التحالف يتّهم الميليشيات باستخدام مطار صنعاء لإطلاق الصواريخ

أعلن عن تنفيذ عمليات إنزال عسكري وإنساني لدعم قبائل حجور المحاصرة

TT

التحالف يتّهم الميليشيات باستخدام مطار صنعاء لإطلاق الصواريخ

كشف المتحدث باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي، أن القوات المشتركة نفذت خلال الفترة الماضية عمليات إنزال عسكري وإنساني لدعم قبائل حجور في مديرية كشر التابعة لمحافظة حجة المحاذية للسعودية.
وقال المالكي في الإيجاز الصحافي الأسبوعي في الرياض، أمس، إن القوات المشتركة نفذت عمليات الإنزال لوقف الحصار الذي تفرضه الميليشيات الحوثية على قبائل حجور، ووفد الإمدادات التي تصل للميليشيات بما في ذلك نقل الأسلحة إلى المقاتلين في المديرية. وأوضح أن القوات المشتركة نفذت أيضاً عمليات إنزال شملت مواد غذائية وطبية لدعم وحماية المدنيين في مديرية كشر. وأشار إلى أن هناك تنسيقاً مباشراً مع مشايخ وأعيان القبائل.
وبيّن العقيد المالكي أن قبائل حجور انتقلت، بعد الدعم العملياتي الذي تلقته من التحالف، من الموقف الدفاعي إلى الهجومي، وأنها تمكنت من صد هجمات حوثية والسيطرة على عدة جبال، إضافة إلى أسر عدد من القيادات والعناصر في صفوف الميليشيات.
وقال المالكي إن قوات الجيش الوطني تمكنت من مصادرة أسلحة وصواريخ تابعة للميليشيات الحوثية، شملت صاروخ سام 7 وأنواعا أخرى من الأسلحة تهدد الأمن الإقليمي والدولي. وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني كانت أسقطت طائرات استطلاع حصلت عليها الميليشيات من النظام الإيراني.
من جهة أخرى، جدّد المالكي تأكيده على أن السعودية والإمارات تعتبران أكبر دولتين مساهمتين في خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عامي 2018 و2019.
في سياق متصل، أفاد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، بأن الحوثيين عمدوا إلى استخدام مطار صنعاء نقطة عسكرية، وموقعا لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة (من دون طيار)، مؤكدا أن الميليشيات بتصرفاتها هذه تهدد الملاحة الجوية.
وحول العمل الإنساني، قال المالكي إن جميع الموانئ اليمنية لا تزال تعمل بالطاقة الاستيعابية، وأن قيادة القوات المشتركة تقدم التصريحات للسفن والحملات في الداخل اليمني. وذكر أن عدد التصاريح الصادرة من قيادة القوات المشتركة منذ بداية العمليات العسكرية بلغ 20422، كما تم في فبراير (شباط) الماضي إصدار 960 تصريحاً للمنظمات العاملة في الداخل اليمني منها 12 تصريحاً تمت إعادة جدولتها. وبلغ مجموع التصاريح الكلية 41443، وبلغ عدد تصاريح تأمين تحركات الداخل اليمني خلال الأسبوع المنصرم 269 تصريحاً شملت تصريحات لمنظمات الأمم المتحدة ومنظمة أطباء بلا حدود ومركز الملك سلمان للإغاثة. كما منحت في الفترة الأخيرة تصريحات إلى 20 سفينة للرسو في ميناء الحديدة، كانت محملة بالمواد الطبية والغذائية والمشتقات النفطية. وبلغ عدد التصاريح البرية لمجموع خمس منافذ برية 12 تصريحاً.
وأكد المتحدث باسم القوات المشتركة للتحالف أن الميليشيات الحوثية تعاود انتهاك القانون الدولي والإنساني من خلال استخدامها المدنيين دروعاً بشرية، وأنه تم تسجيل 1903 خروقات حوثية للاتفاقيات المبرمة. كذلك، أكد المالكي أن عدد الصواريخ الباليستية والمقذوفات التي أطلقتها الميليشيات الحوثية على السعودية بلغ 219 صاروخاً و70479 مقذوفاً. وتكبدت الميليشيات الحوثية خسائر خلال الفترة الماضية تمثلت في 1099 قتيلاً وفقدان 405 مواقع.
في غضون ذلك، أكدت مصادر مطلعة أن الجماعة الحوثية استهدفت مركز مديرية كشر بصاروخ باليستي الليلة قبل الماضية أطلقته من مديرية عبس الساحلية، في مسعى منها للانتقام لهزائمها المتواصلة منذ نحو 40 يوما على يد رجال القبائل.
وأدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الانتهاكات الحوثية ضد سكان مديرية كشر، وقال في تغريدات على «تويتر» إن القصف الحوثي لمنازل مواطنين محاصرين في مديرية كشر بصاروخ باليستي أسفر عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال، مما يؤكد حالة إفلاس الميليشيات وعجزها عن كسر إرادة أبناء حجور. وطالب الإرياني المجتمع الدولي وفي مقدمهم الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الدولي مارتن غريفيث بإدانة العدوان الحوثي على منازل المواطنين في مديرية كشر حيث قبائل حجور وقصف منازلهم بمختلف أنواع الأسلحة، وآخرها إطلاق صاروخ باليستي (مصنّع في إيران). ووصف الوزير اليمني ما قامت به الجماعة الحوثية من استخدام للصواريخ الباليستية بأنه جريمة حرب وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».