القضاء العراقي يبحث آلية لمحاكمة «دواعش سوريا»

TT

القضاء العراقي يبحث آلية لمحاكمة «دواعش سوريا»

أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، أمس، أن رئيسه فائق زيدان ناقش مع قضاة التحقيق المختصين بقضايا مكافحة الإرهاب «آلية للعمل على قضايا المتهمين بالإرهاب الذين تم ترحيلهم من سوريا إلى العراق». كما بحث زيدان مع رئيس جهاز المخابرات الملف ذاته.
وكان العراق تسلم الأحد الماضي 280 من عناصر تنظيم داعش، الذين اعتقلتهم «قوات سوريا الديمقراطية»، بينهم أجانب، فيما يدور جدل قانوني وسياسي بشأن طبيعة التكييف القانوني لمحاكمتهم وفقاً للقانون العراقي، بمن فيهم الأجانب، فضلاً عن العدد الكلي المتبقي لدى «قسد».
وينتظر العراق تسليمه بقية المعتقلين بحيث يصل العدد الكلي إلى نحو 500 عنصر، لكن هناك أنباء عن وجود أكثر من ألفي معتقل لدى «قسد» يمكن أن يسلموا إلى العراق في المستقبل. وطالب نواب بفتح الملف خلال جلسات البرلمان التي ستستأنف الأسبوع المقبل، لكن وزارة الداخلية برّرت تسلم المتهمين بأنه جاء «تفادياً لإطلاق سراحهم من قبل (قوات سوريا الديمقراطية)، وكي تتم محاكمتهم وفق الأصول، لأنهم مطلوبون للقضاء العراقي، وفقاً للمادة الرابعة من قانون الإرهاب».
وأكد الخبير القانوني أحمد العبادي لـ«الشرق الأوسط» أن «قانون العقوبات العراقي حدد آليات التعامل مع الجريمة ومرتكبيها، سواء في العراق أم خارجه»، مبيناً أنه «لا ولاية للقانون العراقي على من لم يرتكب جريمة داخل العراق باستثناء الدواعش، سواء أكانت جرائمهم داخل العراق أم خارجه، باعتبارها تمس الأمن الوطني العراقي».
وأضاف أن «العراقيين المنتمين إلى (داعش)، سواء ارتكبوا جرائمهم في العراق أم سوريا، يخضعون للقانون العراقي. أما الأجانب ففي حال كانوا مجرمين عاديين فلا ولاية للقضاء العراقي عليهم، ما لم يرتكبوا جريمة داخل العراق، بينما الداعشي بما في ذلك الأجنبي، فإنه يحاكم داخل العراق، لأن جرائم الإرهابين تمس أمن الدولة، ولو لم تقع داخل العراق».
وحذّر النائب عن محافظة الأنبار عبد الله الخربيط من «استمرار خطر (داعش) في المحافظة». وقال في تصريح صحافي أمس، إن عناصر التنظيم «تستغل الصحراء العراقية من منطقة الحضر إلى نقرة السلمان لتنفيذ خططها الإرهابية». وأضاف أن «المساحة التي تتحرك فيها (داعش) الآن تقارب نصف مساحة العراق، وهي غير مؤمنة بالكامل من قبل طيران الجيش، بالإضافة إلى عدم تسيير طائرات مسيرة لمراقبتها». ورأى أن «الحكومة الاتحادية عليها مراقبة الصحراء بالطيران والطائرات المسيرة»، مشيراً إلى أن «عناصر (داعش) تدخل إلى العراق مع أموال كبيرة من خلال طرق في الصحراء».
وأكد الخبير في شؤون الجماعات المسلحة الدكتور هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» أن «فلول (داعش) تتمركز بشكل أساسي في المناطق المهجورة القريبة من الجبال والتلال والصحارى والوديان، كما شكلت كتائب تابعة لها في محافظات كركوك ونينوى والأنبار وحزام بغداد وديالى وصلاح الدين وشمال بابل وشمال كربلاء».
وأضاف أنه «في مجال تنفيذ العمليات الخاطفة اعتمدت كتائب فلول (داعش) على مفارز تضم من 9 إلى 11 مسلحاً، خفيفة الحمل سريعة الحركة ولها خبرات متعددة؛ خصوصاً بعض العناصر التي سبقت لها المشاركة في معارك بيجي والرمادي والموصل القديمة، وهي تملك خبرة في الاغتيالات وتصنيع المتفجرات وإعداد العبوات الناسفة».
وأوضح أن «هذه الخلايا تتسم بقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية وقلة المؤن وضرورة التخفي، وبصبرها الاستراتيجي؛ خصوصاً العناصر التي انسحبت من معارك الموصل القديمة، التي تميزت بالمرونة والتعاون المشترك بين مفارزها وتبادل المعرفة والتضامن الاجتماعي وتشارك الخبرات».


مقالات ذات صلة

مالي تعلن الحرب على مناجم الذهب «غير القانونية»

أفريقيا منجم لاستخراج الذهب بطريقة غير شرعية في مالي (أ.ف.ب)

مالي تعلن الحرب على مناجم الذهب «غير القانونية»

أعلن المجلس العسكري الحاكم في دولة مالي، الحرب على التنقيب غير القانوني عن الذهب في مناجم غير شرعية، تحولت مؤخراً إلى مصدر مهم لتمويل التنظيمات الإرهابية.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا الشرطة الفرنسية في مدخل المجلة السابق (أرشيفية - متداولة)

فرنسا: السجن 30 عاماً لرجل أدين في هجوم خارج مقر مجلة «شارلي إيبدو» في باريس

قضت محكمة فرنسية الخميس بسجن رجل لمدة 30 عاما على خلفية هجوم بالسكين بدوافع إسلاموية متطرفة، وقع في عام 2020 خارج المقر السابق لمجلة «شارلي إيبدو» في باريس

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي (أ.ب)

إيطاليا: خطورة المعتقل الليبي دفعت إلى ترحيله لبلاده

قال ماتيو بيانتيدوزي وزير الداخلية الإيطالي إن المسؤول الكبير بالشرطة الليبية الذي احتُجز بموجب مذكرة اعتقال دولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب، أعيد إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (روما)
آسيا المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (متداولة)

المحكمة الجنائية الدولية تسعى لإصدار أوامر اعتقال لقادة من «طالبان»

قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الخميس، إنه يناشد بإصدار مذكرات اعتقال بحق قادة في حركة «طالبان» بتهمة الانتشار واسع النطاق للتميز ضد النساء.

«الشرق الأوسط» (لاهاي )
أفريقيا أبو عكرمة يحمل سلاحاً رشاشاً قبل أن يعتقله جيش نيجيريا (صحافة محلية)

نيجيريا تعتقل قيادياً بارزاً في جماعة «بوكو حرام»

اعتقل الجيش النيجيري واحداً من أبرز قادة جماعة «بوكو حرام» يُعرف في الأوساط الجهادية بكنية «أبي عكرمة»، خلال عملية عسكرية واسعة لمحاربة الإرهاب.

الشيخ محمد (نواكشوط )

سكان قطاع غزة يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار

نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
TT

سكان قطاع غزة يعدون مخيمات للعائدين إلى الشمال بعد وقف إطلاق النار

نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)
نُصبت الخيام البيضاء في منطقة لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال (أ.ف.ب)

أعد فلسطينيون في شمال قطاع غزة مخيمات للأسر النازحة، الخميس، قبل عودتهم المتوقعة بعد يومين إلى مناطق كانت فيها منازلهم وفقاً للجدول الزمني لاتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وفي منطقة مفتوحة محيطة ببنايات تم تفجيرها، بدأت مجموعة من الرجال في نصب خيام بيضاء في صفوف لتستقبل الأسر التي تعتزم العودة للشمال يوم السبت عندما تفرج حركة «حماس» عن المجموعة الثانية من الرهائن مقابل إطلاق سراح العشرات من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ومن المتوقع أن يعود مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة إلى منازل تحولت أطلالاً بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 15 شهراً وحولت أغلب القطاع أنقاضاً وقتلت أكثر من 47 ألفاً من سكانه.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، عادت القوات الإسرائيلية برياً إلى مناطق في الشمال في عملية كبرى ضد عناصر «حماس» ركزت على مخيم جباليا للاجئين قرب مدينة غزة وبيت حانون وبيت لاهيا، وأخلت مناطق كاملة من سكانها وهدمت أغلب البنايات.

تساءل وائل جندية وهو يجهز خيمة لأبنائه الذين سيعودون من منطقة المواصي الساحلية التي لجأوا إليها في الجنوب كيف ستكفيهم مساحات تلك الخيام «هاي الخيمة اللي بنحلم فيها؟ هتكفي 8 أنفار 10 أنفار. هذا لولادنا من الجنوب... هاي مساحة هادي؟»

وتابع قائلاً لـ«رويترز»: «المفروض مساحة أكبر من هيك... طب يوم السبت هييجوا من الجنوب هيغمروا غزة كلها. وين هيروحوا؟ هذا المخيم كام نفر بده ياخد؟ ميه متين؟ طب والباقي. مليون ونص إحنا جايين من الجنوب».

الخيام الجديدة تحيطها الأبنية المدمَّرة جراء الحرب (رويترز)

وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة بعد أن اقتحم مسلحون من حركة «حماس» الحدود في السابع من أكتوبر 2023. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ونشرت «حماس» بياناً، الخميس، تقول إن عودة الأسر النازحة ستبدأ بعد استكمال التبادل يوم السبت وبمجرد انسحاب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلية إلى الشمال، ومن المتوقع تسليم أربعة رهائن على الأقل لإسرائيل يوم السبت.

وجاء في بيان «حماس»: «من المقرر في اليوم السابع للاتفاق (25 يناير/كانون الثاني 2025) وبعد انتهاء عملية تبادل الأسرى يومها، وإتمام الاحتلال انسحابه من محور شارع الرشيد (البحر)... سيُسمح للنازحين داخلياً المشاة بالعودة شمال دون حمل السلاح ودون تفتيش عبر شارع الرشيد، مع حرية التنقل بين جنوب قطاع غزة وشماله».

وأضاف البيان: «سيتم السماح للمركبات (على اختلاف أنواعها) بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحص المركبات».

العودة سيراً على الأقدام

قالت «حماس» إنها ستسمح للناس بالعودة سيراً على الأقدام على طول الطريق الساحلية؛ وهو ما يعني المشي لكيلومترات عدة حتى المنطقة الرسمية في الشمال من حيث يمكنهم محاولة استقلال مركبات سيتم تفتيشها عند نقاط التفتيش.

وشددت الحركة على عدم حمل العائدين أسلحة.

وذكر سامي أبو زهري القيادي الكبير في «حماس» أن الحركة على اتصال بأطراف عربية ودولية عدة للمساعدة في عملية العودة والإغاثة بطرق، من بينها توفير الخيام.

وأضاف أن «حماس» ستبدأ العمل فوراً على ترميم المنازل التي لم تدمر بالكامل.

وقال لـ«رويترز»: «سنقوم بتوظيف كل إمكاناتنا من أجل مساعدة أهلنا، البلديات لديها خطة معدّة لاستقبال العائلات العائدة إلى الشمال وتوفير خيام لهم».

وعاد كثيرون للعيش داخل منازلهم المدمرة في جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية القديمة في قطاع غزة الذي كان محط تركيز الحملة الإسرائيلية في الأشهر الثلاثة الماضية، وأشعلوا نيراناً محدودة في محاولة لتدفئة أطفالهم.

وقال محمد بدر، وهو أب لعشرة أطفال: «بيقولك هدنة ووقف إطلاق النار وإدخال مساعدات، هاي إلنا تالت يوم مروحين، الماي (المياه) مش لاقيين نشربها، ولا (أغطية) لاقين نتغطى فيه إحنا وأطفالنا، طول الليل نتناوب على أي اشي، على النار، والنار يا ريت عندنا حطب، بنولع بلاستيك، قتلنا خلى معانا أمراض».

وقالت زوجته إنها لا تستطيع أن تصدق حجم الدمار.

وأضافت: «اتصدمت، ولا في دار واحد، كله ردم، مفيش ولا حاجة، الشوارع ما تعرفش تمرق (تسير) منها، كله فوق بعضه، أصلاً انت بتوه هايدي داري ولا مش داري؟ وريحة الجتت والشهداء في الشوارع».