خبراء تغذية يشجعون على اعتماد البروتينات النباتية بديلاً غذائياً

أّكد أحد أبرز خبراء الأغذية خلال كلمة ألقاها في قمة «جلفود» للابتكار، أن ضمان مستقبل مشرق ومستدام لقطاع الأغذية العالمي يعتمد على تبني آلية تفكيرٍ أكثر إيجابية، بهدف تغيير طريقة الأفراد حول العالم في إنتاج واستهلاك المنتجات الغذائية.
وبالتزامن مع نجاح معرض «جلفود» في استقطاب مجموعة من ألمع العقول من قادة الفكر ورواد القطاع لمناقشة التحديات العالمية التي يسعى القطاع للتغلّب عليها، تقدّم قمة «جلفود» للابتكار منصة جديدة تتيح تبادل المعارف على مدى ثلاثة أيام في مركز دبي التجاري العالمي.
وقد ألقى خلالها الدكتور برنهارد فان لينغريتش، الرئيس التنفيذي لاستراتيجيات الأنظمة الغذائية وعضو مجلس الإدارة في شركة «بيوند ميت»، كلمة رئيسية حملت عنوان «مستقبل الغذاء: التحديات والفرص»، موضحاً أنّ دراسة مستقبل الغذاء لا يمكن أن تتمّ من خلال «بحث المعطيات الحالية فحسب، بل من خلال استكشاف سبلٍ جديدة لرسم ملامح المستقبل».
سلّط نخبة من خبراء الأغذية الضوء على الركود الذي تعاني منه الكفاءة الزراعية بمعدل نمو 1%، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه تعداد سكان العالم تزايداً متواصلاً من المتوقع أن يصل إلى 8.5 مليار شخص بحلول عام 2030، وتُعزى هذه الحقيقة جزئياً برأي الدكتور فان لينغريتش إلى أن نصف الأراضي الصالحة للزراعة على كوكب الأرض تُستخدَم في الصناعة وليس لإنتاج الأغذية.
ونقلاً عن البيانات التي كشفت أنّ 40% من جميع الأغذية التي يتم إنتاجها على مستوى العالم تضيع في مرحلة ما بعد الحصاد، مع خسارة 30% في مرحلة ما بعد الإنتاج، فقد وصف الدكتور فان لينغريتش نظام الإنتاج الغذائي الحالي بأنه «غير فعال نسبياً». وذلك لأن البروتينات النباتية والبديلة التي تُزرع يتم استخدامها لإطعام الحيوانات، حيث يتم استهلاك لحومها بعد ذلك، بدلاً من أن تذهب مباشرةً إلى المستهلك.
وقد توجه الدكتور برنهارد خلال كلمته إلى مندوبي القمة، موضحاً: «علينا أن نعمل على الحد من نسبة الهدر، وتغير النماذج الخاصة ببرامجنا الغذائية. فإنتاج حيوانٍ ضخم لكيلوغرام واحد من اللحم أو البروتين يتطلب استهلاك الكثير من الطاقة». مشيراً إلى إمكانية إنتاج ذات الكمية من البروتين من مصادر نباتية وبديلة دون الحاجة إلى الكثير من الطاقة والأراضي.
وطرح الدكتور برنهارد فان لينغريتش مثالاً نموذجياً تحدث فيه عن منتج «بيوند برغر» من «بيوند ميت»؛ وهو برغر نباتي بالكامل ومصنوع من بروتين البازلاء. إذا يستخدم هذا المنتج كمية أقل من الماء بنسبة 99% ومساحاتٍ أصغر من الأراضي بنسبة 93%، وذلك مقارنة بالبرغر التقليدي المصنوع من لحم البقر، وهو يحتوي على ذات الكمية من البروتين ويتمتع بنفس المذاق والقوام الخاص بالبروتين الحيواني.
وأضاف لينغريتش: «تعد البروتينات النباتية البديلة الحل الأكثر فعالية لبلوغ مستقبل غذائي مشرق. وعلينا أن نستفيد من العقول المبدعة لخبراء الأغذية في جميع أنحاء العالم، كما يجب أن ندرك أن آليات الابتكار آخذة بالتغير أيضاً. فبدلاً من العمل وفق مناهج نظرية بحتة، يعمد الكثير من الناس إلى العمل وفق طرقٍ عملية وأكثر فعالية بعيداً عن المختبرات. كما ينتشر اليوم نحو 100 ألف عالم حول العالم، ولا بدّ من الاستفادة من عقولهم وتوظيف أفكارهم المبتكرة».