إدانة أممية جديدة لـ«جرائم حرب» إسرائيلية

رام الله تطالب بالمحاسبة... وتل أبيب تعتبر التقرير «مسرحية عبثية»

TT

إدانة أممية جديدة لـ«جرائم حرب» إسرائيلية

رحب الفلسطينيون بتقرير أصدره محققون من الأمم المتحدة يتهم إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب» في تعاملها مع المظاهرات في قطاع غزة العام الماضي، ودعوا إلى محاكمة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية. لكن تل أبيب ردت برفض التقرير جملة وتفصيلاً، واصفة إياه بأنه «عدائي ومخادع ويمثل مسرحية عبثية».
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن «هذا التقرير يؤكد ما قلناه دائماً عن أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس». وأضافت أن «المطلوب الآن من المحكمة الجنائية الدولية التحرك الفوري لفتح تحقيق في هذه الجرائم المرتكبة. آن الأوان لمحاسبة إسرائيل على هذه الجرائم وألا تبقى دولة فوق القانون».
وكان محققون من الأمم المتحدة قالوا في تقرير نُشر أمس، إن قوات الأمن الإسرائيلية «ربما ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» فيما يتصل بقتل 189 فلسطينياً وإصابة أكثر من 6100 خلال احتجاجات أسبوعية في قطاع غزة العام الماضي.
وقال رئيس اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية المحتلة سانتياغو كانتون، إن «الجنود الإسرائيليين ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني. وتشكل بعض هذه الانتهاكات جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية ويجب على إسرائيل التحقيق فيها فوراً».
وذكرت اللجنة المستقلة أن لديها معلومات سرية بشأن من تعتقد أنهم المسؤولون عن أعمال القتل وبينهم قناصة وقادة عسكريون، وستقدمها إلى ميشيل باشليه المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كي تحيلها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت في تقرير إن «قوات الأمن الإسرائيلية قتلت وأحدثت عاهات مستديمة بمتظاهرين فلسطينيين لم يشكلوا خطراً وشيكاً يهدد آخرين بالقتل أو الإصابة الخطيرة عند إطلاق النيران عليهم كما لم يكونوا يشاركون بشكل مباشر في أعمال عدائية».
وأشارت إلى أن «قناصة عسكريين أطلقوا النار على أكثر من ستة آلاف متظاهر عزل أسبوعاً بعد أسبوع في مواقع المظاهرات». وأضافت أنها «وجدت أسباباً منطقية تدفع إلى الاعتقاد أن القناصة الإسرائيليين أطلقوا النار على صحافيين وعاملين صحيين وأطفال وأشخاص ذوي إعاقة».
ورفض فريق الأمم المتحدة مبررات إسرائيل بأن المظاهرات «كانت تهدف إلى إخفاء أعمال إرهابية». وقال إن «المظاهرات كانت مدنية في طبيعتها، ولها أهداف سياسية محددة». وأضاف أنه «رغم عدد من أعمال العنف المحددة، فقد وجدت اللجنة أن المظاهرات لم تشكل حملات قتالية أو عسكرية».
وقالت اللجنة إنها أجرت 325 مقابلة مع ضحايا وشهود عيان وغيرهم من المصادر، وراجعت أكثر من ثمانية آلاف وثيقة، كما اطلعت على صور التقطتها طائرات من دون طيار وغيرها من المواد السمعية البصرية.
وكان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أوصى في جلسة خاصة العام الماضي بفتح تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، منذ بدء المسيرات السلمية على حدود قطاع غزة في 30 مارس (آذار) الماضي. وتبنى المجلس بتأييد 29 صوتاً ومعارضة 2 وامتناع 14، قراراً يدعو إلى إرسال لجنة مستقلة للتحقيق في المواجهات التي وقعت على الحدود.
وأوصى التقرير أمس إسرائيل بأن ترفع الحصار فوراً عن قطاع غزة. لكن تل أبيب رفضت النتائج برمتها ووصفت التحقيق الأممي بأنه «عدائي وخادع ومنحاز». وقال وزير الخارجية إسرائيل كاتس في بيان، إن «إسرائيل ترفض التقرير رفضاً تاماً جملة وتفصيلاً». وأضاف: «لا يمكن لأي مؤسسة أن تنكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس وواجبها في الدفاع عن مواطنيها وحدودها من الهجمات العنيفة». ووصف التقرير بأنه «مسرحية عبثية»، معتبراً أن «مجلس حقوق الإنسان يصدر تقريراً آخر عدائياً وكاذباً ومحرفاً ضد دولة إسرائيل».
ورفضت الدولة العبرية السماح للمحققين بالعمل بحرية. وقال التقرير إن «السلطات الإسرائيلية لم ترد على الطلبات المتكررة من اللجنة لتقديم المعلومات لها والسماح لها بالدخول إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية».



بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.