رفض، يوم الاثنين، قاضٍ أميركي طلب محامي الأميركية اليمنية هدى المثنى استعجال النظر في قضيتها لأنها تعيش في معسكر لزوجات وأرامل «داعشيين» في سوريا، وتخشى على حياتها وحياة طفلها هناك، وتريد العودة سريعاً إلى الولايات المتحدة. وكان محامو المثنى قد رفعوا قضية ضد إدارة الرئيس دونالد ترمب، بعد أن صرح هو، وصرح مسؤولون في حكومته، بأن المثنى ليست مواطنة أميركية، وأن الحكومة الأميركية لن تسمح لها بالعودة إلى الولايات المتحدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس (الثلاثاء)، قول القاضي ريغي والتون، بعد جلسة استماع في محكمة في واشنطن: «توجد كثير من التكهنات» بأن المثنى تعاني «معاناة لا يمكن إصلاحها»، إذا بقيت في معسكر سوريا مدة طويلة، لكن «تظل الإجراءات القضائية تسير مسراها». وكان المحامي تشارلز سويفت قد قال: «لا يوجد شك في أنها تعاني كثيراً، ما بقيت في هذا المخيم... ويمكن أن يقبض عليها الداعشيون مرة أخرى، أو يقتلوها، أو تفقد القدرة على العودة إلى الولايات المتحدة». لكن، في الجانب الآخر، قال ممثل وزارة العدل سكوت ستيوارت: «لا يوجد ما يدل على أنها في خطر وشيك. ويجب اتباع الإجراءات القانونية العادية التي يمكن أن تستمر عدة أشهر، وتنطبق على كثير من الناس».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس (الثلاثاء)، قول سويفت، محامي المثنى، إن القاضي، رغم رفض طلب الاستعجال أبدى «ما يمكن أن يفسر بأنه، في نهاية المطاف، سيحكم بأن موكلتي أميركية ولدت في أميركا». ورفع المحامي القضية الرئيسية ضد إدارة الرئيس ترمب في الشهر الماضي. وكان المحامي ذاته قد دافع عن معتقلي سجن غوانتانامو، وتقاعد بعد أن عمل قانونياً مع قوات المارينز، وهو الآن مدير مركز القانون الدستوري للمسلمين في أميركا (سي إل سي إم إيه). وفي ذلك الوقت، غرد ترمب، في صفحته في «تويتر»، بأنه أمر بعدم إعادة المثنى (24 عاماً) التي كانت قد هربت قبل 4 سنوات من عائلتها في مونتغمري (ولاية ألاباما) إلى سوريا، حيث تزوجها أكثر من «داعشي»، وأنجبت طفلاً.
ورفع سويفت القضية بالنيابة عن أحمد على المثنى، والد هدى المثنى، الذي كان دبلوماسياً يمثل وطنه (اليمن) في نيويورك، حيث ولدت هدى، وتقاعد الآن في ولاية ألاباما. وفي ذلك الوقت، قالت صحيفة «واشنطن بوست»: «تثير حالات ما يسمى (عروس داعش) أسئلة معقدة حول العلاقة بين الإرهاب وغسل المخ، وأيضاً حول الحقوق الدستورية لكل (عروسة) عندما تريد أن تعود إلى وطنها».
وفي يوم تغريدة ترمب عن الأميركية اليمنية نفسه، قال مايك بومبيو وزير الخارجية إنها ليست مواطنة أميركية، رغم أنها ولدت في نيويورك، حيث كان والدها دبلوماسياً، ولا يحق لأبناء وبنات الدبلوماسيين الذين يولدون في الولايات المتحدة الحصول تلقائياً على الجنسية الأميركية، كما قال.
وفي ذلك الوقت، قال محامٍ آخر يمثل المثنى، حسن شبلي، إن موكلته «نادمة حقاً» على قرارها السفر إلى سوريا، وأضاف: «لا أعرف ما إذا كان هناك كثير من الأميركيين الذين يكرهون (داعش) في الوقت الحالي مثلما تفعل هدى».
وفي بيانه، قال وزير الخارجية الأميركية بومبيو أن المثنى «ليست مواطنة أميركية، ولن يسمح لها بدخول الولايات المتحدة»، وأضاف: «ليس لديها أي أساس قانوني، وليس لديها جواز سفر أميركي صالح، بل لا يحق لها أن تنال جواز سفر أميركي، ولن تحصل على أي تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة». لكن شبلي، محامي المثنى، رد بتغريده فيها صورة شهادة ميلادها، وفيها أنها ولدت في هاكنساك (ولاية نيوجيرسي)، من ضواحي مدينة نيويورك، في عام 1994. وأيضاً نشر المحامي وثيقة من عام 2004 من بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، تشهد بأن والد المثنى كان يعمل دبلوماسياً حتى الأول من سبتمبر (أيلول) عام 1994، قبل شهر من ميلاد ابنته هذه. ووفقاً لقانون إدارة الجنسية والهجرة الأميركية، لا يخضع الطفل المولود في الولايات المتحدة لدبلوماسي أجنبي معتمد للولاية القضائية الأميركية. وبالتالي، فهو غير مؤهل للحصول على الجنسية بموجب التعديل الرابع عشر الذي يمنحها لكل من ولد في الولايات المتحدة. لكن المحامي شبلي قال إن المثنى كانت تحمل جواز سفر أميركياً، وهي مواطنة أميركية. واتهم إدارة ترمب بمحاولة «تجريد مواطنة أميركية من جنسيتها بشكل خاطئ».
قاضٍ أميركي يرفض استعجال إعادة أرملة «داعشي»
محاميها متفائل بحكم يؤيدها
قاضٍ أميركي يرفض استعجال إعادة أرملة «داعشي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة