السودان: استقالة نائب واحتجاجات تطالب بـ«استقلال القضاء»

السودان: استقالة نائب واحتجاجات تطالب بـ«استقلال القضاء»
TT

السودان: استقالة نائب واحتجاجات تطالب بـ«استقلال القضاء»

السودان: استقالة نائب واحتجاجات تطالب بـ«استقلال القضاء»

نظم سودانيون رافضون لإعلان حالة الطوارئ في البلاد، مظاهرات في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم، استجابة لدعوة «تجمع المهنيين السودانيين» وتحالف «قوى الحرية والتغيير»، للاحتجاج ضد قوانين الطوارئ والمطالبة بما سموه «استقلال القضاء»، فيما أصدرت محاكم طوارئ أحكاماً بالسجن لأشهر ودفع غرامات مالية، ضد عدد من الذين احتجزتهم الأجهزة الأمنية الخميس الماضي. في الوقت ذاته، تقدم نائب ورئيس حزب باستقالته من البرلمان، على خلفية فضه لشراكة حزبه مع حكومة الرئيس عمر البشير.
وشارك عشرات في مظاهرات غاضبة داخل محكمة القسم الأوسط بالخرطوم بحري، عقب إصدار المحكمة لأحكام بالسجن تراوحت بين شهرين وأربعة أشهر، وغرامات تراوحت بين ألفي جنيه إلى 5 آلاف (20 و100 دولار تقريباً)، ضد متظاهرين من منطقة شمبات، فيما برأت تلك المحكمة ومحاكم أخرى عدداً آخر من المتظاهرين.
وردد المتظاهرون في فناء المحكمة هتافات مناوئة لحكم الرئيس عمر البشير، استنكروا خلالها الأحكام التي صدرت عن المحكمة، فيما أعلن رئيس فريق الدفاع عن المتظاهرين المحامي سعد الدين حمدان، أن فريقه سيستأنف الأحكام الصادرة ضد المدانين.
وقال شهود إن متظاهرين في حي جبرة جنوب الخرطوم، نظموا مظاهرة، طالبت باستقلال القضاء وإسقاط النظام، ورددوا هتافات: «حرية... حرية»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، و«تسقط تسقط بس»، وأطلقت عليهم القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. ونشر تجمع المهنيين السودانيين والقوى المتحالفة معه شريط فيديو وصوراً في صفحته على «فيسبوك» أمس، لمظاهرات قال إن مواطنين في أحياء جبرة والكلاكلة وأبوروفو ودنوباويو، نظموها استجابة لدعوة التجمع المطالبة بـ«استقلال القضاء».
وقدم رئيس «حزب الأمة الفيدرالي» أحمد بابكر نهار، استقالته من عضوية البرلمان، وذلك بعد أسابيع من إعلانه انسحاب حزبه من التحالف مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم، لرفض الأخير لمبادرات إصلاح دفع بها، ولعجز الحكومة عن توفير الحد الأدنى للمواطنين، وذهاب موارد البلاد لقطاعي الحكم والإدارة والصرف الأمني والحروب، على حد قوله.
ووزع نهار مضمون خطاب موجه إلى رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر، قال فيه إنه يستقيل من عضوية المجلس، تنفيذاً لقرار المكتب القيادي لحزبه الصادر في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي، بفض الشراكة مع حكومة الوفاق الوطني على المستوى التنفيذي والتشريعي، وذلك قبل حلها من قبل الرئيس عمر البشير في 22 فبراير (شباط) الماضي.
وفي غضون ذلك، جددت السفارة الأميركية في الخرطوم، إدانتها لما أطلقت عليه «الاستخدام المفرط للقوة»، من قبل قوات الأمن السودانية ضد المواطنين. وأورد بيان صحافي نشرته على موقعها في «فيسبوك»، أن الولايات المتحدة الأميركية تشارك في تعزيز احترام حقوق الإنسان في السودان، وأضاف: «تدين بلادنا الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن التابعة للحكومة السودانية»، لكن السلطات السودانية لم تعلق على خطوة السفارة.
ودعا «تجمع المهنيين السودانيين»، وقوى المعارضة المؤتلفة معه ضمن «تحالف قوى الحرية والتغيير»، ويضم كبرى الأحزاب المعارضة، إلى تسيير مواكب تطالب بـ«استقلال القضاء»، والهدف منها رفض المحاكمات التي تجري للمتظاهرين، وفقاً لأحكام أوامر الطوارئ المعلنة في البلاد.
وبحسب التحالف الديمقراطي للمحامين (معارض) فإن السلطات ألقت القبض على 870 متظاهراً الخميس الماضي، وتم تقديم بعضهم لمحاكم الطوارئ، وأصدرت تلك المحاكم على بعضهم أحكاماً تراوحت بين السجن أسبوعين إلى 5 سنوات.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».