«الاتحادية» تنتصر للحلبوسي ضد مرشح علاوي لوزارة الدفاع العراقية

قضت بسلامة إجراءات الجلسة البرلمانية التي أخفق فيها الجربا

TT

«الاتحادية» تنتصر للحلبوسي ضد مرشح علاوي لوزارة الدفاع العراقية

بعد أقل من أسبوع على الأمر الولائي الذي أصدرته المحكمة الاتحادية في العراق بإيقاف إجراءات التصويت على أي مرشح لوزارة الدفاع لحين حسم دعوى مرشح كتلة الوطنية فيصل الجربا ضد رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، أصدرت المحكمة أمس قرارا بإلغاء الأمر ورد دعوى الطعن.
وقال المتحدث الرسمي باسم المحكمة إياس الساموك في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «المحكمة الاتحادية العليا عقدت جلستها برئاسة القاضي مدحت المحمود وحضور القضاة الأعضاء كافة، ونظرت في دعوى فيصل فنر فيصل الجربا للطعن بجلسة التصويت عليه وزيراً للدفاع والتي انعقدت يوم 24 - 12 - 2018». وأضاف أن «المحكمة وجدت أن المدعي أسس دعواه على دليلين: الأول محضر الجلسة المطعون بإجراءاتها، حيث تبين أن المحضر ليس فيه من دليل خلاف ما دفع به المدعى عليه رئيس مجلس النواب - إضافة لوظيفته». وأشار، إلى أن «المحكمة الاتحادية العليا ذكرت أن الدليل الثاني وهو القرص المدمج لوقائع الجلسة الذي تمت إحالته إلى خبراء من ذوي الاختصاص بطلب من المدعي، حيث أوردوا في تقريرهم أن ما عرضته الكاميرا لم يكن شاملاً بجميع تفاصيل الجلسة، لا سيما في الصفوف الخلفية». وأوضح أن «المحكمة أوردت أن الخبراء ذكروا في تقريرهم عدد الحضور بـ(259) نائباً من الجالسين و12 من الواقفين، وأن الذين صوتوا برفع الأيدي لصالح المدعي كما ظهر في الصور هم (44) نائباً». واستطرد الساموك أن «المحكمة الاتحادية العليا وفقاً للأعداد التي أوردها تقرير الخبراء ذكرت أن الأغلبية التي نص عليها الدستور قد أصبحت غير متحققة»، مبينا أن «المدعي قدم طعوناً أخرى تتعلق بإجراءات رئيس مجلس النواب وقال المدعي إنها تخالف النظام الداخلي، حيث ردت المحكمة هذه الطعون، وأكدت أنها أمور تنظيمية رسم القانون طريقاً للطعن فيها غير المحكمة الاتحادية العليا».
المتحدث الرسمي باسم المحكمة أكد أن «المحكمة الاتحادية العليا ردت الدعوى لعدم استنادها إلى سند من الدستور، كما ألغت الأمر الولائي الذي أصدرته في السابق بوقف إجراءات التصويت على منصب وزير الدفاع كون الدعوى قد حسمت».
من جهته، أكد كاظم الشمري رئيس كتلة ائتلاف الوطنية في البرلمان العراقي والتي يتزعمها إياد علاوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «طالما تم رد الدعوى فلم يعد ممكنا الإبقاء على الأمر الولائي الخاص بذلك». وفيما إذا كان لدى كتلة الوطنية مرشح بديل للجربا، قال الشمري «نعم لدينا مرشح بديل وسيتم طرحه للتصويت». وبشأن عدد الأصوات التي قالت المحكمة الاتحادية إن الجربا حصل عليها وهي 44 صوتا فقط بخلاف ما ادعاه الجربا، قال الشمري إن «هذا الرقم غير صحيح، حيث إنه يمثل الجهة الوسطى فقط».
في السياق نفسه، أكد عبد الله الخربيط، عضو البرلمان عن المحور الوطني الذي ينتمي إليه الحلبوسي، لـ«الشرق الأوسط» أنه «الاجتماع الأخير لزعامات وقادة الكتل السياسية الذي عقد في قصر السلام الأسبوع الماضي تم توجيه اللوم والنقد للمحكمة الاتحادية لوجود تناقض وتغيير في الآراء لديها (في إشارة إلى قرارها بصدور أمر ولائي ومن ثم تم إلغاؤه) حيث إن الجربا لم يحصل على ما يكفي من الأصوات وتم جمع الأصوات مرة أخرى من خلال مراجعة التصويت، وبالتالي لم يتمكن من الحصول على الأغلبية علما بأنني شخصيا صوتت للجربا برغم انتمائي إلى كتلة أخرى». وأضاف الخربيط أن «الجربا لو كان جاء عن طريق أي بوابة أخرى غير بوابة إياد علاوي لكان الآن وزيرا للدفاع»، كاشفا عن «وجود قرار سني جماعي بعدم الاستجابة لما يأتي عن طريق علاوي». وتعد قرارات المحكمة الاتحادية باتة ولا يجوز الطعن بها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.