اتفاق شامل بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق

TT

اتفاق شامل بين الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق

أخيراً وبعد مخاض عسير وطويل، شهدت أزمة تشكيل حكومة إقليم كردستان المتعثرة منذ انتهاء الانتخابات التشريعية في الإقليم في 30 سبتمبر (أيلول) المنصرم، انفراجاً إثر إبرام اتفاق شامل لتقاسم السلطة بين الحزبين الرئيسيين، الديمقراطي الكردستاني (45) مقعداً، بزعامة مسعود بارزاني، والاتحاد الوطني (21) مقعداً.
وتم التوقيع، أمس، على الاتفاق في أربيل من قِبل كلٍّ من نيجيرفان بارزاني، نائب رئيس الحزب الديمقراطي، وكوسرت رسول علي، الأمين العام المساعد لحزب الاتحاد الوطني، خلال مراسم خاصة. وحسب مصادر مطلعة، فإن الاتفاق الذي خرج إلى النور جزئياً، بعد نحو خمسة أشهر من المفاوضات والسجالات والمساومات، يتضمن ثمانية عشر بنداً، ويقضي بتقاسم السلطات والحقائب الوزارية في الإقليم، وحصة المكون الكردي من المناصب والحقائب الوزارية في الحكومة الاتحادية، فضلاً عن تبديد خلافاتهما السياسية بشأن تطبيع الأوضاع الإدارية في المناطق المسماة دستورياً «المتنازع عليها بين بغداد وأربيل»، وفي مقدمتها محافظة كركوك التي ينبغي انتخاب محافظ جديد لها، يكون قيادياً في حزب الاتحاد ويحظى بمباركة الديمقراطي والأطراف الأخرى في المحافظة.
ووصفت قيادتا الحزبين الغريمين الاتفاق الشامل الجديد المبرم بينهما، بأنه امتداد أو بديل، من حيث المضمون والجوهر، لاتفاق الشراكة الاستراتيجية المبرم بين الحزبين عام 2006. وكان الاتفاق الجديد قد اصطدم بإصرار حزب الاتحاد على معالجة قضية كركوك سياسياً وإدارياً، وتقاسم السلطات في الإقليم وبغداد كرزمة واحدة، فيما أصر شريكه الديمقراطي على تنفيذ مضامين الاتفاق بشكل تدريجي ومرحلي. وبين هذين الموقفين المتصلبين ظلت حكومة إقليم كردستان المنتخبة، متعثرة حتى قال بارزاني كلمة الفصل في المعضلة، خلال اجتماعه الثنائي مع الرجل الثاني في الاتحاد كوسرت رسول علي، الليلة قبل الماضية. قيادتا الحزبين رفضتا الإفصاح عن مضامين الاتفاق، لا سيما ما يتعلق منه بالمحافظ الجديد لكركوك، وكيفية تطبيع الأوضاع فيها، ولمن تكون وزارة العدل في الحكومة الاتحادية والتي هي من حصة المكون الكردي بموجب الاستحقاقات الانتخابية في العراق، وأكدتا أن الإعلان عن بنود الاتفاق سيتم في أثناء تنفيذها خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وأشارت مصادر مقربة من الحزبين إلى أن حزب الاتحاد الوطني سيحصل على ثمانية مناصب وحقائب سيادية في حكومة الإقليم، من بينها نائب رئيس الحكومة الذي سيكون من نصيب قوباد طالباني النجل الأصغر لزعيم الحزب الراحل جلال طالباني، إلى جانب رئاسة برلمان الإقليم التي ستتولاها للمرة الأولى في تاريخ الإقليم قيادية في الاتحاد، بينما يتولى رئاسة الحكومة مسرور بارزاني النجل الأكبر لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني.



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).