السعودية: ارتفاع نسبة تملك المساكن إلى 60 % مؤشر على فاعلية الخيارات السكنية

طرح وترسية أكثر من عشرين مخططاً سكنياً لتوفير أكثر من 32 ألف قطعة أرض

ارتفاع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى 60.49 في المائة، يؤكد على جدوى وتأثير البرامج السكنية التي تنفذها الوزارة حاليا
ارتفاع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى 60.49 في المائة، يؤكد على جدوى وتأثير البرامج السكنية التي تنفذها الوزارة حاليا
TT

السعودية: ارتفاع نسبة تملك المساكن إلى 60 % مؤشر على فاعلية الخيارات السكنية

ارتفاع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى 60.49 في المائة، يؤكد على جدوى وتأثير البرامج السكنية التي تنفذها الوزارة حاليا
ارتفاع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى 60.49 في المائة، يؤكد على جدوى وتأثير البرامج السكنية التي تنفذها الوزارة حاليا

أكد عدد من المختصين العقاريين أن ارتفاع نسبة مساكن السعوديين المملوكة إلى 60.49 في المائة، مؤشر على فاعلية الخيارات والحلول السكنية التي ظلت تطرحها وزارة الإسكان والتي أصبحت أكثر جاذبية مع مرور الوقت لكثير من الأفراد الذين يرغبون في الاستفادة من الخيارات المتاحة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تحرص فيه وزارة الإسكان السعودية على تقديم حلول عملية ومرنة أسهمت بصورة عامة في وضع الأسعار في سقف مناسب لكثير من الشرائح مما ارتفع بدوره بمعدلات التملك والبناء الذاتي في مختلف المناطق.
وقال الدكتور عبد الله المغلوث المختص العقاري إن وزارة الإسكان استطاعت خلال الفترة الماضية طرح حزمة من الحلول المعقولة التي تم وضعها بناء على دراسة لأوضاع المواطنين والسوق العقارية، مضيفا أن نسبة مساكن السعوديين المملوكة وصلت إلى 60.49 في المائة، وذلك مؤشر على فاعلية الخيارات والحلول السكنية التي ظلت تطرحها وزارة الإسكان والتي أصبحت أكثر جاذبية مع مرور الوقت لكثير من المواطنين الذين أصبحوا يرغبون في الاستفادة من الخيارات المتاحة، وأضاف المغلوث أنه تم طرح وترسية أكثر من عشرين مخططا سكنيا لتوفير أكثر من 32 ألف قطعة أرض بسهولة ويسر من خلال التواصل المباشر مع الوزارة، وهذا تطور لافت في حسم المشكلة السكنية، بالنسبة للراغبين في البناء الذاتي.
وأشار إلى أن طبيعة الحلول المرنة التي توفرها الوزارة رفعت الطلب على منازل المشاريع السكنية تحت الإنشاء والبيع على الخارطة خلال العامين الماضيين، وذلك ما نلاحظه بالفعل من خلال نسب الحجز الكبيرة بطرف الوزارة، ولا يزال هناك مزيد من الفرص والخيارات التي تتيح للكثيرين امتلاك الأراضي للبناء وفقا لخياراتهم وخططهم.
وأضاف «هذا هو المطلوب أن تتوفر البنية الأساسية للتملك، وأن تكون هناك مخططات قابلة لأن تكون بيئات سكنية مناسبة لمن يبحثون عن مساكن، وهذا أمر نجحت فيه الوزارة بامتياز حتى الآن، حيث انعكس في الأرقام والإحصائيات الصادرة حديثا والتي أشارت إلى أنه مقارنة بالعام 2017 فإن الوضع خلال النصف الأول من العام 2018. تحسن نسبيا حيث بلغت نسبة الشقق 43.8 في المائة والفلل 29.4 في المائة والمنزل الشعبي 18.4 في المائة والدور في فيلا 7.7 في المائة».

تحقيق الهدف السكني
من جهته، قال المختص العقاري خالد بارشيد، إن أداء وزارة الإسكان الحالي تفاعلي إلى حد كبير ويستجيب لمقتضيات التطور وتطوير منظومة البناء وتوفير المنتجات التي تتسم بالتعدد حتى يمكن لكل مواطن أن يحوز الخيار الذي يناسبه، مؤكدا أن ارتفاع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى 60.49 في المائة، يؤكد على جدوى وتأثير البرامج السكنية التي تنفذها الوزارة حاليا، وهي من التنوع بما يجعل فرص التملك أكبر إذ أن إجمالي عدد المساكن المشغولة بأسر سعودية بلغ نحو 3.59 مليون مسكن حتى نهاية النصف الأول من العام 2018م، مقابل نحو 3.50 مليون مسكن في العام 2017م بارتفاع 2.6 في المائة، وذلك يعطينا قراءة إيجابية لتطور الوضع السكني إلى الأفضل خلال فترة وجيزة.
وأضاف بارشيد أن الغاية النهائية هي ارتفاع نسبة التملك ووصولها إلى سقف الـ60 في المائة يعتبر دليلا على نجاح المشاريع السكنية ودور القطاع العقاري في تنفيذ برامج الدولة في هذا المجال، مشددا على أن وفرة المخططات وتهيئتها وتوفير البنية التحتية الخدمية لها يعجل بالبناء وتملك الوحدات السكنية، وللوزارة الآن نحو الأربعين مخططا سكنيا تحوي أكثر من سبعين ألف قطعة سكنية في مختلف مناطق البلاد، وذلك كفيل بالذهاب بعيدا في تحقيق الهدف السكني على المدى الطويل.
وأوضح أن الخيارات والحلول السكنية التي تطرحها وزارة الإسكان أصبحت أكثر جاذبية مع مرور الوقت لكثير من المواطنين الذين أصبحوا يرغبون في الاستفادة من الخيارات المتاحة، خاصة مع حرص الوزارة على تقديم حلول عملية ومرنة أسهمت بصورة عامة في وضع الأسعار في سقف مناسب لكثير من الشرائح مما ارتفع بدوره بمعدلات التملك والبناء الذاتي، وهذا مطلوب بوجود وحدات سكنية وأراض وبيئات سكنية يمكن التملك فيها بأسعار مناسبة بعيدا من الضغوط التمويلية.
يشار إلى أن بيانات إحصاءات المساكن الصادرة أخيرا عن الهيئة العامة للإحصاء عززت جهود الوزارة وآليات عملها في تطوير برامجها السكنية في مختلف المناطق، مع تعدد الخيارات والتي برزت في نسب الوحدات التي تملكها المواطنون، حيث إن 29.4 في المائة من المساكن المشغولة بالأسر السعودية هي عبارة عن فلل، فيما تبلغ نسبة الشقق 43.8 في المائة.
وبحسب المعلومات الصادرة فإن هناك تزايدا بالفعل في طلب الوحدات السكنية التي تعرضها الوزارة عبر مشاريع برنامج سكني، التي تتوفر بها جميع الخدمات الأساسية ما يجعلها بيئات سكنية متميزة في المستقبل وأكثر حيوية، وانعكس ذلك بدوره في البيانات الإحصائية الأخيرة التي كشفت أن إجمالي عدد المساكن المشغولة بأسر سعودية بلغ نحو 3.59 مليون مسكن حتى نهاية النصف الأول من العام 2018م، مقابل نحو 3.50 مليون مسكن في العام 2017 بارتفاع 2.6 في المائة.


مقالات ذات صلة

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في مؤتمر «كوب 16» في اختتام أعماله (واس)

«كوب 16» يختتم أعماله بالموافقة على 35 قراراً لتعزيز جهود مكافحة التصحر

أنتج مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) الذي عقد في الرياض، 35 قراراً حول مواضيع محورية.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»