تجدد الاحتجاجات في تحدٍ لإعلان الطوارئ

البشير يعيّن محافظاً جديداً للبنك المركزي السوداني

تجدد الاحتجاجات في تحدٍ لإعلان الطوارئ
TT

تجدد الاحتجاجات في تحدٍ لإعلان الطوارئ

تجدد الاحتجاجات في تحدٍ لإعلان الطوارئ

قالت رئاسة الجمهورية السودانية، في بيان، أمس (الأربعاء)، إن الرئيس عمر البشير أقال محافظ البنك المركزي محمد الزبير. وقال البيان الذي أوردته «رويترز» إن البشير عيّن حسين يحيي جنقول، نائب الزبير، في منصب محافظ البنك المركزي.
وجاء ذلك في وقت أعلن تحالف قوى الحرية والتغيير عن موجة جديدة من المظاهرات، دعا إليها المواطنين، ضمن البرمجة الأسبوعية للاحتجاجات التي درج على تنظيمها كل خميس منذ قرابة الثلاثة أشهر. وفي غضون ذلك كون المجلس الوطني السوداني (البرلمان) لجنة تشريعية لدراسة مشروع إعلان الطوارئ، الذي وضعته الحكومة أمام البرلمان للإجازة. وينتظر أن تقدم اللجنة تقريرها للبرلمان الاثنين المقبل.
ودعا تجمع المهنيين السودانيين وقوى تحالف الحرية والتغيير، إلى تنظيم احتجاجات ومواكب في أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة الخرطوم، وفقاً لجدول التظاهر الأسبوعي الذي درج على تنظيمه منذ توليه تنظيم وتنسيق الاحتجاجات السودانية.
وتعد مواكب الخميس، تتويجاً لاحتجاجات ومظاهرات متفرقة درج التجمع على تنظيمها منذ أكثر من شهرين، وتلقى تأييداً واسعاً من المواطنين، وخاصة شرائح الشباب والنساء. وكان موكب الخميس الماضي الذي نظم تحدياً لإعلان حالة الطوارئ في البلاد، الأكبر منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وحكومته في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وبحسب الدعوة تنطلق المواكب في الواحدة ظهراً في أكثر من تسعة مواقع في الخرطوم، إضافة إلى مواكب في كل من أم درمان والخرطوم بحري، ومدن أخرى.
وقال التجمع في صفحته على «فيسبوك» أمس، إن مواكب اليوم تتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، وتنظم تحت شعار «إحياء نضالات المرأة السودانية»، وتتخذ من القيادية النسوية الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم «أيقونة للموكب»، وذلك عرفاناً بالدور الكبير الذي قامت به النساء السودانيات في طوال التاريخ الوطني، وعلى وجه الخصوص دورهن في «انتفاضة ديسمبر (كانون الأول)»، ومشاركتهن الفاعلة في الاحتجاجات التي تنتظم في البلاد طوال ثلاثة أشهر.
وعلى الرغم من إعلان الرئيس عمر البشير حالة الطوارئ في البلاد 22 فبراير (شباط) الماضي، وإصدار المحاكم لعقوبات مشددة بالسجن تراوحت بين أسبوعين إلى خمس سنوات ضد متظاهرين، فإن المحتجين أعلنوا «تحديهم» لأحكام الطوارئ، واعتبروها امتداداً للعسف الذي يواجه به النظام المواطنين، وقال محتج شاب: «لن نخشى السجن، مثلما لم نخش الرصاص والتعذيب، وسنتظاهر ودعهم يسجنوا كل شباب السودان».
وتمنع أوامر الطوارئ التجمع والتظاهر والاعتصام والإضراب، وتفرض عقوبات مشددة على مخالفيها، وتمنح سلطات الأمن والشرطة والجيش سلطات واسعة في التعامل مع المواطنين، وتتيح لهم الحصانات، وحدد القانون عقوبات لا تزيد على السجن عشر سنوات وغرامة لمخالفي أوامر الطوارئ.
من جهته، قال وزير العدل محمد أحمد سالم، إنه أودع البرلمان «قانون إعلان حالة الطوارئ» لمدة عام بالبلاد، وفقا للمرسوم الدستوري الذي أصدره الرئيس البشير، ويحمل الرقم 6 لعام 2019. والقصد منه حماية البلاد من خطر الانهيار، ووقف تهريب السلع المدعومة، والذهب والمحاصيل الزراعية، والمضاربات في العملات والتحايل على عوائد الصادرات، إضافة إلى محاربة الفساد المالي والإداري واستغلال الوظيفة العامة.
بدوره، شكل رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر لجنة لدراسة القانون، لتقدم تقريرها النهائي للهيئة التشريعية يوم الاثنين المقبل، فيما شدد سالم في خطابه للبرلمان على عدم استخدام القوة المفرطة مع المحتجين والمتظاهرين، مؤكداً أن إعلان حالة الطوارئ إجراء وطني وقائي و«ليس الغاية منه أن يكون سيفاً مسلطاً على الشعب، بل يهدف لحماية البنية الاقتصادية للدولة من الانهيار ومحاربة الفساد».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.