قوات حفتر تتوقع إعلان «تحرير» جنوب ليبيا بالكامل خلال أيام

الحاسي لـ «الشرق الأوسط»: الجيش يلقى ترحيباً واسعاً من الأهالي... ومزاعم الانتهاكات لا تستحق الرد

TT

قوات حفتر تتوقع إعلان «تحرير» جنوب ليبيا بالكامل خلال أيام

قال اللواء عبد السلام الحاسي، قائد غرفة عمليات «الكرامة» التابعة للجيش الوطني الليبي، إن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني بصدد إعلان تحرير منطقة الجنوب بالكامل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأبلغ اللواء الحاسي «الشرق الأوسط» بأن قوات الجيش باتت تسيطر على كامل المنطقة الجنوبية، مشيراً إلى أن الإعلان الرسمي سيصدر من مقر الجيش في الرجمة، خارج مدينة بنغازي، وأضاف: «لدينا ترتيبات تستغرق أياماً، بعدها ستعلن القيادة العامة للجيش إعلان تحرير الجنوب».
وأوضح الحاسي، الملقب بـ«الجنرال الذهبي»، أن «عملية التحرير أشرفت على الانتهاء، وأن ترحيباً تاماً استقبلت به قوات الجيش من السكان المحليين والأهالي، ولم تحدث معارك كبيرة»، وعد أن «المزاعم بشأن وجود انتهاكات من قوات الجيش خلال عملية تحرير الجنوب لا تستحق الرد أو التعليق عليها»، ورأى أن «الكرة الآن في ملعب المؤسسة الوطنية للنفط، بشأن إعادة فتح حقول النفط الموجودة في المنطقة الجنوبية».
وقال الحاسي: «وصلت قواتنا إلى غات والعوينات، وتمت مداهمة بعض الإرهابيين من تنظيم (القاعدة) في منطقة العوينات، والجيش وصل إلى المنافذ الحدودية، والكل متعاون مع القوات المسلحة التي تقوم بدوريات الآن على الحدود لمكافحة الإرهاب من داخل حدود ليبيا، وعلاقتنا جيدة مع كل جيراننا في الجنوب»، وتابع: «هم يقفون على حدودهم لمنع أي عمليات تسلل»، لافتاً إلى أن قوات الجيش منذ اليوم الأول لدخولها مدينة سبها، كبرى مدن الجنوب، تقوم بتسليم مسؤولية الأمن إلى السلطات المحلية، و«هذا ما تم في كل المدن التي دخلتها قواتنا العسكرية».
بدورها، أغلقت تشاد، اعتباراً من أمس، حدودها مع ليبيا، بعد شهر من دخول متمردين إلى أراضيها من الجنوب الليبي. ونقل التلفزيون الوطني عن وزير الأمن محمد أبا علي صلاح، بينما كان يقوم بزيارة كوري بوغودي في شمال غربي تشاد في تيبستي، قوله: «لقد اتخذنا قرار إغلاق الحدود بين تشاد وليبيا اعتباراً من الآن حتى إشعار آخر»، وقال الوزير إن «هذه المنطقة أصبحت ملتقى لأفراد العصابات والإرهابيين والمتمردين».
وأضاف صلاح: «كل من سيوجد في هذا الموقع من كوري سيعد إرهابياً»، معلناً نزع السلاح غير الشرعي من المواطنين، ومنع التنقيب عن الذهب. وكانت نجامينا قد أغلقت مطلع عام 2017 كامل الحدود مع ليبيا بطول 1400 كلم، لتعود وتقرر بعد بضعة أشهر إعادة فتحها جزئياً. وكوري بوغودي منطقة غنية بالذهب، تقع في منطقة جبلية عند جانبي الحدود بين تشاد وليبيا، وتستقطب عدداً من التشاديين والأجانب.
ويرتبط شمال تشاد بشكل وثيق بالجنوب الليبي الذي تمر عبره غالبية الإمدادات الغذائية. وهذه المنطقة من الساحل صحراوية قليلة السكان، وقد تمركزت فيها مجموعات تشادية متمردة.
إلى ذلك، نفت السلطات الليبية والروسية صحة تقارير صحافية بريطانية زعمت وجود 300 مرتزق روسي في مدينة بنغازي، بشرق البلاد، يعملون شركة عسكرية خاصة لدعم قوات الجيش الوطني الليبي. وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه التقارير محاولة للإيحاء بحصول الجيش على مساعدات عسكرية خارجية في معاركه الأخيرة ضد عصابات الإرهاب والجريمة في جنوب البلاد»،
بينما أكد عضو لجنة المجلس الفيدرالي الروسي لشؤون الدفاع فرانتس كلينتسيفيتش أن بلاده لم تقدم أي مساعدات عسكرية لليبيا، بجنودها أو بأسلحتها، معتبراً أن وجود أي مواطنين روس مجرد «حالة فردية»، على حد تعبيره.
ونقلت عنه وكالة «سبوتنيك» الروسية قوله: «رسمياً، وعلى مستوى الدولة، ليس لروسيا أي علاقة بذلك، ولم يكن هناك أي مناقشات حتى، ناهيك عن القرارات»، واستبعد أن يكون هناك خبراء من العسكريين الروس السابقين بهذا العدد الكبير الذي تحدثت عنه التقارير البريطانية.
من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني في طرابلس إن ملف تأمين الاستحقاقات الانتخابية المقبلة كان محوراً لاجتماع عقده وكيل وزارة الداخلية العميد خالد مازن مع المنسق العام لشؤون الانتخابات ببعثة الأمم المتحدة ومندوب رئيسها لدى ليبيا.
وأكد مازن، وفقاً لبيان أصدرته الوزارة، أهمية تأمين الانتخابات عن طريق الجهات المكلفة والمختصة بالتنفيذ، مشيراً إلى أن الاستحقاقات تعتبر مفردة من مفردات الأمن الشامل الذي تتطلع وزارة الداخلية إلى تحقيقه. وأوضح أنه تم الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة مع اللجنة المركزية الفنية بشأن عقد ورشة عمل حول تأمين الانتخابات المزمع عقدها منتصف هذا الشهر.
وفي غضون ذلك، أفاد موقع «بوابة الوسط» بأن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، أصدر قرارين: الأول يتضمن خفض رتبة اللواء عبد الرحمن الطويل إلى عميد ركن، والثاني إنهاء خدمته العسكرية.
وكان السراج قد أصدر قراراً في فبراير (شباط) الماضي بتعيين الفريق الركن محمد مهدي الشريف رئيساً لأركان حكومة الوفاق، خلفاً للواء عبد الرحمن الطويل الذي رفض القرار، وقال لوكالة «سبوتنيك»، السبت، إنه لا يزال رئيساً للأركان، على أساس أن السراج لا يمكنه أن يعزله، إذا لم يكن هناك إجماع على هذه الخطوة في المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وفي إطار مرتبط، أورد موقع «بوابة أفريقيا» الإخباري أن السراج التقى، أمس، مع كل من آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي، وآمر المنطقة العسكرية طرابلس عبد الباسط مروان، وآمر المنطقة العسكرية سبها علي كنة. وتناول الاجتماع الذي عقد بالعاصمة طرابلس المستجدات على الصعيدين العسكري والأمني في المناطق العسكرية الثلاث، بحسب المصدر ذاته.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.