آل جابر: سننقل اليمن من الحرب إلى السلام بالبناء والتنمية

السفير آل جابر خلال محاضرته أمس بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض عن الوضع في اليمن («الشرق الأوسط»)
السفير آل جابر خلال محاضرته أمس بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض عن الوضع في اليمن («الشرق الأوسط»)
TT

آل جابر: سننقل اليمن من الحرب إلى السلام بالبناء والتنمية

السفير آل جابر خلال محاضرته أمس بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض عن الوضع في اليمن («الشرق الأوسط»)
السفير آل جابر خلال محاضرته أمس بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض عن الوضع في اليمن («الشرق الأوسط»)

أكد محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، أن بلاده أنشأت البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لنقله من حالة الحرب إلى السلام وبناء الدولة بقدراتها المختلفة عبر الإعمار والتنمية ومكافحة الإرهاب والتمرد والطائفية.
وشدد آل جابر على أن بلاده جادة في إحلال الأمن والاستقرار في اليمن ومنع وجود «حزب الله» يمني يهدد اليمنيين ودول الجوار والعالم، وقال خلال محاضرة ألقاها، أمس، بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في الرياض: «أكبر تحد اليوم يواجه اليمن هو الميليشيات الحوثية التي سيطرت على الدولة ودمرت منظومتها، الحوثي يريد جلب النموذج الإيراني، وأن ينصب خميني في اليمن؛ هو عبد الملك الحوثي، ورئيس وزراء يمنيا تابعا للإمام، وهذا ما لم ولن يقبله اليمنيون».
وأضاف آل جابر أن «الحوثي لا يؤمن إلا بقوة السلاح، وهدفنا إعادته لرشده والعودة لطاولة الحوار وأن يكون أحد عناصر الدولة اليمنية، اليمنيون لن تحكمهم القوة بل الحكمة والحوار والنقاش الإيجابي الفعال».
ووفقاً لآل جابر، فإن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ما زال في بدايته وسوف يعزز ويبني قدراته وتتوسع أعماله في اليمن خلال الفترة القادمة، وتابع: «لا يمكن أن ننتشل اليمن بمفردنا... هناك حكومة يمنية، مجتمع دولي، البنك الدولي، البنك الإسلامي، الجميع سيشارك، نحن الآن نعمل مع الحكومة اليمنية ومؤسسات الدولة وهناك ضعف قديم في بينونة الدولة وهي متراكمة ونعمل مع الحكومة على مساعدتهم ويقومون بجهد كبير، كذلك نعمل مع المحافظين والوكالات الفنية في المحافظات وزيادة قدرات الدولة على زيادة استيعاب أموال المانحين». إلا أن السفير السعودي تحدث عن مشكلة يواجهها المانحون لليمن تتمثل في عدم قدرتهم على صرف الأموال في المشروعات التنموية لعدم قدرة الحكومة اليمنية على صرفها، وقال: «المانحون يواجهون مشكلة في الشفافية والقدرة الاستيعابية على صرف هذه الأموال، لم تتمكن الحكومات اليمنية منذ عام 2006 من صرفها أو استخدامها، استخدمت بعضها في دعم المشتقات والبنك المركزي والسبب عدم قدرة الحكومات على صرفها».
وأشار محمد آل جابر إلى أن اليمن أكبر دولة يوجد بها نحو 61 في المائة من التحويلات المالية المقدرة بـ4 مليارات دولار تصل إلى اليمن من السعودية، مما يعزز الاقتصاد ويحسن الأوضاع المعيشية للسكان. وتطرق السفير كذلك إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن، والتي استخدمتها الميليشيات الحوثية ولا تزال، للضغط السياسي من خلال رفع راية مكافحة الفساد وخفض أسعار المشتقات النفطية.
وفي مواجهة الوضع الإنساني الصعب في البلاد، كشف آل جابر أن السعودية والإمارات والكويت ابتكرت خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن التي تتجاوز تقديم الدعم الإغاثي والإنساني والطبي والإيوائي (المستمرة) إلى تقديم الدعم للمنظمات الدولية لتغطي جميع مناطق اليمن، بالإضافة إلى زيادة المنافذ الجوية والبرية وتوسيع الموانئ، وتسهيل دخول الواردات لليمن وتحسين وضع الطرق، وتوفير رافعات لكل الموانئ اليمنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.