«بين بحرين»... فيلم مصري يبدأ رحلته الدولية بجائزتين من أسوان

من بطولة يارا جبران وثراء جبيل وعارفة عبد الرسول

جانب من تتويج صناع الفيلم بمهرجان أسوان
جانب من تتويج صناع الفيلم بمهرجان أسوان
TT

«بين بحرين»... فيلم مصري يبدأ رحلته الدولية بجائزتين من أسوان

جانب من تتويج صناع الفيلم بمهرجان أسوان
جانب من تتويج صناع الفيلم بمهرجان أسوان

فاز الفيلم المصري «بين بحرين» بجائزتين في ختام الدورة الثالثة لمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة؛ الأولى: «أفضل إخراج» تسلَّمها مخرج الفيلم أنس طلبة، وهي مقدَّمة من نقابة المهن السينمائية المصرية، والثانية: «جائزة نوت لأفضل فيلم يدعم قضايا المرأة».
وتدور قصة «بين بحرين» حول الحياة في القرى الريفية البسيطة بعاداتها ومشكلاتها المختلفة، ومنها قضية ختان الإناث التي يذهب ضحيتها كثير من الفتيات الصغيرات، من تأليف مريم نعوم، وسيناريو وحوار أماني التونسي، ومن إنتاج عبد الرحمن الجرواني، الذي يُعتبر الفيلم أولى تجاربه الإنتاجية مع الأفلام الروائية الطويلة، كما يُعتبر التجربة الإخراجية الطويلة الأولى لمخرجه أيضاً.
وقد شارك في بطولة الفيلم كلّ من يارا جبران وثراء جبيل وعارفة عبد الرسول وفاطمة عادل ومحمد الحمامصي.
وعن لحظة تسلُّمه جائزة أفضل مخرج، في ختام مهرجان أسوان، قال أنس طلبة، مخرج الفيلم لـ«الشرق الأوسط»: «عَرض الفيلم في مهرجان أسوان الدولي هو أول عرض له، وحصولي على جائزة أفضل مخرج كان مفاجأة غير متوقعة تماماً، وكأنها لحظة توقف عندها الزمن، ولحظة اختلطت فيها كثير من المشاعر، فأنا كمخرج أعمل في هذه المهنة منذ ما يقرب من 10 سنوات تقريباً، في عدة أفلام قصيرة ووثائقية، وشعرت وقت حصولي على الجائزة بأن سنين تعبي تُوّجت أخيراً بجائزة، وبأنها لم تذهب سدى».
وعن فكرة الفيلم، وكيف بدأت مع الكاتبة مريم نعوم، قال طلبة: «منذ عامين تقريباً بدأ الحديث حول الفيلم مع مؤلفته، وأعلم أنه وقت طويل جداً طبعاً، ولكن كتابة السيناريو وحدها استغرقت 6 أشهر حتى انتهينا منها، لأنه أيضاً تم تغيير معالجة القصة أكثر من مرة، حتى توصلنا للصيغة النهائية له، وقد غيَّرنا فيه أكثر من مرة، حيث كنتُ أجري بعض المعاينات لأماكن التصوير، مما كان يجعلنا نغير في طبيعة الأماكن داخل السيناريو، خصوصاً أننا حرصنا على التقليل بقدر الإمكان من التصوير في ديكورات».
وأكد أنس طلبة أنهم قاموا بالتصوير في أماكن ريفية حقيقية، حيث تم تصوير أغلب المشاهد في جزيرة الذهب المعروفة باسم «بين بحرين»، التي أصبحت اسماً للفيلم لاحقاً، وتم التصوير في بيوت أهل القرية فعلاً، قائلاً: «التصوير في جزيرة الذهب استغرق 18 يوماً، وكنا نذهب لهذه الجزيرة باستخدام المعدِّية، وقد حرصت على التصوير في الأماكن الحقيقية والتقليل من الديكورات قدر الإمكان كي نضفي مزيداً من المصداقية على قصة الفيلم، وكي يعيش الممثلون الأحداث الحقيقية، والديكورات ستكون عاجزة عن إضفاء المصداقية المطلوبة».
وأوضح طلبة أن «الختان ليس كل موضوع العمل، ولكنه جزء من ضمن الأحداث، حيث نتعرض في الفيلم لكثير من المشكلات التي يواجهها سكان هذه القرية وغيرها من القرى الريفية، ومن ضمنها الختان، حيث نتعرض لأزمات كالفقدان والموت وشعور أمّ فقدت ابنتها».
أما عن قصر مدة الفيلم، وهي «88 دقيقة»، وما إذا كانت مقصودة من الصُنّاع، قال المخرج مؤكداً: «على العكس، هناك مَن انتقدوا مدة الفيلم لأنهم اعتبروا أن الثماني وثمانين دقيقة طويلة على أحداثه، ولكني أنا كمخرج أجدها مناسبة للغاية للموضوع، بحيث لو تم تطويله سيكون مملاً جداً».
وعن أسباب اختياره للفنانتين الشابتين ثراء جبيل ويارا جبران لبطولة الفيلم، أكد أنس طلبة أنه عندما فكر في الممثلين، فإنه راعى أن يكون لكل منهم إسهامات فنية تتناول قضايا إنسانية، ولديهم وعي بالقضايا المطروحة في الفيلم، التي تنطوي على بُعد مجتمعي ورسالة اجتماعية وتوعوية مهمة، ومن هنا تم اختيار ثراء ويارا وغيرهما من المشاركين في البطولة.
وتحدث المخرج أنس طلبة عن أسباب تأجيل طرح الفيلم في دور العرض السينمائي بعد أن كان مقرراً طرحه نهاية 2018، قائلاً: «نعم، كان بالفعل مقرراً للفيلم أن يتم طرحه في دور العرض نهاية العام الماضي، ولكن شركة التسويق المسؤولة عن الفيلم رأت أنه يجب تأجيله، حتى يتمكن من العرض في عدة مهرجانات مهمومة بالقضايا المطروحة فيه، وأنه يمكن التقدم به لإدارة مهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، ويوافقون على عرضه، وبالفعل هذا ما حدث، كما رأت شركة التسويق أن العرض في عدة مهرجانات سوق تصقل الفيلم أكثر، وتمنحه انتشاراً أوسع، ويستفيد منها للغاية، وبالفعل قام المنتج بتأجيل الطرح في دور العرض لوقت لاحق، ولا نعلم حتى الآن متى سيتم عرضه في السينمات».


مقالات ذات صلة

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة ألوان زاهية (أ.ف.ب)

مناطيد الهواء الساخن تُزيِّن سماء النيبال

أطلقت بوخارا أول مهرجان لمناطيد الهواء الساخن يُقام في النيبال، إذ تحوّلت سماء المدينة لوحةً من الألوان الزاهية ضمن مشهد شكّلت ثلوج قمم «هملايا» خلفيته.

«الشرق الأوسط» (بوخارا (النيبال))
يوميات الشرق حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي (وزارة الثقافة)

«بين ثقافتين» التقاء الثقافتين السعودية والعراقية في الرياض

يقدم مهرجان «بين ثقافتين» الذي أطلقته وزارة الثقافة في مدينة الرياض، رحلة ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

عُرض «شرق 12» في السعودية والبرازيل وأستراليا والهند وشاهده جمهور واسع، ما تراه هالة القوصي غاية السينما، كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق المخرج شريف البنداري يتسلم جائزة «التانيت الفضي» لأفضل فيلم قصير (إدارة المهرجان)

السينما المصرية تقتنص 3 جوائز في «أيام قرطاج»

فازت السينما المصرية بـ3 جوائز في ختام الدورة الـ35 لـ«أيام قرطاج السينمائية» التي أقيمت مساء السبت على مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة بتونس.

انتصار دردير (القاهرة )

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».