{طالبان} تستولي على مديرية جديدة في الشمال الأفغاني

عناصر من حركة طالبان بعد استسلامهم في ولاية بدخشان أول من أمس (إ.ب.أ)
عناصر من حركة طالبان بعد استسلامهم في ولاية بدخشان أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

{طالبان} تستولي على مديرية جديدة في الشمال الأفغاني

عناصر من حركة طالبان بعد استسلامهم في ولاية بدخشان أول من أمس (إ.ب.أ)
عناصر من حركة طالبان بعد استسلامهم في ولاية بدخشان أول من أمس (إ.ب.أ)

أعلنت طالبان في بيان عن حصيلة العمليات والمواجهات التي تمت في مديرية سنغ تشرك بولاية ساريبول شمال أفغانستان، بالقول إن قواتها تصدت لقافلة عسكرية حكومية مما أجبر القافلة العسكرية على التقهقر والرجوع عن المنطقة، وإن 33 من قوات الحكومة قتلوا، فيما أصيب 44 آخرون في المعارك الدائرة بالمنطقة منذ أيام عدة، كما أشار بيان طالبان إلى استيلاء قوات الحركة على 5 دبابات حكومية وعدد من العربات والأسلحة المتوسطة.
ونقلت وكالة «باجهواك» الأفغانية عن مصادر رسمية قولها إن قوات طالبان اجتاحت منطقة غاجواي بمديرية سنغ تشرك في ولاية ساريبول الشمالية، ليل الأحد. ونقلت الوكالة عن أسد الله خرم، عضو المجلس الإقليمي للولاية، قوله إن قوات طالبان اجتاحت منطقة غاجواي بعد معركة قصيرة مع القوات الحكومية في المنطقة، وإن قوات طالبان تقدمت نحو منطقة المسجد الأخضر حيث تعيش 5 آلاف عائلة، وأشار أسد الله خرم إلى وعد من قائد الجيش ومدير الاستخبارات الأفغانية بإرسال قوات إمداد، لكن هذه القوات لم تصل. كما نقلت الوكالة عن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قوله إن منطقة المسجد الأخضر باتت تحت حصار قوات طالبان بعد إغلاق طالبان الطريق بين سنغ تشرك والمسجد الأخضر، وإن بقية المنطقة أصبحت آيلة للسقوط بيد قوات طالبان.
من جانبها، قالت الحكومة الأفغانية إن 6 من قوات طالبان؛ بينهم اثنان من القادة المحليين، لقوا مصرعهم في مواجهات بولاية فارياب شمال أفغانستان. وحسب بيان صادر عن «فيلق شاهين2» و«9» في الشمال الأفغاني، فقد تواصلت المواجهات بين قوات الحكومة وقوات طالبان في مديرية دولت آباد بولاية فارياب. وقال البيان إن مولوي جلال وملا جند الله؛ من قادة طالبان المحليين، لقيا مصرعهما في هذه المعارك، فيما جرح 4 آخرون من قوات طالبان.
ونقلت وكالة «باجهواك» الأفغانية عن مصادر حكومية بولاية قندوز أن قوات طالبان شنت هجوما في ولاية قندوز الشمالية تمكنت فيه قوات طالبان من قتل 10 من رجال الأمن الحكوميين، وجرح 7 آخرين، إضافة إلى أسرها عدداً من أفراد قوات الأمن الحكومية.
ونقلت الوكالة عن خليل قاري زاده، عضو المجلس الإقليمي في الولاية، قوله إن مسلحي طالبان هاجموا مراكز أمنية في منطقة قرغان تابا بمنطقة إمام صاحب ليل الأحد، حيث سيطروا على القرية، وقتل في الهجوم 10 من أفراد الأمن وجرح 7 آخرون، وتم أسر 7 من رجال الأمن.
وقالت «الفرقة 20» إن مسلحي طالبان هاجموا قرغان تابا من محاور عدة ليل الأحد، وإنه تم التصدي للهجوم بعد وصول تعزيزات للقوات الحكومية.
ونقلت الوكالة عن سكان محليين قولهم إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات طالبان والقوات الحكومية، فيما أكد المسؤول الإداري للمنطقة محبوب الله سعيدي سقوط قرغان تابا بيد قوات طالبان.
ونقلت الوكالة عن ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم طالبان، قوله إن قوات طالبان سيطرت على قاعدة عسكرية مهمة في المنطقة، ونقطتي تفتيش، وقتلت 18 من الميليشيات الموالية للحكومة، وأسرت 6 آخرين.
من جانبها، اتهمت حركة طالبان القوات الحكومية والأميركية بشن غارات جوية وبرية على منطقة ده ياك في ولاية غزني، ما أدى إلى تدمير كثير من المنازل للقرويين في المنطقة، في ظروف قاسية حيث الثلوج والطقس البارد، مما أجبر القرويين على البقاء في العراء. وأصدرت طالبان شريطا مصورا عن المنطقة يظهر القرويين الذين دمرت بيوتهم وهم يفترشون الثلوج وسط أجواء جوية قاسية.
وأعلن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد عن عقد لقاء بين وزير خارجية أوزبكستان والملا عبد الغني برادر؛ المفوض السياسي لحركة طالبان والمسؤول عن الوفد المفاوض في الدوحة. وأثنت أوزبكستان على مفاوضات طالبان مع المبعوث الأميركي وسعي الحركة لإيجاد حل سياسي للصراع في أفغانستان. كما وعد الوزير الأوزبكي بتقديم كل الدعم الممكن من أجل السلام في أفغانستان، واستعداد أوزبكستان للاستثمار في مشروعات اقتصادية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، وهو ما يظهر ازدياد علاقات طالبان بدول الجوار والدول المعنية بالقضية الأفغانية.
وكان الناطق باسم طالبان أصدر بياناً حول ما يجري في المفاوضات مع المبعوث الأميركي، أكدت فيه طالبان أن المفاوضات تتقدم خطوة خطوة بحرص شديد من الجانبين، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد حول النقطتين المحوريتين قيد البحث؛ وهما الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية، من أفغانستان، وتقديم طالبان ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية مجدداً منطلقاً لأي عمل ضد أي دولة. وأكد البيان على عدم التوصل إلى تفاهم أو صيغة اتفاق بين الطرفين.
وأعلن أسد الله زائري، نائب الناطق باسم «المجلس الوطني للسلام» في أفغانستان، تأجيل «لويا جركا (المجلس الكبير)» الذي من المقرر أن يحضره ألفان من الشخصيات الأفغانية تمثل جميع القبائل والولايات والشخصيات المهمة في أفغانستان، للبحث في عملية السلام في أفغانستان. وعزا زائري تأجيل الاجتماع إلى أسباب فنية بسبب تساقط الثلوج في كثير من ولايات أفغانستان، فيما قال معارضون للحكومة الأفغانية إن سبب التأجيل هو ممانعة حلفاء الحكومة الأفغانية الاستراتيجيين (أميركا وحلف الأطلسي) عقد «اللويا جركا» قبل التوصل إلى اتفاق بين المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد وممثلي طالبان في الدوحة.
وكان مقررا عقد «اللويا جركا» فيما بين 17 و20 مارس (آذار) الحالي في كابل.
من جهته، قال عارف كياني، الناطق باسم «تحالف محور الشعب»، إن «اللويا جركا» تم تأجيله مدة أسبوعين.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».