حركة السفر إلى مطار أربيل مستمرة.. ورحلات إضافية من بغداد وعمان

النازحون من مدينتي الرمادي والفلوجة استقروا في قضاء شقلاوة

حركة السفر إلى مطار أربيل مستمرة.. ورحلات إضافية من بغداد وعمان
TT

حركة السفر إلى مطار أربيل مستمرة.. ورحلات إضافية من بغداد وعمان

حركة السفر إلى مطار أربيل مستمرة.. ورحلات إضافية من بغداد وعمان

خلافا للتوقعات، كانت رحلة الطائرة من مطار الملكة عالية في عمان إلى أربيل، صباح أمس، مزدحمة، فحركة السفر إلى عاصمة إقليم كردستان العراق مستمرة رغم القتال الذي يدور بين قوات البيشمركة الكردية وعناصر «داعش» في شمال العراق. لكن بين ركاب الرحلة الكثير من المسافرين الغربيين والعرب على متن الطائرة، إضافة إلى ثلاثة من أعضاء البرلمان العراقي الجديد، قال أحدهم «أنا عائد لبيتي، فعائلتي في أربيل منذ سنوات بعد أن تركنا بغداد غير الآمنة».
صحافية إيطالية قالت «جئت أمس (أول من أمس) من روما، وأنا ذاهبة إلى مخيمات اللاجئين القريبة من أربيل ودهوك». وقالت صوفيا، التي تعمل كصحافية مستقلة لبعض الصحف الغربية إن «هناك لاجئين أو نازحين من مناطق مختلفة في كردستان، وأنا أشعر بالأسف على أحوال الإيزيديين الذين قتل (داعش) أعدادا كبيرة منهم، بينما مات العديد من الأطفال والنساء والشيوخ بسبب القتل وظروف الطقس التي عاشوها في الأيام الأولى من هجوم (داعش) على سنجار». وأوضحت أنها تزور هذه المخيمات للمرة الثانية، مشيدة باهتمام «حكومة إقليم كردستان بمئات الآلاف من النازحين المسيحيين والإيزيديين، إضافة إلى اللاجئين السوريين».
وحسب إحصائية غير دقيقة فإن عدد النازحين من مدن العراق إلى مدن إقليم كردستان تجاوز المليون ونصف المليون، وقد لا يشمل هذا العدد النازحين من مدينتي الرمادي، مركز محافظة الأنبار، والفلوجة، والذين استقر غالبيتهم في قضاء شقلاوة القريب من أربيل، وهؤلاء يعانون من شحة الموارد المالية، حسب ما أخبر «الشرق الأوسط» نائب في البرلمان العراقي عن إحدى الكتل السنية، والذي كان على متن الرحلة لأربيل، مشيرا إلى أن «وزارة الهجرة والمهجرين وعدت ولمرات عديدة بمساعدة هؤلاء النازحين إلا أنها لم تفعل أي شيء لهم». وقال النائب، الذي فضل عدم نشر اسمه «هناك من كان يملك المال أو باع بيته وجاء لأربيل، وهناك قسم كبير ممن اعتقدوا أن الحكومة سوف تدعمهم ماليا أو توفر لهم السكن والطعام والدواء ثم أصيبوا بخيبة أمل من وعود وزارة الهجرة والمهجرين، ناهيك عن مئات الآلاف من العراقيين المسيحيين الذين نزحوا من مدينة الموصل وسهل نينوى والإيزيديين الذين هربوا من سنجار والبلدات المجاورة لها بسبب هجوم (داعش) عليهم».
إجراءات دخول العراقيين من المحافظات الأخرى إلى أربيل لم تتغير، كما يؤكد مسؤول أمني في مطار أربيل، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «العراقيين يتوافدون على أربيل عبر المطار باستمرار إضافة إلى وصولهم عبر البر، ونحن لم نتسلم تعليمات جديدة بصدد ذلك، بل على العكس، تعليمات المسؤولين هنا في إقليم كردستان هي تسهيل دخول العراقيين القادمين من بغداد وبقية المحافظات»، مشيرا إلى أن هناك رحلات إضافية في بعض الأيام سواء من بغداد أو البصرة أو النجف أو عمان أو بيروت تقل أعدادا كبيرة من العراقيين.
في الطريق من مطار أربيل إلى الفندق تحركت السيارة وسط أبنية جديدة قامت خلال الأشهر الماضية ومشاريع فنادق وعمارات سكنية حديثة ينفذها مستثمرون عرب وغربيين وبكلفة تصل إلى مليارات الدولارات، مثل مشاريع شركة «إعمار» الإماراتية وسط أربيل. وبسؤال السائق فرهاد عن آثار «داعش» على أربيل، قال «لا يوجد (داعش) أو آثاره في أربيل أو قربها، بل هو بعيد جدا عنا، والحياة هنا طبيعية مثلما ترى الشوارع مزدحمة بأهل كردستان وبالعراقيين القادمين من كل مكان. الأسواق لم تتأثر بهذه الأخبار، والسياحة لم تتأثر كذلك، والأسعار مثلما هي باستثناء أسعار العقارات التي ارتفعت لإقبال الناس على شراء البيوت والشقق والأراضي ليستقروا هنا».
وقال «القيادة في إقليم كردستان، والمتمثلة في الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني، قادت الأزمة بحكمة وبقوة. ثم إن قواتنا البيشمركة تصد زحف (داعش) في محيط الإقليم وخارجه. نحن قاتلنا سنوات طويلة دفاعا عن كردستان، ولن نسمح لأي قوة عدوانية بالتقرب من حدودنا.. أنا مثلا مقاتل قديم في البيشمركة وسجلت تطوعي قبل أسبوعين، وسأعود لحمل السلاح عندما يتطلب الأمر ذلك». وأشار إلى أن «الأكراد سعداء بقرارات العالم من أجل تزويد الإقليم بالأسلحة لصد هجوم (داعش)».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».