامة وراء تشييد تمثال من البرونز لبيكام. وقال دوبوا عن ذلك: «لديّ شعور أن (إل إيه غالاكسي) يخوض حالياً معركة لجذب الاهتمام في مواجهة نادي لوس أنجليس. ويبدو التاريخ الأمر الوحيد الذي يتعذر على لوس أنجليس منافسة غالاكسي فيه. وعليه، قرر غالاكسي تأكيد عنصر التاريخ في استراتيجيته التسويقية، وهو قرار ذكي بالتأكيد».
من جهته، أكد «إل إيه غالاكسي» أن تمثال بيكام مجرد العنصر الأول في مجمع جديد أطلق عليه «ليجيندس بلازا» (برج الأساطير)، في ظل وجود خطط لإضافة مزيد من التماثيل.
ومع هذا، تظل الحقيقة أن اختيار بيكام على وجه التحديد للاحتفاء به قبل جميع اللاعبين المتميزين الآخرين يعد بمثابة شهادة بالمكانة الرفيعة التي يحظى بها داخل النادي الأميركي والتي على ما يبدو لا تروق للكثيرين. وحتى هذه اللحظة، تختلف الآراء حول قيمة بيكام الحقيقية كلاعب في صفوف الفريق، لكن يبدو أن غالبية الآراء تتفق على أن ثمة لاعبين آخرين.


مقالات ذات صلة

الدوري الإيطالي: ديبالا يعيد روما لطريق الانتصارات

رياضة عالمية سجل ديبالا هدف روما في الدقيقة 20 ونجح الفريق في الحفاظ على تقدمه (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: ديبالا يعيد روما لطريق الانتصارات

سجل باولو ديبالا هدفا في الشوط الأول قاد به روما للفوز 1-صفر على تورينو الخميس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم ليستعيد روما بذلك مذاق الانتصارات.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة سعودية بنزيمة سيغيب عن ديربي جدة بسبب الإصابة (الاتحاد)

بنزيمة وديميرال خارج قائمة الديربي

فضّل الفرنسي لوران بلان، مدرب الاتحاد، إراحة مواطنه كريم بنزيمة، هداف الفريق، عن المشاركة في الديربي أمام الأهلي، وذلك بسبب معاناة المهاجم من إصابة.

علي العمري (جدة)
رياضة عالمية الاتحاد الإسباني أجّل مباريات عدة في الدور الأول من كأس ملك إسبانيا هذا الأسبوع (أ.ف.ب)

الفيضانات تؤجل مباراة فالنسيا وريال مدريد

أُجلت مباراة ريال مدريد ومضيفه فالنسيا، التي كانت مقررة السبت، في المرحلة 12 من الدوري الإسباني لكرة القدم، بسبب الفيضانات التي ضربت المنطقة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (أ.ف.ب)

أرتيتا: الحماس سبب تأهل آرسنال إلى ربع النهائي

أعرب ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي لكرة القدم، عن سعادته بسلوك لاعبيه بعدما تأهل الفريق لدور الثمانية بكأس رابطة الأندية الإنجليزية بسهولة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم (ا.ف.ب)

مانشستر يونايتد يتأهب لإعلان تعاقده مع أموريم

من المتوقع أن يتم تأكيد تعيين البرتغالي روبن أموريم مديراً فنياً جديداً لمانشستر يونايتد، الخميس، بعد أن توصّل النادي الإنجليزي إلى اتفاق مع سبورتنغ لشبونة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.