البكوش: المنطقة المغاربية باتت مهددة بموجة جديدة من الجريمة المنظمة

أمين عام الاتحاد المغاربي شدّد على ضرورة تفعيل اتفاقيات العمل المشترك

الطيب البكوش
الطيب البكوش
TT

البكوش: المنطقة المغاربية باتت مهددة بموجة جديدة من الجريمة المنظمة

الطيب البكوش
الطيب البكوش

قال الوزير الطيب البكوش، الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، إن الجزائر وليبيا وكامل المنطقة المغاربية «باتت مهددة في أمنها واستقرارها، وتوشك أن تكون عرضة لموجة جديدة من العنف والإرهاب والجريمة المنظمة، إذا لم تستفد من دروس الماضي، ولم تبادر بتفعيل برامج الشراكة والتعاون واتفاقيات العمل المشترك المبرمة بينها».
وأضاف البكوش في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، حول تقييمه للمستجدات الداخلية في كل من الجزائر والمغرب وبقية دول المنطقة المغاربية والعربية، أن «لكل بلد خصوصياته وظروفه. لكن لا بديل عن تفعيل اتفاقيات العمل المشترك، وفرص التعاون في كل المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية» لتجاوز المخاطر التي تهدد دول المغرب العربي، خصوصاً خطر الإرهاب وانعكاساته السلبية.
في السياق ذاته، أكد البكوش أنه أبلغ السلطات المغربية وبقية العواصم المغاربية قرار الجزائر تكليفه بدعوة مجلس وزراء الخارجية المغاربي للاجتماع قريباً «قصد النظر في المستجدات الإقليمية، وبينها الخلاف الجزائري - المغربي، الذي بدأ قبل 45 عاماً بسبب نزاع الصحراء».
وكانت الجزائر قد أعلنت رسمياً أنها كلفت الطيب البكوش بالدعوة إلى هذا الاجتماع في أقرب وقت، رداً على المبادرة السياسية، التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس عندما طلب خلال كلمة تلفزيونية من سلطات الجزائر الدخول في مفاوضات مباشرة مع الرباط، تشمل كل القضايا الخلافية، وبينها ملف الصحراء، والدعم السياسي الجزائري لـ«جبهة البوليساريو»، والوضع في تندوف، التي تتهمها الرباط بمحاولة النيل من وحدة التراب الوطني المغربي.
وتوقع الطيب البكوش أن يعقد هذا المجلس الوزاري، رفيع المستوى، بمشاركة الدول الخمس، مباشرة بعد القمة العربية العادية الثلاثين، المقرر عقدها في نهاية شهر مارس (آذار) الحالي.
وبسؤاله حول إمكانية تنظيم مؤتمر وزاري تحضره الدول المغاربية الخمس، رغم حالة عدم الاستقرار التي تمر بها هذه الدول داخلياً وإقليمياً، وهل من المتوقع أن توافق الرباط على عقد القمة المغاربية المؤجلة منذ 1994 بعد قرار العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني تجميد أنشطة بلاده في الاتحاد المغاربي، أوضح أمين عام الاتحاد المغاربي أن كل العواصم المغاربية «أعطت إشارات خضراء حول احتمال حلحلة الوضع، ودعم سيناريوهات مصالحة جزائرية - مغربية شاملة، تمهّد لتفعيل مئات القرارات المشتركة حول التكامل الاقتصادي، والعمل المشترك، وهي القرارات التي سبق أن صادقت عليها القمم والمؤتمرات الوزارية المغاربية منذ قمة مراكش 1989، التي شارك فيها آنذاك العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، ورؤساء تونس والجزائر وليبيا (زين العابدين بن علي والشاذلي بن جديد ومعاوية ولد الطايع والزعيم الليبي معمر القذافي)»، وخلافاً لتقييمات كل المتشائمين بمستقبل الاتحاد المغاربي، أوضح البكوش أن فرص التفاؤل بحلحلة الأوضاع كثيرة، أبرزها أن الدول المغاربية أحيت أخيرا الذكرى الثلاثين لتأسيس الاتحاد المغاربي في مراكش المغربية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.