نادين الراسي: دوري في «الإخوة» مخاطرة.. وباسل خياط أستاذ في التمثيل

قالت الممثلة نادين الراسي إن موافقتها على أداء دورها (ماريا) في مسلسل «الإخوة» جاءت على الخلفية التي يحملها في الحلقات الخمسين الثانية منه (يتألف المسلسل من 100 حلقة).
وأضافت الراسي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الدور هو سطحي بامتياز لا سيما أن (ماريا) هي فتاة ساذجة وسطحية، فكانت موافقتي على أدائه مخاطرة في حد ذاتها، خصوصا أنه يدور في إطار الدراما من نوع الـ(Soap Opera)، أي الذي يعتمد على التكرار وإعادات للشخصيات وتصرّفاتها في مواضع غير منطقية». وتابعت «لعلّ موافقتي هذه نابعة من خلفية الدور التي تحملها الحلقات الخمسون الثانية منه، أي عندما تصاب (ماريا) بالمرض. فمن خلال المعاناة التي تعيشها في هذه المرحلة اهتممت بالدور، إضافة إلى الإنتاج الضخم للعمل ككلّ والذي أحسست بأنه سيزيد من انتشار اسمي عربيا، لا سيما مع وجود هذا الكمّ من النجوم فيه من مختلف أنحاء العالم العربي».
وأكدت الممثلة اللبنانية أن العمل في هذا المسلسل كان صعبا من ناحية وجودها الدائم خارج بيروت، وطبيعة الطقس الحار الذي يسود دولة أبوظبي، والتي تسببت في نقل بعض من فريق العمل إلى المستشفى لإصابتهم بإعياء أو بالنشاف من جراء المشاهد الخارجية التي صوّرت.
وعما إذا كان وقوفها أمام نجوم كبار في العمل كان الحافز الرئيس لمشاركتها فيه ردّت موضحة «لا أبدا، لأنه بالنهاية تجري محاسبتك على لأدائك للدور وليس لوقوفك أمام ممثل نجم. فلا أحد يستفزني أو يحفزّني لأؤدي دوري بشكل جيّد، وهذا الأمر غير وارد».
وأشارت نادين الراسي إلى أنها شعرت بتفاعلها مع الدور عند مرض «ماريا»، وأنها استطاعت أن تؤديه بإحساس كبير أدّى إلى تعاطف المشاهد معها، لا سيما أن هذا المرض خطير (السرطان)، وأن هناك أشخاصا كثيرين يعانون منه، مما جعلها قريبة جدا من معاناتهم وآلامهم.
ووصفت أداءها في القسم الأول من المسلسل بأنه كان عاديا وكأنها كانت مكبّلة اليدين، فلا جديد فيه أو جهد إضافي تبرزه كونه كان سطحيا إلى حدّ ما. وأكّدت أن إحساسها وخبرتها اللتين تتمتع بهما دفعاها إلى دخول هذه التجربة لأنها كانت تعلم سلفا أن الدور سيأخذ حجمه تصاعديا مع الوقت، وأنه ليس من الخطأ أن نقوم بدور يبدأ سطحيا وينتهي عميقا على أن نفعل العكس. وأضافت «صدقي مع الشخصية التي لعبتها رغم أنها لا تشبهني لا من قريب ولا من بعيد هو الذي وقف وراء رد فعل المشاهد الإيجابي تجاهه». ورأت أن هذا العمل بالنسبة لها كان مختلفا عن أعمالها الأخرى إن من حيث الدور أو الإنتاج أو النجوم الذين شاركتهم التمثيل.
أما عن الأجواء التي سادت العمل فقالت «كانت أجواء رائعة بحيث كنّا عائلة حقيقية، نعيش الحلوة والمرة معا، وكلّنا يد واحدة نساند بعضنا. كما كنا نسكن في فندق واحد، والذي تحول مع الوقت إلى شقة كبيرة خاصة بنا، تابعنا فيها المونديال وشاهدنا بعض المسلسلات». ولفتت إلى أن الممثلين في المرحلة الأخيرة من التصوير شعروا بالتعب وكانوا يطالبون بتشطيب بعض المشاهد أو اختصارها للتسريع في العودة إلى منازلهم. وقالت «من ناحيتي كان من الشاق علي الابتعاد عن عائلتي وأولادي طيلة هذه الفترة، رغم أنني كنت أسترق الزيارات إلى بيروت في عطلة الأسبوع، حتى إن ابني الصغير (كارل) تأثر من غيابي، واليوم هو يحرص على وجودي إلى جانبه دائما، ويخاف من أن أفارقه مرّة جديدة».
وعن الأقرب إليها من بين الممثلين قالت «كنت على علاقة جيدة مع الجميع، فالممثل باسل خياط قريب من القلب، وكذلك سلوم حداد وعبد الهادي صباغ، وغيرهم، وهذا التقارب في ما بينا كان ظاهرا على أدائنا في المسلسل».
وأكدت أن حضور الممثلين من هذا المستوى كان الطاغي على أحداث القصة. وقالت «لو لم توجد هذه الأسماء وهذه الوجوه المعروفة في العالم العربي، لما استطاع النصّ وحده أن يحقق أي نجاح، لأنه بالمجمل عادي ولا يعالج موضوعا شائكا أو يوصل رسالة معينة للمشاهد، فلذلك لا يعتبر السلاح الأقوى في العمل».
وعن اعتراضها حول موضوع ذكر اسمها بعد الممثلة أمل بشوشة في شارة المسلسل، والذي أعلنت عنه أكثر من مرة، قالت «هو ليس اعتراضا، بل بند ورد في الاتفاق الذي تمّ بيني وبين المخرج ليث حجو قبل مغادرته العمل، وكان يقضي بأن يتم ذكر اسمي إلى جانب تيم حسن، ولكن عندما نسف الاتفاق بأكمله بعد ترك ليث حجو العمل لم يكن من المناسب أن أعود وأتكلّم فيه». وأوضحت «لا يتعلّق الأمر بأمل بشوشة أو بغيرها، بل كان مجرد اتفاق حصل في العقد، وجميعنا نعمل ونقدّر على شغلنا وليس حسب ذكر اسمنا على تتر المسلسل». وتابعت «أنا صريحة ولا أكذب، ولقد صرّحت بأن لدي مشكلة في هذا الموضوع، إلا أنهم أوضحوا لي في ما بعد أن المسلسل يحمل اسم (الإخوة)، وكان من الطبيعي أن يتم ذكر أسماء الإخوة على التوالي وهذا كل ما في الموضوع».
وعما إذا كان هذا الأمر ولّد حساسية بينها وبين أمل بشوشة أجابت «بيني وبينها لا مشاكل ولا يحزنون، وأتكلّم هنا انطلاقا من نواياي، فأنا لا أعرف نوايا الآخرين، إلا أن الـ(فانز) لعبوا دورا سلبيا في هذا الموضوع وراحوا يشعلون النار على مواقع التواصل الاجتماعي، مما حدا بي لأن أطالبها بصورة تجمعنا معا، لوضع حدّ لهذه الأقاويل، وهكذا كان، فنشرنا صورتنا معا على مواقع التواصل الاجتماعية وانتهى الموضوع». وأكدت أنه «لا يجب أن نستخفّ بأحد في أي مجال عمل نخوضه، وبإمكاننا أن نتعلّم من الكبير كما من الصغير، فلكل ميزته وحضوره».
وعن الأشياء التي اكتسبتها أو تعلّمتها من الممثلين الذين عملت معهم في المسلسل قالت «لقد أعجبت بأسلوب الممثل تيم حسن، فهو يتحضّر جيدا لدوره ويهتم بأي تفصيل فيه، كما أنه غير أناني أبدا ويتعامل برقي مع الممثل الذي يقف أمامه». أما عن الممثل باسل خياط فقالت «لقد أذهلني بعفويته في أدائه، فهو لا يتقيّد بالنص، وقمنا معا بمشاهد ارتجالية دون منازع، فهو أستاذ بكل ما للكلمة من معنى». وعن رأيها في الممثلين اللبنانيين الذين تنكروا لشهرتهم العربية قالت «أقول لهم إنهم اليوم نجوم وقيمتهم تكمن في وطنهم أولا، وإذا خلعوا عنهم ثيابهم اليوم وجدوا أنفسهم عراة غدا، فمن نكر أصله لا أصل له».
وعن المسلسلات التي تابعتها في موسم رمضان الفائت قالت «لقد قصدت متابعة مسلسلي (على ورق الورد) و(اتهام) لأقف على أداء كل من هيفاء وهبي وميريام فارس. وأعجبت كثيرا بالأولى لأنني تابعتها عن كثب، وأقول (برافو) لميريام عن بعض المشاهد التي استطعت رؤيتها لا سيما تلك التي أصيبت فيها بالانهيار، فالممثل ينجح بإحساسه أولا، والنجمتان برهنتا عن إحساسهما العالي في التمثيل».
وعما ترك لديها دور «ماريا» في شخصيتها الحقيقية قالت «لقد استفزتني بقوّتها في مواجهة مرضها، وإذا لا سمح الله أصبت بهذا المرض فإنني سأحذو حذوها ولن أبوح به لأحد».
وعن قلقها حول الخطوة التي ستلي عملها هذا قالت «هناك دائما طريق مرسوم لنا، والإنسان لا يجب أن يستسهل الأمور، وقريبا سأبدأ تصوير مسلسل بعنوان (قصة حب) من كتابة نادين جابر، ويتضمن الابتسامة والحلم والغضب والكذب، وأعتبره دورا مميزا سيضاف إلى مسيرتي التمثيلية، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهد».
وعمن سيشاركها فيه البطولة من الممثلين الرجال أجابت «لقد تم ترشيح اسمين من سوريا وآخر من لبنان، ولكن أي قرار نهائي حول هذا الموضوع لم يتخّذ بعد».
وختمت حديثها في تقييمها للدراما اللبنانية وقالت «لقد نضجنا حتى وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم من انتشار عربي، وحان الوقت لنقوم نحن اللبنانيين بإنتاجات نبيعها للعالم العربي تماما كما يفعل المنتج زياد شويري، فلقد آن الأوان أن ننتج ونختار ونصوّر في بلدنا واستوديوهاتنا وننجح في هذا التحدّي».